
في وقتٍ تُسابق فيه الشركات العالمية الزمن لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحقيق مكاسب في الكفاءة والإنتاجية، يجد الشباب من الجيل «زد» أنفسهم أمام ما وصفه تقرير جديد بـ«كارثة وظائف»، إذ تفضل المؤسسات الاستثمار في الأتمتة على توظيف الكفاءات الجديدة.
وبحسب تقرير صادر عن المعهد البريطاني للمعايير، فإن رجال أعمال في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وأستراليا، والصين، واليابان أعربوا عن تزايد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي لسد فجوات المهارات، على حساب تدريب أو توظيف موظفين مبتدئين.
وأظهر الاستطلاع أن 41% من المديرين قالوا إن استخدام الذكاء الاصطناعي سمح لهم بتقليص عدد الموظفين، بينما أشار 31% إلى أن مؤسساتهم تدرس حلول الذكاء الاصطناعي قبل التفكير في التوظيف. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 40% خلال السنوات الخمس القادمة.
وفيما تتسع رقعة استخدام هذه التقنيات، يرى ربع الرؤساء التنفيذيين أن مهام المستوى الوظيفي الأول يمكن تنفيذها بشكل كامل أو شبه كامل من قبل الذكاء الاصطناعي، مما يُنذر بمستقبل غامض لأبناء الجيل «زد»، الذين يدخلون سوق العمل في توقيتٍ يشهد تباطؤاً وازدياداً بالمنافسة.
وعلقت سوزان تايلور مارتن، الرئيسة التنفيذية للمعهد البريطاني للمعايير، على هذه النتائج بالقول: «يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة لتحسين الأداء، لكن التحدي الحقيقي يكمن في التوازن بين الاستفادة من هذه التقنية وتمكين قوى عاملة مزدهرة، ولا يمكن أن نتغاضى عن أن التقدم الحقيقي تقوده العقول البشرية، لا الخوارزميات فقط».
وكشف التقرير أن ثلثي قادة الأعمال أقروا بأن الذكاء الاصطناعي أدى فعلياً إلى تقليص أو إلغاء أدوار رئيسية، خصوصاً تلك المرتبطة بالمهام الإدارية والروتينية.
وفي استطلاع رأي منفصل أعده مؤتمر النقابات العمالية في بريطانيا، قال نصف البالغين إنهم قلقون من فقدان وظائفهم أو تغير طبيعتها بسبب الذكاء الاصطناعي.
المصدر : صحيفة الخليج