دفعت مباراة “ديربي لندن” المحمومة التي بنيت على الغريزة والعاطفة، مارك كوكوريا إلى دائرة الضوء مرة أخرى، وبينما يرفض مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا الاعتراف بأن فريقه منافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن لفترات طويلة، وسط مثل هذه الكثافة من فريق برينتفورد الممتاز بقيادة توماس فرانك، ازدهر فريق “البلوز” وتمسك في النهاية بفوز ثمين، وقلص الفارق مع ليفربول المتصدر إلى نقطتين فقط، مع امتلاك “الريدز” لمباراة إضافية مؤجلة.

لكن الإسباني كان بطل الرواية مرة أخرى، لقد كان هائلاً وشارك في كل ما فعله البلوز بشكل جيد، بما في ذلك ضربة رأس غاطسة كسر بها الجمود في النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، ولكن مع تلاشي الذكريات الخاصة بسقطاته المضحكة ضد توتنهام، تعرض هذا العرض الديناميكي لعيب متأخر حيث حصل كوكوريا على بطاقة حمراء بعد صافرة النهاية بسبب مشاجرة لا داعي لها مع كيفين شايد، مما يعني أنه سيغيب الآن عن مباراة الأسبوع المقبل ضد إيفرتون.

ولكن قبل الدراما المتأخرة، قدم كوكوريا المزيد من الأدلة على كيفية تحويله تماماً لكل من أسلوبه الخاص ومساعدة “البلوز” على ترسيخ أنفسهم بسرعة كمنافسين على اللقب تحت قيادة ماريسكا، بغض النظر عن تردد الإيطالي في قبول ذلك.

لقد كان اندفاعه في الوقت المناسب داخل منطقة الجزاء وأسلوبه السريع والمتقن في إرسال الكرة برأسه إلى شباك المنافس هو ما فتح هذه المباراة، لكن صناعته قبل ذلك ضمنت أن يحتفظ المضيفون بسرعتهم المرهقة لكسر دفاع فريق النحل في النهاية، والحصول على التقدم قبل الاستراحة.

هذا الدور الجديد لكوكوريا تحت قيادة ماريسكا يجعله عنصراً مؤثراً في “البلوز”، ونادراً ما يكون “الظهير الأيسر” في المنطقة التقليدية من الملعب. وبدلاً من ذلك، كان من الممكن رؤية الإسباني وهو يتنقل في الملعب ويدير الهجمات في كل فرصة، ويخلق لاعباً احتياطياً لتوفير عدد كبير من اللاعبين لمناورة برينتفورد باستمرار في ليلة الأحد.

وقال ماريسكا مسروراً بعد ذلك “لقد كان في المقدمة بالكرة ومن دونها، رائع، نحن سعداء به وبأدائه الليلة”.

وأمام الاجتهاد الشديد لفريق برينتفورد في ظل عدم امتلاكه للكرة واعتماده على أسلوب الرقابة رجل لرجل، اعتمد تشيلسي ماريسكا على كوكوريا لخلق التداخلات، والاندفاع إلى المساحة بعد كل مجموعة وحتى وضع نفسه بالقرب من المهاجم نيكولاس جاكسون، وخلق المزيد من ممرات التمرير بمجرد تراجع لاعبي المنافس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطوال المباراة ازدهر كوكوريا في ثلاثة مواقع مختلفة هي الظهير الأيسر وخط الوسط حيث صنع مثلثاً مع إنزو فيرنانديز وموسيس كايسيدو، ثم في دور متقدم بجوار خط دفاع برينتفورد، والذي أثبت أنه حاسم عندما انحنى نوني مادويكي إلى الداخل لتقديم تلك العرضية المغرية.

لقد جسد الهدف تأثيره الحالي على الفريق، من مشاركته الثانوية في الموسم الماضي، والتي كانت عرضة للأخطاء في بعض الأحيان، وكان دوره الرئيس هنا دليلاً إضافياً على أنه لم يصبح قيماً فحسب، بل أصبح الآن أحد أبرز لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز.

أثار تشيلسي الإعجاب في أوقات امتلاك الكرة لكن كوكوريا استمتع بواجباته من دونها أيضاً، حيث أظهر رد فعله في كل مرة يستحوذ فيها الزوار على الكرة سرعته الهائلة في العودة والارتداد، وكان يمكن رؤيته وهو يطارد مادس رورسليف عندما تجرأ برينتفورد على اللعب من الخلف على الجانب الأيمن، مما حد من خطورتهم في الهجمات المرتدة.

ولكن إذا كانت مهارة كوكوريا وذكائه التكتيكي قد جعلته يثبت أنه حيوي لخطة ماريسكا التكتيكية، فإن شخصيته هي التي تسبب إزعاجاً للمنافسين أيضاً، فقد أهدر الكثير من الوقت بالتمثيل في كرة مشتركة احتسبت ركلة حرة لمصلحة برينتفورد وهو ما أثار انزعاج فرانك.

وقال فرانك “أعتقد أن كوكوريا لاعب من الطراز الأول، إنه يؤدي بشكل جيد لكنني لا أحب عندما يسقط اللاعبون على الأرض ويمسكون وجوههم، سأقول ذلك لكوكوريا لأنني أحترمه بشدة”.

لقد هددت مرونة برينتفورد بخطف نقطة غير محتملة بعد هدف بريان مبيومو المتأخر رداً على اندفاع جاكسون وتسديدة حاسمة من القائم القريب ليهزم مارك فليكين.

وتلك النهاية المحمومة، مع تفجر مشاعر كوكوريا بعد صافرة النهاية، تركت ماريسكا ساخطاً وكرر موقفه في شأن أوراق اعتماد تشيلسي للمنافسة على اللقب.

وقال ماريسكا “لا أعتقد أننا مستعدون للمنافسة على اللقب، فهم يعرفون كيف يتنافسون على اللقب، ولن يستقبلوا الأهداف التي نستقبلها، أعتقد أنهم يعرفون كيف يفوزون بالألقاب، ولهذا السبب لا يستقبلون الأهداف”.

“هذا أحد الأسباب التي تجعلني أقول إننا لسنا مستعدين للفوز بالألقاب، وإذا كنت لا تصدقني، فقد أخبرتك، أود أن أتعرض للضغط من أجل المنافسة لكننا لسنا مستعدين، لأسباب عدة، ولا يمكننا أن نستقبل الأهداف ونفتح لهم المباراة للحصول على نقطة”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية