يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو” الأسبوع المقبل، على وقع تصعيد عسكري خطر في أوكرانيا بعدما أطلقت روسيا للمرة الأولى منذ الحرب التي اشتعلت في فبراير (شباط) عام 2022، صاروخاً باليستياً “متوسط المدى” استهدف مصنع أسلحة أوكراني في دنيبرو وسط شرقي أوكرانيا.
الصاروخ الروسي فرط صوتي “أوريشنيك” الذي يمكنه بلوغ أهداف مداها 3000 و5500 كيلومتر، جاء عقب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى “أتاكمس” لضرب عمق الأراضي الروسية، إضافة إلى أنه وافق على إرسال ألغام مضادة للأفراد إلى أوكرانيا للمرة الأولى في تحول كبير في سياسات واشنطن تجاه الحرب التي تقترب من عامها الثالث وسط مخاوف واسعة من حرب نووية.
وفي مقابلة عبر الفيديو مع “اندبندنت عربية”، وصف المسؤول السابق لدى “الناتو” ووزارة الدفاع البريطانية نيكولاس ويليامز، عواقب قرار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته بأنها “خطرة”، وأضاف أنه “من خلال السماح باستخدام أعمق للهجمات والصواريخ من قبل الأوكرانيين، يتجاهل الرئيس بايدن الخط الأحمر الواضح الذي وضعه الرئيس (فلاديمير) بوتين. وردّ بوتين على الفور بإطلاق صاروخ متوسط المدى على مدينة دنيبرو”.
وقال “من الواضح أن بوتين يعتقد بأن الأميركيين لا يأخذونه على محمل الجد وأن مصداقية روسيا موضع شك. وكان الهجوم المضاد الصاروخي الذي شنه بوتين مصمماً لإظهار أنه يمتلك القدرة العسكرية والتصميم على الضرب في أوكرانيا أو في أي دولة أوروبية أخرى تقدم مساعدة كبيرة إلى أوكرانيا”، في حين أن “حلف شمال الأطلسي عازم على مقاومة الابتزاز الروسي ومواصلة دعم أوكرانيا”. ومع ذلك، فإن “الناتو” نفسه يعاني نقصاً في قدرات الدفاع الجوي وهو عرضة للصواريخ الروسية. وأشار ويليامز إلى أن “بوتين يعرف هذا. ونحن نرى خطر التصعيد، بخاصة أن الرئيس بوتين يريد أن يثبت للرئيس ترمب أن بوتين وليس ترمب، هو الذي يتخذ القرارات”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قرار بايدن أغضب دائرة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ودفعها إلى اتهام إدارة بايدن والحزب الديمقراطي بمحاولة إشعال حرب عالمية ثالثة، إذ يبدو أن الديمقراطيين يرغبون في تعقيد الواقع على الأرض أمام ترمب الذي تعهد بإنهاء الحرب وعقد اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وغرّد دونالد ترمب جونيور نجل الرئيس المنتخب الذي يحمل الاسم نفسه، قائلاً إن المجمع الصناعي العسكري، كما يمثله الرئيس الحالي جو بايدن، “يريد التأكد من بدء الحرب العالمية الثالثة قبل أن تتاح لوالدي فرصة خلق السلام وإنقاذ الأرواح”.
والقرار من شأنه أن يفرض معضلة أمام الإدارة المقبلة حول ما إذا كانت ستلغي التفويض فوراً بعد تنصيب ترمب أو ستحتفظ به كورقة مساومة محتملة في المفاوضات التي قال الرئيس المنتخب إنه يريد عقدها من أجل إنهاء القتال. وفي هذا الصدد، رأى ويليامز في حديثه أنه “ليس من الواضح كيف سيفتتح ترمب ولايته ويدير محادثات في شأن أوكرانيا مع بوتين. فمن الحماقة الدخول في محادثات مع الروس من دون إعداد دقيق. وقد يعرض ترمب إلغاء قرار بايدن حول ’أتاكمس‘ كمناورة افتتاحية أو لفتة حسن نية، لكن أهداف حرب بوتن واضحة، وسيتمسك بها”.
أضاف “بوتين لن ينبهر بالإيماءات، لكنه سيصر على إنهاء الدعم الغربي لأوكرانيا بصورة كاملة، فضلاً عن السيادة الروسية على الأراضي التي تم ضمها وغزوها، وهذه الشروط ستكون ساحقة لأوكرانيا. وإذا قبلها ترمب، فستنتهي الحرب وسيُذل حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا. وإذا رفض ترمب الشروط الروسية، فستستمر الحرب وربما تشتد مع زيادة الدعم من حلف شمال الأطلسي والأوروبيين والولايات المتحدة”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية