ريم الثلاثي.. من باحثة عن عمل إلى محاضرة بالدفاع المدني

ريم الثلاثي.. من باحثة عن عمل إلى محاضرة بالدفاع المدني

تقف ريم الثلاثي، في القيادة العامة للدفاع المدني بدبي، نموذجاً حياً للكفاءة الإماراتية الشابة التي أرست علامة دائمة في مجال التوعية المجتمعية والسلامة من الحرائق، أثبتت أن الإخلاص في الإلقاء والتقديم يمكن أن يحول التوعية من مهمة يومية إلى رسالة إنسانية تشارك في حماية الأرواح وتمكين أصحاب الهمم ونشر ثقافة الوقاية بين مختلف فئات المجتمع.

70 ألف مستفيد

ريم مواطنة إماراتية جسدت فكرة الاستثمار في المواهب الوطنية، حيث تحولت مسيرتها من باحثة عن عمل في بداية مسيرتها إلى محاضرة توعوية مؤثرة في الدفاع المدني بدبي.

لتبدأ القصة من المشاركة في معرض رؤية 2023، وتنتهي بتجربة ميدانية واسعة وخبرة عملية ملموسة، بتنظيم أكثر من 200 محاضرة وورشة توعية، ليصل أثرها إلى أكثر من 70 ألف مستفيد، من بينهم أكثر من 3000 من أصحاب الهمم و300 من العاملين معهم.

بالإضافة إلى تدريب 200 موظف من القيادة على أساليب التعامل مع أصحاب الهمم. بجانب دورها التوعوي، قدمت ريم 15 مقترحاً تطويرياً وابتكارياً ساهمت في تحسين سير العمل ورفع كفاءة البرامج التوعوية، تم اعتماد عدد منها رسمياً، وركزت على تطوير أدوات التدريب الرقمي، وتعزيز شمولية المبادرات المجتمعية.

وتمكين فئات المجتمع المختلفة من المساهمة في نشر ثقافة السلامة، في إطار سعيها المستمر للنمو المهني، تؤكد ريم أن التوعية ليست مهمة آنية، بل ثقافة مجتمع تعززها المعالجة المتكاملة والتعاون مع المؤسسات المعنية، من أجل وطن آمن ومتناغم. ريم حاصلة على دبلوم في التعامل مع أصحاب الهمم وشهادة مدرب معتمد (TOT).

بالإضافة إلى شهادة دولية في تحسين العمليات، وعدد من الدورات المتقدمة في الإبداع، والتفكير التصميمي، والذكاء الاصطناعي. وهي تواصل حالياً دراستها في مرحلة الماجستير في التميز المؤسسي، وتطمح لإكمال الدكتوراه مستقبلاً.

وتميزت بأسلوبها القريب من الناس، وبقدرتها على دمج رسالة الوقاية مع تمكين أصحاب الهمم ومختلف فئات المجتمع، لتصبح التوعية ليست مجرد وظيفة بل أسلوب حياة ورسالة وطنية حية.

ريـم الثلاثي لا تكتفي بإلقاء المحاضرات، بل تبني جسوراً حقيقية بين المعرفة والرعاية المجتمعية. جهودهـا تعكس تفانياً إماراتياً في تمكين الكفاءات الشابة وخدمة المجتمع، وتؤكد أن الوقاية الحقيقية تبدأ من التوعية المستدامة والشمولية.

قصة ريم تبرز كيف يمكن لاستثمار المواهب الوطنية أن يحول مساراً فردياً بآفاق واسعة، تنطلق من البحث عن فرصة عمل، وتصل بها إلى شخصية مثابرة تحفز وتثقف وتوجه جمهوراً واسعاً، وتسهم في بناء مجتمع أكثر أماناً ووعياً، هذا نموذج حي على أثر الدعم المؤسسي المستمر وروح المبادرة التي تقودها هذه الجهات الداعمة.

المصدر : البيان