المؤتمر الدولي للخط في الفجيرة 18 الجاري

المؤتمر الدولي للخط في الفجيرة 18 الجاري

كشفت الدكتورة إسراء الهمل مدير مدرسة الخط والزخرفة التابعة لمكتب سمو ولي عهد الفجيرة، عن اكتمال الاستعدادات لاستضافة النسخة الثانية من المؤتمر الدولي للخط والزخرفة الذي تنظمه المدرسة على مدار يومي 18 و 19 من الشهر الجاري في فندق دبل تري هيلتون.

وأوضحت لـ«لخليج» أن المؤتمر يعزز المشهد الثقافي في إمارة الفجيرة، خاصة بعد النجاح اللافت الذي حققته النسخة الأولى ليواصل تأكيد مكانة الإمارة وجهة متنامية على خريطة الفعاليات الثقافية والفنية إقليمياً.

وأضافت أن المؤتمر يهدف إلى إحياء وتطوير الفنون التقليدية إلى جانب تعزيز التبادل الثقافي والفني بين المهتمين من داخل الدولة وخارجها، كما يسعى إلى فتح آفاق جديدة للحوار الفني والبحثي عبر مناقشة أحدث الأساليب والتقنيات والنظريات المعاصرة إلى جانب تشجيع المشاركة المجتمعية والإبداعية من خلال استقطاب جمهور متنوّع من المهتمين بالفنون الإسلامية والتراث البصري.

وأشارت إلى إن المؤتمر يبدأ بالكلمة الرئيسية لمدير المدرسة، تليها جلسة بعنوان «الهندسة في الفن الإسلامي: الأعداد، الشكل، وطبيعة الفضاء» تقدمها الدكتورة كارول بير، حيث تستعرض العلاقة بين الرياضيات والعمارة والزخرفة الإسلامية.

وتتواصل محاضرات اليوم الأول من المؤتمر لتغطي موضوعات مثل المخطوطات المصورة بين الكتب الأدبية والعلمية، وفن الخط في العصر التيموري، والمخطوطات في التراث الوثائقي والثقافي غير المادي المسجل في اليونيسكو، فضلاً عن مناقشة جماليات الخط العربي في مجموعة تمبكتو، في ما تشمل الجلسات المسائية محاضرات حول الخط الأندلسي وأبعاده الجمالية، والتذهيب وتغليف المصاحف، وجماليات الخط والزخرفة الإسلامية في بيت المخطوطات بالشارقة.

*شواهد مكة

يستهل اليوم الثاني أعماله بمحاضرة حول ثقافة المخطوطات في العالم الإسلامي، يليها عرض لمنهج مبتكر في الخط العربي مستوحى من شواهد مكة، في ما تتناول الجلسات مواضيع متنوعة مثل التجليد الإسلامي كمهنة متعددة الأساليب، وتحليل الزخارف الجصية في العمارة النجدية، والربط بين الهندسة المقدسة والابتكار الرقمي.

ويصاحب المؤتمر معرض «امتداد» تحت شعار «من مخطوطات الماضي إلى الحاضر»، في رحلة فنية نابضة بالحياة تمتد من عبق الورق المذهّب إلى فضاءات الإبداع المعاصر، حيث يُقدّم للجمهور تجربة بصرية وثقافية تعكس التقاء التراث بالفن الحديث.

ويحتفي المعرض بجماليات المخطوطات التاريخية وتحولاتها الإبداعية، ويستعرض أكثر من مئة عمل فني متنوّع أنتجها فنانون وخطاطون من مختلف أنحاء العالم، مستلهمين تقاليد الخط والزخرفة وعناصر المخطوط العربي والإسلامي.

ولفتت إسراء المهل إلى أن المعرض يتوزع على محورين رئيسيين، الأول يتناول تاريخ المخطوط العربي وصناعة الكتاب في جولة تأخذ الزائر إلى بدايات الورق وصناعة المداد وفنون التذهيب والزخرفة، ويعرض هذا القسم قطعاً نادرة تمثل محطات محورية في تاريخ الكتابة الإسلامية، منها ورقة عباسية تعود إلى القرن العاشر مكتوبة بالخط الكوفي، ومصحف كشميري فاخر من القرن التاسع عشر يتميّز بزخارفه الدقيقة التي تعبّر عن مدارس جنوب آسيا، إضافة إلى مصحف قاجاري من نفس الحقبة يبرز أوج الفنون الخطية والزخرفية في إيران، فيما يجيب المحور الثاني عن سؤال كيف تحوّلت روح المخطوطة إلى مصدر إلهام لأعمال فنية معاصرة تعبّر عن قضايا الهوية واللغة والذاكرة الثقافية؟ ويضم المعرض أعمالاً لفنانين من الإمارات والعالم تتنوع في وسائطها بين اللوحات التشكيلية والمجسّمات والتركيبات البصرية، وتُعيد هذه الأعمال صياغة عناصر المخطوط بروح معاصرة تنبض بالتجديد دون أن تنفصل عن الجذور.

ويشارك في «امتداد» مؤسسات أكاديمية وثقافية رفيعة من عدة دول، من بينها جامعة فاتح سلطان محمد الوقفية وجامعة 9 أيلول من تركيا، والجامعة اللبنانية الأمريكية من لبنان، وجمعية اليابان للخط العربي، ويشارك في المعرض فنانون يمثلون دولاً عدّة مثل الإمارات والسعودية والبحرين والمملكة المتحدة والعراق وتركيا واليابان ولبنان وإيران ومصر وتونس وسوريا والأردن، ما يمنح المعرض بعداً عالمياً يبرز التنوع الثقافي في النظرة إلى المخطوط كفن عابر للحدود.

ويخصص المعرض مساحة خاصة لفناني الإمارات، دعماً للإبداع المحلي واعترافاً بدوره الفاعل في الحراك الثقافي المعاصر.

ويفتح أبوابه للجمهور في الفترة من 17 أكتوبر الجاري وحتى 30 نوفمبر المقبل.

المصدر : صحيفة الخليج