على رغم تزايد احتمالات خفض الفائدة من قبل البنك المركزي المصري في اجتماع الشهر المقبل، تشهد سوق الذهب في مصر حالاً من التذبذب في التعاملات الأخيرة.
وخلال الفترة الماضية سجل المعدن النفيس ارتفاعات قياسية في ظل اتجاه المصريين إلى البحث عن أدوات للتحوط من أي انخفاض متوقع للجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي.
وقال المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت سعيد إمبابي، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تشهد حالاً من التذبذب خلال تعاملات نهاية الأسبوع، إذ محا الذهب مكاسبه، ليسجل سعر غرام الذهب عيار 21 مستوى 3670 جنيهاً (75.5 دولار)، بعد أن لامس في بداية تعاملات جلسة أمس الخميس مستوى 3680 جنيهاً (75.7 دولار)، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنحو 10 دولارات، لتسجل 2646 دولاراً.
أوضح أن غرام الذهب عيار 24 سجل 4194 جنيهاً (86.3 دولار)، وغرام الذهب عيار 18 سجل 3146 جنيهاً (64.7 دولار)، فيما سجل غرام الذهب عيار 14 نحو 2447 جنيهاً (50.34 دولار)، وسجل الجنيه الذهب نحو 29360 جنيهاً (60.4 دولار).
مكاسب الجنيه المصري تقلص مكاسب الذهب
وتوقعت منصة “آي صاغة” أن تعود حركة المبيعات لطبيعتها في النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وقبيل احتفالات أعياد الميلاد.
وقال إمبابي إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تشهد حالاً من التذبذب، لا سيما مع تراجع سعر صرف الدولار بالسوق المحلية وتباطؤ حركة المبيعات.
وارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية 20 جنيهاً (0.41 دولار) خلال تعاملات جلسة أول من أمس الأربعاء، إذ افتتح سعر غرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3650 جنيهاً (75.1 دولار)، ولامس مستوى 3695 جنيهاً (76.02 دولار)، واختتم التعاملات عند مستوى 3670 جنيهاً (75.5 دولار).
في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية أربعة دولارات، إذ افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2632 دولاراً، واختتمت التعاملات عند مستوى 2636 دولاراً، فيما سجل سعر صرف الدولار في البنك المركزي نحو 49.66 جنيه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب بالبورصة العالمية شهدت تعافياً طفيفاً، بعد الهبوط الحاد الثلاثاء الماضي، وذلك بفعل تزايد الرهانات على خفض “الفيدرالي” أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في اجتماع الـ18 من ديسمبر المقبل، وهو ما سيعزز من قوة الذهب.
وأضاف أن تخفيف حدة خطاب دونالد ترمب في شأن التعريفات الجمركية قد يعد عاملاً محتملاً في تزايد توقعات أسعار الفائدة، وتراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية.
وكان تهديد ترمب بفرض تعريفات جمركية تقدر بـ25 في المئة على الواردات من المكسيك وكندا سبباً في زيادة توقعات التضخم في الولايات المتحدة، ومن ثم ارتفاع أسعار الفائدة.
رسوم ترمب تضغط بشدة على الأسواق
وفي بداية الأسبوع، أعلن ترمب أنه سيفرض تعريفات جمركية 25 في المئة على الواردات المكسيكية والكندية في محاولة لدفع جيرانه إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
ومنذ ذلك الحين أعلنت كندا عن تدابير جديدة لحماية حدودها، وهددت المكسيك برفع الرسوم الجمركية على السلع الأميركية الداخلة إلى البلاد، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب تجارية قد تكون مكلفة من الناحية الاقتصادية بالنسبة إلى الولايات المتحدة بقدر كلفة المكسيك.
وفي مذكرة بحثية حديثة، قال بنك “سي أي بانكو” المكسيكي “نعتقد أن إعلان ترمب هو تكتيك للتفاوض مع هذه الدول الثلاث، شركائه التجاريين الرئيسين، من موقع قوة، مع الأخذ في الاعتبار أن فرض الرسوم الجمركية سيكون سلبياً أيضاً للاقتصاد الأميركي”. وأضاف “على هذا النحو، فإن النتيجة النهائية لتهديد الرسوم الجمركية قد تكون أقل حدة بمجرد انتهاء المفاوضات مع الأطراف المعنية”.
وفي سياق متصل أفادت وزارة التجارة الأميركية بأن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساس ارتفع 0.3 في المئة خلال الشهر الماضي، مقارنة بزيادة 0.3 في المئة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وارتفعت البيانات بما يتماشى مع التوقعات.
وأشار التقرير إلى أن التضخم الأساس ارتفع 2.8 في المئة في الأشهر الـ12 الماضية، ارتفاعاً من القراءة السابقة البالغة 2.7 في المئة.
كيف تتحرك الأسعار في الأسواق العالمية؟
عالمياً، تراجعت العقود الآجلة للذهب بصورة طفيفة خلال تعاملات جلسة أمس الخميس، بضغط من قوة الدولار مع تقييم بيانات اقتصادية أشارت إلى قوة سوق العمل الأميركية.
وانخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة طفيفة 0.15 في المئة، بما يعادل 3.7 دولار إلى 2636.2 دولار للأوقية.
واستقر السعر الفوري للمعدن الأصفر عند 2636.5 دولار، وانخفضت العقود الآجلة للفضة تسليم ديسمبر المقبل 0.78 في المئة إلى 29.87 دولار، وزاد السعر الفوري للبلاديوم 0.15 في المئة إلى 929.7 دولار.
ومن المتوقع أن يكون التداول على المعدن الأصفر ضعيفاً خلال تعاملات اليوم الجمعة، بسبب إغلاق الأسواق في الولايات المتحدة لمناسبة عيد “الشكر”، بعدما حققت العقود الآجلة مكاسب 0.1 في المئة عند إغلاق تداولات أول من أمس الأربعاء.
وأشارت بيانات أميركية حديثة إلى انخفاض عدد الطلبات المقدمة للحصول على إعانة البطالة الأميركية إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر، في دلالة على أن سوق العمل لا تزال قوية على رغم الفائدة المرتفعة، وأدى ذلك إلى ارتفاع مؤشر الدولار (يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلة من العملات الأخرى) 0.23 في المئة إلى مستوى 106 نقاط.
وبحسب أداة “فيدواتش” يراهن المستثمرون الآن بنسبة 68 في المئة على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر المقبل، مقارنة بـ55.9 في المئة خلال الأسبوع الماضي.
نقلاً عن : اندبندنت عربية