
لم يخضع أينشتاين لاختبار ذكاء رسمي أبدا ، لكن العلماء قاموا بحساب معدل ذكائه باستخدام السجلات التاريخية، وتوقعوا أن يكون 160 على الأقل، وهو معدل يضعه في فئة “العباقرة” بامتياز، حيث أن المعدل العام للناس يتراوح عادة بين 85 و115. وتشترك في هذا التقدير المرتفع شخصيات بارزة أخرى مثل ستيفن هوكينج وإيلون ماسك وبيل جيتس .
بحسب تقرير نشره موقع “إندبندنت عربية” فإن هذا الرقم، بكل إبهاره، لا يضع أينشتاين في قمة قائمة أذكى الناس تاريخيًا. فقد شهد العالم أفرادًا سجّلوا درجات خيالية في اختبارات الذكاء المعيارية، متخطين بذلك حاجز الـ 200 بكثير، وهو ما يدفع إلى مراجعة الفكرة الشائعة بأن أينشتاين هو الذكي المطلق في التاريخ .
وجوه أخرى تفوقت على أينشتاين
إذا كان معدل ذكاء أينشتاين المقدر بـ 160 يعد استثنائيًا، فإن السجلات العالمية تشير إلى وجود أفراد تفوقوا على هذا الرقم بفوارق كبيرة. ويصنف الخبراء الشخصيات التي تتخطى معدلات ذكائهم حاجز الـ 160 على أنهم عباقرة، فيما تكون الدرجات فوق الـ 140 مؤشرًا على موهبة فائقة .
على رأس هذه القائمة يظهر اسم الدكتور الكوري الجنوبي يونج هون كيم، البالغ من العمر 36 عامًا، والذي حطم الرقم القياسي العالمي بمعدل ذكاء مذهل بلغ 276. يشغل كيم منصب المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “نيوروستوري”، وهي مبادرة بحثية مدعومة من الحكومة الكورية الجنوبية تقدم حلولًا لصحة الدماغ باستخدام الذكاء الاصطناعي .
ويأتي خلفه مباشرة الموسيقي الأمريكي مارنين لايبو كوزر، البالغ من العمر 50 عامًا، والذي يمتلك معدل ذكاء يقدر بـ 268. لا تقتصر براعة كوزر على مجال الموسيقى التي بدأ رحلته فيها في سن الثالثة، بل تمتد إلى علوم الحاسوب، حيث يعمل كمطور مواقع ويب ويدير شركته الإنتاجية الخاصة .
أما أينان سيليست كاولي، المولود عام 1999، فقد نال شهرة عالمية عندما اجتاز اختبار كيمياء للمستوى العادي في سن السابعة فقط. ويقدر معدل ذكائه بـ 250، وقد أبدى علامات استثنائية منذ طفولته المبكرة، حيث بدأ القراءة والكتابة في سن الثانية، وأبدع لاحقًا في التأليف الموسيقي والكتابة والإخراج السينمائي .
استمرار ظاهرة الذكاء الخارق
لا تقتصر ظاهرة الذكاء المتطرف على الجيل الحالي، فتاريخيًا، سجّل ويليام جيمس سيديس، المولود عام 1898، معدل ذكاء مذهلًا يتراوح بين 250 و300، حيث كان سيديس طفلًا نابغة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تعلم اللاتينية واليونانية في الخامسة من عمره، وتم قبوله في جامعة هارفارد في سن الحادية عشرة، وألقى محاضرات في فيزياء الأبعاد الرباعية .
وفي عالم الرياضيات المعاصر، يبرز اسم تيرينس تاو، المولود عام 1975، والذي يقدر معدل ذكائه بين 225 و230. كان تاو طفلًا معجزة، حيث حصل على الميدالية الذهبية في أولمبياد الرياضيات الدولي وهو في الثالثة عشرة من عمره، وحصل على درجة الماجستير في سن السادسة عشرة. يشغل حاليًا منصب أستاذ في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وتغطي أبحاثه الرائدة مجالات رياضية متعددة .
ولا يمكن إغفال كريستوفر هيراتا، عالم الفيزياء الفلكية البارز المولود عام 1982، والذي يمتلك معدل ذكاء قدره 225. حصل هيراتا على الدكتوراه من جامعة برينستون، وعمل أستاذًا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وساهم في تصميم تلسكوبات ناسا من الجيل التالي، وفاز بجائزة الاختراق في الفيزياء الأساسية عام 2018 .
عبقرية أينشتاين.. أكثر من مجرد
عند المقارنة بين هذه المعدلات المرتفعة، يبرز سؤال مهم: إذا كان أينشتاين لم يكن الأعلى في معدل الذكاء، فما سر عبقريته وتأثيره الذي لا ينكر على الفيزياء الحديثة؟ الإجابة تكمن في أن إرث أينشتاين العلمي لا يمكن اختزاله في رقم.
فعبقرية أينشتاين الحقيقية تجلت في خياله العلمي الثوري وقدرته على إعادة تصور مفاهيم أساسية مثل الزمان والمكان والجاذبية. لقد غيرت نظريته النسبية الخاصة والعامة وجه الفيزياء إلى الأبد، ومكنتنا من فهم تاريخ الكون ومكوناته بشكل أعمق، كما كان له دور أساسي في تفسير التأثير الكهروضوئي، الذي حصل بسببه على جائزة نوبل عام 1921 .
هذا يذكرنا بمقولة منسوبة لأينشتاين نفسه: “الخيال أهم من المعرفة. المعرفة محدودة، بينما الخيال يطوق العالم” . فالذكاء الحقيقي، كما تظهر قصة أينشتاين، لا يقاس فقط بالقدرة على حل الاختبارات المعيارية، بل بقدرة العقل على طرح الأسئلة الصحيحة، وتحدي المسلمات، والربط بين المجالات المختلفة لإنتاج أفكار جديدة تدفع بالمعرفة الإنسانية إلى الأمام .
المصدر : تحيا مصر