
أكد الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، أن الكلية تواصل تجديد رسالتها الفكرية والمعرفية والاستثمار في الإنسان، مستندةً إلى فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي شكل منذ انطلاقتها منارة تهدي مسيرتها، ومصدر إلهام يقود خططها المستقبلية.
وأشار إلى أن الكلية منذ تأسيسها تمضي على خطى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إعداد القادة وتمكين الكوادر الوطنية بالأدوات والمعارف والمهارات، وهو الشعار الذي اختارته الكلية للاحتفال بذكرى مرور عشرين عاماً على تأسيسها، وتخريج الدفعة الــ12 من طلبة الماجستير بتاريخ 7 أكتوبر الجاري في المركز التجاري العالمي، والتي تضم نخبة من الطلبة العاملين في القطاعين الحكومي والخاص ومنهم من يتقلد المناصب التنفيذية والإدارية العليا.
برامج
وقال الدكتور علي بن سباع المري لـ«البيان» إن الكلية نجحت في مجال التعليم التنفيذي في استقطاب أكثر من 30 ألف مشارك في برامجها القيادية محلياً ودولياً، فيما بلغ عدد خريجي الماجستير منذ عام 2009 نحو 833 خريجاً يشغل الكثير منهم مناصب قيادية مؤثرة في مختلف القطاعات، منوهاً بأن أثر الكلية امتد عالمياً، حيث وصل عدد المشاركين في فعالياتها البحثية والمعرفية إلى أكثر من 315 ألف مشارك، مع انتشار يشمل 183 دولة و368 وكالة حكومية حول العالم.
خطوة نوعية
وكشف عن أن الكلية بمناسبة ذكرى مرور عشرين عاماً على تأسيسها، ستطلق استراتيجيتها الجديدة للأعوام 2026 – 2033، في خطوة نوعية تجسد التزامها بمواصلة الإسهام في دعم الأجندة الوطنية، وتعزيز تنافسية دولة الإمارات وترسيخ مكانتها كنموذج عالمي في الإدارة الحكومية الفعالة والمرنة، القادرة على استشراف المستقبل وصناعته. وقال: تمثل الاستراتيجية الجديدة محطة نوعية واستثنائية في مسيرة الكلية، إذ تترجم مبادئ القيادة الاستشرافية، وتعكس نهج الابتكار المستمر في العمل الحكومي، وتضع تمكين قادة المستقبل والاستثمار في الإنسان في صميم أولوياتها، باعتباره الثروة الحقيقية والمحرك الأساسي لمسيرة التنمية الشاملة، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة سترسخ روح التجديد والالتزام بتعزيز التنافسية العالمية لدولة الإمارات، بما يبرز دورها الريادي في صياغة نموذج حكومي مبتكر ومؤثر.
حزمة مبادرات
وأضاف أن الاستراتيجية الجديدة ستنطلق عبر حزمة من المبادرات الريادية التي تتجاوز حدود التقليد لتصنع أثراً ملموساً في منظومة العمل الحكومي محلياً وإقليمياً ودولياً، موضحاً أن من أبرز هذه المبادرات إطلاق «مختبر دبي للبصائر السلوكية»، الذي يشكل منصة بحثية متقدمة توظف العلوم السلوكية لفهم سلوك الأفراد وتوجيهه، بما يتيح تطوير سياسات عامة وخدمات حكومية أكثر كفاءة وتأثيراً، ويضع الإنسان في قلب الأولويات الحكومية.
وتابع: «تنطلق الاستراتيجية الجديدة من سجل حافل بالإنجازات راكمته الكلية على مدار العقدين الماضيين، حيث رسخت مكانتها مؤسسة أكاديمية وبحثية رائدة. فمنذ عام 2005، تمكنت من بناء شبكة تضم 115 شريكاً استراتيجياً، من بينها 15 منظمة دولية وجهات بارزة في القطاع الخاص، وبفضل كوادرها الأكاديمية التي تضم 135 باحثاً زميلاً، أنتجت أكثر من 600 إصدار بحثي رئيس، وحققت ما يزيد على 5,241 مخرجاً بحثياً و14,000 استشهاد أكاديمي، وهو ما يعكس عمق تأثيرها العلمي والمعرفي».
