
أكد محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة، أن أبوظبي تقود اليوم الجهود العالمية لحماية الإرث الثقافي، انطلاقاً من رؤية قيادتها الرشيدة الداعمة للثقافة والمعرفة، عبر إنشاء متاحف ومكتبات عالمية المستوى، وتعزيز البحث العلمي ورعاية الجيل الجديد من الباحثين، مشيراً إلى التزام الإمارة بتعزيز الحوار الثقافي والتعليم في مجال التراث المخطوط، وتوفير منصة يزدهر فيها التعاون في تسليط الضوء على الإرث العربي والإسلامي الغني والأصيل.
وقال في كلمته الافتتاحية لمؤتمر أبوظبي الدولي الرابع للمخطوطات الذي انطلق، الثلاثاء، في المجمع الثقافي، ويستمر يومين، إن المؤتمر يجسد جهود الإمارة في دعم الحوار الحضاري والمحافظة على التراث العربي والإسلامي ونشره مع العالم، مشيراً إلى أن حفظ التراث هو استثمار في مستقبل الإنسانية.
وأضاف أن المخطوطات ليست مجرد وثائق تاريخية، بل هي شواهد حيّة على قوة الإبداع الإنساني، ودليل على عطاء العلماء والفنانين الذين أسهموا في تشكيل الوعي الإنساني على مر العصور.
وأشار المبارك إلى أن المؤتمر ركيزة أساسية في مهمتنا بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي الرامية إلى الحفاظ على التراث العربي وتعزيز حضوره لضمان استدامته، وبالتعاون مع جامعة ماكغيل، واستضافتنا لنخبة من الخبراء والعلماء والطلاب والمهتمين من جميع أنحاء العالم، نلتزم بتوفير منصة مثالية لهم لتوسيع آفاقهم والتفاعل مع نظرائهم من المتخصصين والأكاديميين، ومن خلال جمع كبار الباحثين جنباً إلى جنب مع الأجيال الأكاديمية الناشئة، نسعى إلى إرساء حوارات ملهمة، وتحفيز الجيل القادم ليكونوا بدورهم حُماة تراثنا، وترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للتبادل الثقافي والفكري والتميّز الأكاديمي.
*تقاليد
قال محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، في كلمته خلال المؤتمر، إن ما يميز أبوظبي في الساحة الثقافية المحلية والعربية هو استمرارية النشاط، موضحاً أن كثيراً من الدول العربية تنظم مؤتمرات أو معارض كبيرة تُصرف عليها الملايين، ثم تنطفئ شعلة الحدث بعد انتهائه، بينما تسعى أبوظبي إلى خلق تقاليد ثقافية مهمة، تجعل من الحدث الأكاديمي والفني والثقافي تقليداً سنوياً يسلّط الضوء في كل عام على جانب جديد من جوانب الاهتمام الفكري والمعرفي.
وأكد أن هذا النهج من أبرز ما يُحسب للمؤسسات الثقافية في أبوظبي، وعلى رأسها دائرة الثقافة والسياحة، التي تعمل على ترسيخ حضور الإمارة في المشهد الثقافي الإقليمي والدولي من خلال مواصلة تنظيم فعاليات نوعية تكرّس مكانتها مركزاً للحوار والإبداع والمعرفة.
يجمع هذا المؤتمر في كل دورة الباحثين والخبراء من حول العالم لمناقشة القضايا المتعلقة بالمخطوطات العربية في مجالات مثل النصوص الجغرافية والأدبية، بهدف حفظ التراث، وفي هذا العام، يستضيف نخبة من المتخصصين في تاريخ الفن، ودراسات المخطوطات الإسلامية والعربية، وحفظ التراث الثقافي، والعلوم الإنسانية الرقمية لتسلّيط الضوء على «جماليات الفنون البصرية في المخطوطات العربية والإسلامية – الإرث الفني وتأثيراته المعاصرة»، ومناقشة الأهمية الجمالية والثقافية والتاريخية الدقيقة للفنون البصرية المخطوطة، وتأثيرها على التعبير الفني المعاصر.
بالتوازي مع أعمال المؤتمر، تستضيف دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وجامعة ماكغيل – كندا المعرض العالمي المتنقل «حبر من ذهب: رحلة عبر المخطوطات العربية والإسلامية»، الذي يحتفي بثراء وجمال وتأثير تراث المخطوط العربي والإسلامي على المستوى العالمي، ويستمد الطلبة المشاركون في البرامج والأنشطة المصاحبة إلهامهم من هذا المعرض، بما يعزز من روح الابتكار والإبداع، لتشكل هذه المبادرات مجتمعةً منصة متكاملة تربط بين الخبراء والفنانين وطلاب الجامعات والمؤسسات التعليمية، مما يُرسخّ حواراً ديناميكياً بين الأجيال ومتعدد التخصصات.
المصدر : صحيفة الخليج