اشترِ الآن، شهدت خدمات الدفع لاحقاً أفضل يوم لها حتى الآن في “سايبر مونداي” أو “اثنين الإنترنت”، إذ أنفق المستهلكون في السوق الأميركية مبلغاً قياسياً بلغ نحو 991.2 مليون دولار، وفقاً لبيانات حديثة من “إدوب أناليتكس”.
مع التسوق خلال موسم العطلات الحالي، يجري المستهلكون الأميركيون مزيداً من عمليات الشراء باستخدام هذه الخدمات، المعروفة في الصناعة باسم “بي أن بي أل”.
حتى الآن وخلال عام 2024، تجاوز إنفاق ما يطلق عليه “بي أن بي أل”، في الولايات المتحدة ما أُنفق خلال الأعوام السابقة. فقد أنفق المستهلكون إجمالاً 75.1 مليار دولار في عام 2023، ارتفاعاً من 65.6 مليار دولار في عام 2022، أي بزيادة مقدارها 14 في المئة.
أخطار عنيفة تواجه المستهلكين المحدودين مالياً
في ظل هذه الأرقام، يحذر الخبراء من أنه على رغم أن هذه الخدمات يمكن أن توفر المرونة، فإنها تحمل أيضاً أخطاراً مالية، خصوصاً بالنسبة إلى المستهلكين الشباب والمحدودين مالياً الذين يميلون إلى الاعتماد أكثر على خدمات “بي أن بي أل”.
وقد اعتمد تجار التجزئة في جميع الأسواق بصورة متزايدة على خيارات “بي أن بي أل” لأنهم يحولون متسوقي النوافذ إلى مشترين ويدفعون هؤلاء العملاء إلى التحقق من عربات ممتلئة، وفقاً لدراسة حديثة.
وقال الباحث في شؤون المستهلكين، الأستاذ المشارك في جامعة “ليدز” في إنجلترا، ديونيسيوس أنج، إن خطط الدفع الخاصة بنظام “بي أن بي أل” تؤثر بصورة خاصة في المتسوقين الذين عادة ما ينفقون أقل ويعتمدون أكثر على بطاقات الائتمان. وأضاف”يبدو أن مستخدمي بطاقات الائتمان والمتسوقين الصغار الذين يعانون قيوداً مالية، يميلون إلى الحصول على أكبر زيادة في الإنفاق، بعد اعتماد الشراء الآن والدفع لاحقاً”.
ومن المرجح أن يواجه مستخدمو خدمات “بي أن بي أل” صعوبات مالية، وفقاً لمسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا. أيضاً من المتوقع أن يكون المتسوقون الذين يستخدمون أنظمة “بي أن بي أل” غير قادرين على دفع بعض أو أية فواتير وأن يكونوا قلقين في شأن تغطية نفقاتهم في العام المقبل. أكثر من ضعف النسبة المئوية لمستخدمي هذه الأنظمة الذين فقدوا المزايا الحكومية، أو نُقلوا بسبب كلف السكن، أو تعرضوا لكارثة طبيعية أو حدث مناخي أو أُجلوا في العام الماضي، مقارنة بغير المستخدمين.
ويميل مستخدمو أنظمة “بي أن بي أل” أيضاً إلى أن يكونوا أصغر سناً، وفقاً لبيانات حديثة من “بنك ريت”. وقد أفاد أكثر من نصف الجيل الأكبر سناً وجيل الألفية أنهم استخدموا خدمة “بي أن بي أل”، مقارنة بربع جيل طفرة المواليد.
تحذيرات من الإفراط في استخدام “بي إن بي إل”
ويرى كبير محللي الصناعة في “بنك ريت”، تيد روسمان، أن أنظمة “بي أن بي أل” تناشد الشباب الذين يترددون في تحمل ديون بطاقات الائتمان أو الذين قد يكافحون من أجل الحصول على الموافقة للحصول على بطاقة ائتمان. في حين يرى المستهلكون أن خدمات “بي أن بي أل” هي بديل أكثر أماناً لبطاقات الائتمان، يحذر الخبراء من أنها تنطوي على أخطار.
وقالت المحققة في تقارير المستهلك ليزا أل جيل “أخشى أن يصبح المستهلكون مرهقين مالياً بسرعة ولن يتمكنوا من سداد المدفوعات، وسيواجهون مشكلات مع محصلي الديون ويدمرون ائتمانهم”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد نُظمت خدمات وأنظمة “بي أن بي أل” بصورة فضفاضة قبل أن يصدر مكتب الحماية المالية للمستهلك قاعدة في مايو (أيار) الماضي تصنف مقرضي “بي أن بي أل” كمقدمي بطاقات ائتمان، مما يوفر للمستهلكين حقوقاً إضافية وحماية قانونية، مثل الحق في الاعتراض على الرسوم والمطالبة باسترداد الأموال بعد تقديم طلب.
لكن ليس من المرجح أن يستخدم الشباب هذه الخدمات وحسب، بل من المرجح أن يواجهوا مشكلات عندما يفعلون ذلك. وقد أفاد 24 في المئة فقط من جيل كبار السن و35 في المئة من مستخدمي أنظمة “بي أن بي أل” من جيل الألفية أنهم لم يواجهوا أية مشكلة مع هذه الخدمات، مقارنة بـ 68 في المئة من مستخدمي أنظمة “بيبي بوومر”، وفقاً لاستطلاع حديث أجراه “بنك ريت”. في حين أن معظم خدمات “بي أن بي أل” التقليدية تتطلب مدفوعات من دون فوائد، فإن بعضها يتضمن فوائد أو رسوم تأخير قد لا يكون المستهلكون على علم بها. من بين مستخدمي جيل الكبار وجيل الألفية، أبلغ 24 في المئة و21 في المئة على التوالي عن عدم سداد دفعة. لكن المشكلة الأكثر شيوعاً التي أبلغ عنها مستخدمو جيل الكبار وجيل الألفية هي الإفراط في الإنفاق. وقال روسمان إنه مثل بطاقات الائتمان، يمكن أن تكون خدمات “بي أن بي أل” أداة مفيدة للتخطيط المالي، ولكن فقط عند استخدامها بحذر.
نقلاً عن : اندبندنت عربية