استثمار مباشر
وأكد الدكتور علي بن سباع المري، أن المرحلة المقبلة لن تقتصر على تعزيز النجاحات السابقة، بل ستفتح آفاقاً جديدة أمام الكلية لتكون منصة عالمية لتصدير نموذج دولة الإمارات في الإدارة الحكومية، مشيراً إلى أن المبادرات المنبثقة من الاستراتيجية، مثل مختبر البصائر السلوكية وإصدار المؤلفات القيادية، تعكس استثماراً مباشراً في رأس المال البشري المواطن، بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة التي تضع تمكين الكفاءات الوطنية في صدارة أولوياتها.
ولفت إلى أن المختبر يهدف إلى تمكين صناع القرار من تبني سياسات مبتكرة قائمة على الأدلة العلمية والتجريب الميداني، بما يسهم في رفع جودة الحياة وتعزيز كفاءة الأداء الحكومي عبر أدوات سلوكية حديثة، مؤكداً أن دوره لن يقتصر على البحوث التطبيقية، بل سيمتد إلى بناء القدرات المؤسسية من خلال برامج تدريبية ودبلومات متخصصة، إلى جانب نشر ثقافة الابتكار السلوكي في المؤسسات الحكومية، ليصبح مرجعاً إقليمياً وعالمياً في توظيف العلوم السلوكية لصناعة سياسات ذكية مستدامة.
وأوضح الدكتور المري أن هذا المشروع يعكس جوهر رسالة الكلية في تحويل المعرفة الأكاديمية إلى سياسات عملية قادرة على إحداث أثر إيجابي ملموس، ويعزز من تنافسية دولة الإمارات وريادتها العالمية في الابتكار الحكومي ومن خلال هذه المبادرات، يتجدد التزام الكلية بمسؤوليتها الوطنية في الإسهام بتطوير بيئة العمل الحكومي بما يواكب متغيرات المستقبل ويعزز جاهزية المؤسسات لمختلف التحديات.
كتاب جديد
وفي سياق متصل، كشف الدكتور علي بن سباع المري عن اعتزازه وفخره بإصدار مؤلفه الجديد بعنوان «طريق القيادة على خطى محمد بن راشد»، مؤكداً أنه ليس مجرد إضافة معرفية للمكتبة العربية، بل يمثل دليلاً عملياً ومرجعاً تطبيقياً للقادة الحاليين والمستقبليين، مشيراً إلى أن هذا العمل يختزل عصارة تجربة عملية امتدت لأكثر من عقد في قلب التجربة الحكومية الإماراتية، مقدماً رحلة قيادية متكاملة تبدأ من بناء الذات وتنتهي بتمكين الآخرين وصناعة الأثر المستدام.
وأضاف أن الكتاب يتجاوز الطرح النظري، ليضع بين يدي القارئ خطوات عملية ومبادئ قابلة للتطبيق، مستمدة من مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في القيادة وصناعة التغيير وهو بذلك يجمع بين الرؤية الإماراتية الأصيلة وخلاصة خبرات كبار القادة العالميين، ليبرز نموذجاً قيادياً فريداً يمزج الهوية الوطنية بالحكمة العالمية في إطار جامع يعكس القيادة كرسالة ومسؤولية.
وشدد على أن الكتاب يمثل توثيقاً لمسيرة فكرية ومؤسسية ارتبطت منذ تأسيس الكلية بفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتصبح منصة رائدة في إعداد القيادات وصناعة التغيير داخل الدولة وخارجها، ومصدراً معرفياً يلهم كل من يؤمن بأن القيادة الحقيقية تبدأ من الداخل وتنتهي بترك أثر إيجابي في خدمة المجتمعات والأوطان.
رؤية مستقبلية
وأردف قائلا: إن الرؤية المستقبلية للكلية تقوم على تعزيز التعاون والانفتاح على الشراكات الإقليمية والدولية، بما يضمن توسيع نطاق التأثير المعرفي والعملي، ويسهم في صياغة أجندة سياسات حكومية تستشرف المستقبل وتلبي تطلعات المجتمعات نحو التنمية المستدامة. وأكد الدكتور علي بن سباع المري أن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تدخل بهذه الاستراتيجية مرحلة جديدة من العطاء، تستند إلى إرث عريق وتجارب ثرية، وتتطلع إلى آفاق أرحب من التميز والإبداع. فالمستقبل الذي نرسم ملامحه اليوم بالعلم والمعرفة والابتكار، هو امتداد طبيعي لرؤية قائد آمن بأن الإدارة فن في خدمة الإنسان، ورسالة في بناء الأوطان، ومسؤولية في صناعة الغد.
المصدر : البيان