الذكاء لم يعد حكرًا على أصحاب الدرجات المرتفعة في اختبارات IQ أو حاملي الألقاب الأكاديمية اللامعة، بل أصبح يُنظر إليه كمنظومة متكاملة من القدرات الذهنية، والصفات الشخصية، وحتى السلوكيات اليومية التي قد لا تبدو على صلة مباشرة بالعقل – لكنها تشير إلى ذكاء متقد.
ووفقًا لما نشره موقع “The Healthy”، نقلًا عن الدكتورة جودي هو، المتخصصة في علم النفس السريري والطب الشرعي، فإن الذكاء يتجاوز القدرات التحصيلية، ليشمل مهارات مثل التفكير الإبداعي، والتكيف مع المتغيرات، وحل المشكلات المعقدة. وقد أشارت عدة دراسات حديثة إلى مجموعة من العلامات “غير المتوقعة” التي قد تكون مؤشرات على الذكاء العالي.
أبرز علامات الذكاء كما رصدتها الدراسات:
كونك الابن الأكبر:
دراسة نُشرت في مجلة الموارد البشرية أفادت بأن المواليد الأوائل غالبًا ما يتمتعون بميزة ذهنية مقارنة بإخوتهم، ليس فقط لأسباب جينية، بل نتيجة لتحفيز عقلي أكبر يتلقونه من الوالدين في سنواتهم الأولى.
القلق المفرط:
بحسب مجلة Intelligence، فإن الأشخاص الأذكياء غالبًا ما يعانون من مستويات أعلى من القلق والتفكير الزائد، نتيجة لسعيهم المستمر نحو الكمال وتحليل التفاصيل الدقيقة.
ممارسة الرياضة بانتظام:
يؤكد الدكتور راهول جانديال، جراح الأعصاب، أن النشاط البدني لا يحسّن الصحة الجسدية فقط، بل يعزز أيضًا أداء الدماغ وقدرته على معالجة المعلومات.
حب السهر:
بحث من كلية لندن للاقتصاد أشار إلى أن الأشخاص الذين يفضلون النشاط الليلي غالبًا ما يمتلكون معدلات ذكاء أعلى، في ظاهرة قد تعود جذورها إلى أدوار تطورية قديمة.
القدرة على التكيف:
التكيف مع الظروف الجديدة وحل المشكلات بطرق مبتكرة يعتبر من السمات الجوهرية المرتبطة بالذكاء، بحسب عدد من الخبراء.
الضحك من النكات السوداء:
دراسة في مجلة المعالجة المعرفية أوضحت أن الأشخاص الذين يستوعبون ويستمتعون بالفكاهة السوداء غالبًا ما يمتلكون قدرة ذهنية أعلى لفهم المعاني الضمنية والسياق المعقد.
الميول النمطية وإصدار الأحكام:
رغم كونها سمة اجتماعية سلبية، إلا أن بعض الدراسات ربطت بين الذكاء واكتشاف الأنماط، ما يجعل الأذكياء أكثر ميلاً لتكوين انطباعات مسبقة.
العيش في بيئة فوضوية:
بحث من جامعة مينيسوتا أظهر أن الأشخاص الذين يعملون أو يعيشون في بيئات غير منظمة أنتجوا أفكارًا أكثر إبداعًا وغير تقليدية.
ارتداء النظارات:
دراسة من جامعة إدنبرة كشفت أن الأذكياء أكثر عرضة لامتلاك جينات ضعف البصر بنسبة تصل إلى 30%، ما قد يفسر اقتران النظارات بصورة “الشخص الذكي” في الثقافة الشعبية.
الانجذاب للعزلة:
استطلاع شمل أكثر من 15 ألف شخص من لندن وسنغافورة وجد أن أصحاب معدلات الذكاء المرتفعة يفضلون تقليل التفاعل الاجتماعي، ويشعرون براحة أكبر في أوقات العزلة التي تمكنهم من التفكير أو الإبداع.
وفي الختام، لا تعني هذه الصفات بالضرورة أن كل من يمتلك واحدة منها عبقري، لكنها قد تكون إشارات خفية تستحق الانتباه. الذكاء في النهاية، كما تقول د. جودي هو، “ليس رقمًا… بل طريقة في رؤية العالم والتفاعل معه.”
المصدر : تحيا مصر