محمد إبراهيم يرسم «غيمتان في سماء الليل»

محمد إبراهيم يرسم «غيمتان في سماء الليل»

انطلق مساء الخميس، في أبوظبي معرضان فنيان جديدان في المجمّع الثقافي، التابع لدائرة الثقافة والسياحة، بعنوان «غيمتان في سماء الليل» و«ما بعد»، يشكّلان احتفاءً بالأصوات الريادية في الفن الإماراتي واستكشافات معاصرة جديدة، وتستمر فعالياتهما حتى 22 فبراير/شباط المقبل.

ويُعد معرض «غيمتان في سماء الليل»، المعرض الفردي للفنان الإماراتي الرائد محمد أحمد إبراهيم، الذي يشتهر بتجربته الفنية التي تتسم بالتأمل الفلسفي والتجريب العملي، والمتجذّرة في مشهديات وجماليات المكان في مدينته خورفكان، حيث طوّر في ثمانينات القرن الماضي أشكاله «الرموز» المميزة، وهي أشكال تجريدية جسّدت جماليات النقوش الصخرية القديمة والتشكلات الحجرية المنحوتة في الجبال القريبة، رابطاً بفنه بين الإيماءة الحدسية والتاريخ البصري للتضاريس الطبيعية. وبموازاة ذلك، أسهم مع عدد من أقرانه المقربين في ابتكار مساحاتهم الخاصة، لاستعراض إبداعاتهم الفنية ومفاهيمهم التشكيلية المُرتكزة على الجوانب التجريبية وروح التجديد في المشهد الفني الإماراتي.

وأوضح الفنان محمد أحمد إبراهيم لـ«الخليج»، أن المعرض يعد ثاني معرض شخصي له في المجمّع الثقافي بعد معرضه الأول عام 1991، مشيراً إلى أن هذا المعرض يختلف عن سابقه، لكونه يضم خلاصة تجاربه الممتدة على مدار نحو 40 عاماً، ومقسماً إلى مراحل متنوعة من مسيرته الفنية.

وأضاف أن المعرض يقدّم صورة واضحة للمشاهد عن تجربته، من حيث التجارب اللونية والتعامل مع المادة، معبّراً عن سعادته بردود فعل الجمهور الذين وصلت إليهم رسالته الفنية بسهولة من خلال الأعمال المعروضة، مؤكداً أن المجمّع الثقافي كان ولا يزال نقطة التقاء للفنانين في أبوظبي ومكاناً يجتمع فيه الأصدقاء لإقامة المعارض والندوات والعروض المسرحية.

ويُقسّم المعرض إلى أربعة أقسام ترصد علاقة إبراهيم الوثيقة والمستمرّة مع العالم الطبيعي واللاواعي تشمل: «على سفر»، «إبقاء البصري»، «عابرو الأشكال»، و«حيث تتحول الأرض لمساحة للّعب»، وتشمل الأعمال المعروضة، سلسلته الأخيرة حول الحشرات والغيوم، ولوحات أحادية اللون بالأبيض والأسود تختزل الشكل في إيقاع بصري، إلى جانب مختارات من سلسلة «الرجل الجالس» (2010 – 2015)، إضافة إلى العمل الذي يُعرض للمرة الأولى «المرأة الجالسة الوحيدة» (2010).

*عودة

ويُكرم المعرض أيضاً المحطة البارزة في مسيرة الفنان إبراهيم، والمتمثلة في معرضه الفردي الذي أُقيم عام 1991 في المجمّع الثقافي، حيث يُعاد عرض اللوحة النادرة «بدون عنوان» التي عُرضت لأول مرة في ذلك المعرض، ويعكس إدراج هذا العمل لحظة اكتمال رمزية في عودة إبراهيم إلى المجمّع الثقافي، جاعلاً من المعرض جسراً يصل بين محطات الماضي وآفاق الأعمال الجديدة والمعاصرة التي يحتضنا المعرض اليوم.

يُشرف على تنظيم المعرض القيّمتان نور المحيربي ومدية بطي التميمي، حيث يؤكد المعرض على إرث محمد أحمد إبراهيم بوصفه واحداً من أبرز روّاد الفن المؤثرين في دولة الإمارات، فيما يسلّط الضوء على حواره المستمر والمتطور مع الطبيعة واللغة والذاكرة. ويُقام المعرض بدعم من لوري شبّيبي.

وبالتوازي مع ذلك، يُقام معرض «وما بعد» بتقييم من منصة دروازة التجريبية للفنون، ويضم أعمال مجموعة من الفنانين هم: رزان الصرّاف، إيمان شقاق، سلمى المنصوري، عمر القرق، عبدالله بوحجّي، ليلى شيرازي، موزة الفلاسي، زارا محمود، يوسف عبدالسيد – ذا فلوريست فروم نوثينغنِس، محمد كاظم، عمّار العطار، أيمن زيداني، ريم المبارك، مريم الخوري، وجواد المالحِي.

ويتناول المعرض، عنصر الهواء وحالاته المختلفة من منظور المصطلحات العربية، مستكشفاً مفاهيمَ سكون (الهدوء والتوقف)، وهواء (النسيم اليومي الرقيق)، ونسيم (الريح الخفيفة)، والرياح، ويقرّب المعرض الزوار من طبيعتهم المحيطة وتحولاتها التدريجية، ويدعوهم إلى اختبار كيف تتغير حركة الهواء مع كل حالة، ومع حلول الأشهر الأكثر اعتدالاً في المنطقة، يسود شعور بالسكينة ينسجم مع استكشاف المعرض للتغيرات الطفيفة في الطقس وكيفية تأثيرها في إعادة تشكيل البيئة من حول الإنسان وإدراكاته. أما التحولات بين السكون والهواء فتعكس لحظات معلّقة — كالتوقف بين الشهيق والزفير، أو السكون الذي يسبق بزوغ الفجر مباشرة.

المصدر : صحيفة الخليج