تتجه البورصة السعودية لإنهاء أكتوبر بمكاسب شهرية هي الرابعة هذا العام، فيما يوازن المستثمرون المعطيات المحلية وتغييرات السياسة النقدية العالمية، بعدما أثار رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي شكوكاً حول استمرار تيسير السياسة النقدية.
خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أمس أسعار الفائدة 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً، لكن رئيسه جيروم باول أشار إلى أن مزيداً من الخفض خلال اجتماع ديسمبر أمر “غير مؤكد على الإطلاق”، في إشارة إلى أن صناع القرار ما زالوا يقيمون أثر البيانات الاقتصادية والظروف العالمية.
تهدئة التوترات التجارية قد تشجع على الخفض
في موازاة ذلك، تلقت الأسواق دفعة تفاؤل بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب عن اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، واصفاً إياه بـ”الرائع”، مع توقعات باتفاق تجاري “قريب جداً”.
يرى إكرامي عبد الله، كبير المحللين في صحيفة “الاقتصادية”، أن هذا التقدم في المحادثات قد يضعف المخاوف من ضغوط تضخمية، وهو ما يرجح إمكانية خفض إضافي للفائدة إذا استمر التحسن.
وخلال مداخلة مع “الشرق”، قال عبد الله: “الاتفاق بين الصين وأميركا بخصوص الرسوم الجمركية والمعادن النادرة قد يدفع لمزيد من خفض أسعار الفائدة لأن المخاوف من الضغوط التضخمية الناتجة عن الرسوم ستتراجع”.
استهل مؤشر “تاسي” جلسة اليوم الخميس مرتفعاً إلى 11774 نقطة، وفي طريقه لتحقيق مكاسب شهرية في أكتوبر تتجاوز 2%. وتراجعت جميع أسهم البنوك عدا بنكي “الأول” و”الأهلي” في التعاملات الصباحية، لكن القطاع لا يزال في طريقه لتحقيق مكاسب شهرية توازي مكاسب المؤشر العام.
نمو اقتصادي يدعم السوق
قبيل بدء جلسة التداول، أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء نمو الاقتصاد السعودي خلال الربع الثالث بأسرع وتيرة فصلية منذ الربع الأول من عام 2023، مدفوعاً بانتعاش الأنشطة النفطية مع تسارع نمو الأنشطة الحكومية ما يعكس استمرار السياسة المالية التوسعية.
يقول عبد الله إن “نمو الاقتصاد السعودي وتحديداً استمرار نمو الاقتصاد غير النفطي يعكس زيادة الانفاق وهو ما ينعكس إيجاباً على سوق المال بشكل أساسي”.
تركيز على نتائج الشركات
يترقب المتعاملون في السوق الآن اعلان نتائج شركتي “سابك” و”أرامكو” خلال الأسبوع المقبل نظراً لأهميتهما بالنسبة للمؤشر والاقتصاد السعودي بشكل عام، بحسب عبد الله.
وفي هذا السياق، أعلنت “الشركة السعودية لإعادة التأمين” تهاوي أرباحها الصافية بنسبة 92% إلى 30.77 مليون ريال تقريباً خلال الربع الثالث، مشيرة إلى انخفاض صافي أرباح الاستثمار ونتائج إعادة التأمين. وهبط سهم الشركة أكثر من 3% في التعاملات المبكرة.
وترى ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن الضغط البيعي على السهم في الوقت الحالي “مبالغ فيه بعض الشيء” لأن نتائج العام الماضي كانت شديدة الارتفاع بسبب بنود استثنائية.
وأضافت أن “حجم الأرباح المتحقق في الربع الثالث هو المعتاد من شركة الإعادة. من جهة أخرى إيرادات التأمين زادت بما يقارب 35% ما يعكس أن الأساس لدى الشركة جيد جداً وهو ما سيدعم نشاط الشركة”.
وفي القطاع العقاري، أعلنت “الرياض للتعمير” تضاعف أرباحها الفصلية أكثر من ثلاث مرات لتبلغ 144 مليون ريال تقريباً في الربع الثالث مقارنة مع 44 مليوناً فحسب قبل عام. وصعد سهم الشركة 1.4% في التعاملات الصباحية.
المصدر : الشرق بلومبرج
