تعلمت من أسرتي ومدرستي أن القيم لا تُشترى

تعلمت من أسرتي ومدرستي أن القيم لا تُشترى

أثبت الطالب عيسى عباس البلوشي من مدرسة دبي الحلقة الثالثة بنين والذي يدرس في الصف الحادي عشر، أن القيم رأس المال الحقيقي للإنسان، بعدما أعاد حافظة نقود بداخلها مبلغ مالي و«شيك» بقيمة 200 ألف درهم إلى صاحبها، في موقف إنساني نبيل جعل الميدان التربوي يطلق عليه لقب «الطالب الأمين».

فقد تحولت قصته إلى حديث الوسط المدرسي وأولياء الأمور وزملائه، ليصبح نموذجاً حياً للأمانة والالتزام، ورسالة واضحة بأن التربية الصحيحة قادرة على صنع جيل يتمسك بالقيم قبل أي إنجاز آخر.

وقال الطالب عيسى عباس البلوشي إن الأمانة أثمن من المال، مؤكداً أن ما فعله لم يكن قراراً صعباً، بل واجب غرسه فيه والداه منذ الصغر، فهما اللذان علماه أن رد الحقوق واجب شرعي وأخلاقي، وأن القيم لا تُشترى بأي ثمن.
وأضاف أن مدرسته عززت لديه هذه المبادئ عبر معلميه الذين يحرصون دائماً على التأكيد أن النجاح الحقيقي هو الذي يجمع بين التفوق الدراسي والالتزام الأخلاقي. وأوضح أن لحظة إعادة «المحفظة» كانت بمنزلة اختبار حقيقي، وأنه شعر براحة وطمأنينة داخله أكبر من أي مكسب مادي، مؤكداً أن اللقب الذي منحه له الميدان التربوي «الطالب الأمين» وسام يعتز به، ويحمّله مسؤولية كبرى أمام زملائه.

وأكد سعيد البنا مدير مدرسة دبي أن موقف الطالب عيسى لم يكن حدثاً عادياً، بل درس عملي يروي للأجيال معنى الأمانة. وقال إن المدرسة فخورة بوجود مثل هذا الطالب بين صفوفها، لأنه برهن على أن التربية الأخلاقية تأتي في مقدمة عناصر بناء شخصية الإنسان، وأن الميدان التربوي حين أطلق عليه لقب «الطالب الأمين» فقد عبّر عن تقدير جماعي لموقف يستحق أن يخلّد في ذاكرة المدرسة. وأضاف أن المدرسة ستظل داعمة لتكريم هذه النماذج الملهمة التي تعكس حقيقة رسالة التعليم.

وفي بادرة معبّرة، قدم محمد إبراهيم البلوشي رئيس مجلس أولياء الأمور – مكتب العمليات المدرسية ـــ دبي والمناطق الشمالية الفرع 1، نسخة من كتاب «علمتني الحياة» للطالب عيسى، تقديراً لموقفه النبيل.

وأكد أن هذا الإهداء من قبل جميع أعضاء المجلس يحمل معنى عميقاً لأن التجارب العظيمة تُصنع من المواقف المشرفة، وأن ما قام به عيسى يُعد درساً عملياً لزملائه. وتابع قائلاً: إن الأسرة والمدرسة معاً صاغتا شخصية الطالب، لتكون أمانته اليوم برهاناً على أن القيم أثمن من أي مكسب مادي، وأن الاستثمار في غرس الأخلاق داخل أبنائنا هو الطريق الأمثل لصناعة أجيال مسؤولة. وقالت رفيعة معدن رئيس مكتب العمليات المدرسية ـــ دبي والمناطق الشمالية الفرع 1: إن ما فعله الطالب عيسى يعكس صورة مشرفة لطلبة الإمارات الذين يجسدون القيم في سلوكهم اليومي. وأوضحت أن هذا الموقف سيبقى علامة مضيئة في مسيرة المدرسة والمجتمع التربوي، لأنه يُظهر أن بناء الطالب لا يتوقف عند حدود التعليم الأكاديمي، بل يشمل غرس القيم التي تبقى ما بقي الإنسان.

وأقامت المدرسة تكريماً رمزياً لعيسى أمام زملائه، الذين اصطفوا للتصفيق وهم يرددون أن ما قام به سيبقى في الذاكرة، وأن لقب «الطالب الأمين» لم يأتِ من فراغ، بل من موقف عملي يجسد ما تعنيه التربية الصالحة.

فقد وقف الطالب في ساحة المدرسة وألقى كلمة قال فيها إن المال قد يضيع ويعود، لكن القيم إذا فُقدت لا تعود، مشدداً على أن اللحظة التي أعاد فيها المحفظة منحت قلبه راحة وطمأنينة كبرى من أي مكسب مادي. وأضاف أنه فخور بأن يكون قدوة لزملائه، وأن ما تعلمه من أسرته ومدرسته، يحمّله مسؤولية الاستمرار على هذا النهج.

المصدر : البيان