الأمم المتحدة تناشد طالبان لإعادة خدمات الإنترنت

الأمم المتحدة تناشد طالبان لإعادة خدمات الإنترنت

حثت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، الثلاثاء، حركة طالبان على إعادة خدمات الإنترنت والاتصالات في جميع أنحاء البلاد، قائلةً إن انقطاع الإنترنت الذي فرضته الحكومة في كابول قد جعل البلاد “معزولة تماماً” عن العالم الخارجي.

وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، يُعدّ هذا الانقطاع، الذي أُبلغ عنه الاثنين، الأول على مستوى البلاد منذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، وكان جزءاً من حملتها المعلنة على ما أسمته بـ”الفساد الأخلاقي”. 

وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان إن “انقطاع الإنترنت هدد الاستقرار الاقتصادي وفاقم إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”، محذرة من أن انقطاع الإنترنت “يُشلّ الأنظمة المصرفية والمالية، ويُعزل النساء والفتيات، ويُحدّ من إمكانية الحصول على الرعاية الطبية والتحويلات المالية، ويُعطّل حركة الطيران”.

وقالت بعثة الأمم المتحدة إن انقطاع الإنترنت امتد منذ أن فرضته حركة طالبان لأول مرة في 16 سبتمبر، وشمل جميع أنحاء البلاد في 29 سبتمبر، مضيفة أنها ستواصل الضغط على السلطات في أفغانستان لاستعادة الوصول إلى الإنترنت “دعماً للشعب الأفغاني”.

وقالت الأمم المتحدة إن هذه القيود تُقوّض حرية التعبير والحق في الحصول على المعلومات بشكل أكبر، مشيرة إلى أن الاتصالات السلكية واللاسلكية بالغة الأهمية أيضاً أثناء الكوارث، بعد أن عانت أفغانستان مؤخراً من زلازل عنيفة في شرقها، وتُعاني من عمليات العودة القسرية الجماعية من الدول المجاورة.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من حركة طالبان، التي تعتمد على تطبيقات المراسلة ووسائل التواصل الاجتماعي في الاتصالات الداخلية والخارجية.

مخاوف من قيود “طالبان”

بدورها، أعلنت منظمة “نتبلوكس” لمراقبة الإنترنت، مساء الاثنين، أن شبكات متعددة في أفغانستان انقطعت، وأن خدمات الهاتف تأثرت أيضاً، ما أدى إلى ما وصفته بـ”انقطاع كامل للإنترنت” في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 43 مليون نسمة.

وبحسب شبكة CNN، يبدو أن انقطاع الإنترنت هو أوسع عمليات قطع الاتصالات وأكثرها تنسيقاً في أفغانستان منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، ما يثير مخاوف من العودة إلى قيود حكم طالبان السابق، الذي حظر التلفزيون والأقمار الاصطناعية وأجهزة الاتصال الأخرى في “حربها على الفساد”.

ووفقاً لمسؤول في إسلام آباد، فقد اتخذت البعثات الدبلوماسية ترتيبات اتصال بديلة، بما في ذلك استخدام الهواتف الفضائية.

بدوره، وصف مايكل كوجلمان، محلل شؤون جنوب آسيا، قطع الإنترنت على مستوى البلاد بأنه أحد “أكثر الخطوات تطرفاً وقسوة التي اتخذتها طالبان منذ عودتها إلى السلطة”.

وأضاف في تصريحات لـ “أسوشيتد برس”: “هذا يُبرز، بأوضح صورة ممكنة، وإن لم تكن هذه المرة الأولى بالتأكيد، أن الجماعة لم تصبح أكثر اعتدالاً أيديولوجياً مما كانت عليه عندما كانت مسيطرة في التسعينيات”.

يشار إلى أن عدة ولايات أفغانية فقدت اتصالاتها بالألياف الضوئية في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك بعد أن أصدر زعيم طالبان، هبة الله أخوندزاده، مرسوماً يحظر الخدمة لمنع “الفساد الأخلاقي”.

من جانبه، قال حاجي زيد، حاكم ولاية بلخ الشمالية في بيان: “سيتم إنشاء نظام بديل داخل البلاد لتلبية الاحتياجات الأساسية”. ولم يوضح المقصود بـ”الأنشطة غير الأخلاقية”.

المصدر : الشرق