
اتخذت إندونيسيا قرارًا مفاجئًا بتعليق التسجيل الخاص بتطبيق تيك توك داخل البلاد بشكل مؤقت. يعود هذا القرار، الذي يمثل تصعيدًا في العلاقة بين الحكومة الإندونيسية ومنصة التواصل الاجتماعي العملاقة، إلى عدم تعاون تيك توك بشكل كامل مع طلب حكومي رسمي لمشاركة بيانات محددة، جاء هذا الطلب الحكومي، الذي يركز على شفافية عمليات المنصة، في أعقاب موجة من الاحتجاجات الواسعة التي عمّت إندونيسيا خلال شهر أغسطس الماضي.
انتهاك القوانين الوطنية وطلب البيانات الجزئية
صرّح مسؤول رفيع المستوى من وزارة الاتصالات الرقمية الإندونيسية بأن منصة تيك توك قد ارتكبت انتهاكًا صريحًا للقوانين الوطنية الإندونيسية، ويتمثل هذا الانتهاك في تقديم بيانات “جزئية فقط” خلال فترة الاضطرابات والاحتجاجات التي شهدتها البلاد، والتي امتدت تحديدًا من 23 إلى 30 أغسطس، كان على تيك توك أن تستجيب لمهلة محددة تنتهي في 23 سبتمبر لتسليم مجموعة كاملة من البيانات، بما في ذلك ما يتعلق بحركة المرور (Traffic)، وخدمات البث المباشر (Live Streaming)، وعمليات تحقيق الدخل (Monetization).
مخاوف من المقامرة الإلكترونية والبث المباشر على تيك توك
نشأ المطلب الحكومي بتسليم البيانات الكاملة بسبب تزايد المخاوف بشأن استغلال بعض ميزات تيك توك، فقد تبيّن أن هناك حسابات يُحتمل ارتباطها بأنشطة المقامرة الإلكترونية، وهي ممارسة غير قانونية ومحظورة تمامًا في إندونيسيا. يُزعم أن هذه الحسابات ربما تكون قد استفادت من خاصية البث المباشر على تيك توك تحديدًا أثناء فترة الاحتجاجات لترويج أنشطتها غير المشروعة.
في المقابل، بررت شركة تيك توك عدم تقديمها لجميع البيانات المطلوبة بالإشارة إلى “السياسة الداخلية” الخاصة بالشركة، مما فُسّر من قبل السلطات الإندونيسية كعدم تعاون. ومع ذلك، وعلى الرغم من التعليق المؤقت الذي فُرض على تسجيل تيك توك، تشير بعض التقارير الحالية إلى أن التطبيق لا يزال متاحًا للاستخدام الفعلي في البلاد لملايين المستخدمين.
رد تيك توك وتفاعل الشركة مع الأزمة
شهد شهر أغسطس احتجاجات عنيفة غذّاها الغضب العام من الأوضاع الاقتصادية والسياسات الحكومية. وفي سياق هذه الأحداث، أظهرت تيك توك مبادرة وقامت بإيقاف خاصية البث المباشر بشكل طوعي لعدة أيام. أوضحت الشركة حينها أن هذا الإجراء يأتي في إطار سعيها للحفاظ على المنصة كـ “مساحة آمنة ومدنية” لمستخدميها. ويُعد هذا الأمر بالغ الأهمية، خاصةً وأن عدد مستخدمي تيك توك في إندونيسيا يتجاوز حاجز الـ 100 مليون مستخدم.
وفيما يخص التعليق الحكومي الأخير المتعلق بالبيانات، أكد متحدث باسم تيك توك أن الشركة تولي احترامًا كبيرًا لقوانين جميع البلدان التي تعمل ضمن حدودها. وأشار المتحدث إلى أن تيك توك تعمل حاليًا بجدية مع الوزارة الرقمية الإندونيسية بهدف التوصل إلى حل سريع ومرضٍ للمشكلة القائمة المتعلقة بمشاركة البيانات. يبقى مستقبل تسجيل تيك توك مرهونًا بالحلول التي سيتم التوصل إليها بين الطرفين.
المصدر : تحيا مصر