قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، إن أوكرانيا أسقطت مراراً ذخائر الفوسفور الأبيض من طائرات مسيرة في سبتمبر (أيلول)، لكن كييف نفت استخدام مثل هذه الأسلحة وقالت إن موسكو هي التي استخدمت مواد كيماوية محظورة في ساحة المعركة. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زخاروفا أن أجهزة إنفاذ القانون لديها أدلة على استخدام أوكرانيا مثل هذه الذخائر لكنها لم تقدم تفاصيل عن تلك الأدلة.

وقالت أوكرانيا، التي اتهمت روسيا باستخدام الفوسفور في الحرب، إن بيان زاخاروفا زائف واتهمت روسيا باستخدام مواد كيماوية محظورة في ساحة المعركة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية هيورهي تيخي في بيان “الاتهامات الروسية زائفة وغير منطقية”.

هجوم صاروخي

في الأثناء، قال يوري سليوسار حاكم منطقة روستوف بجنوب روسيا إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية تصدت لهجوم صاروخي أوكراني على المنطقة. وأضاف عبر تطبيق “تيليغرام” أن الدفاعات أسقطت ثلاثة من أصل أربعة صواريخ أطلقتها أوكرانيا، مشيراً إلى أنه لم تقع إصابات نتيجة الهجوم وفقا للبيانات الأولية.

الأطلسي

وسط هذه الأجواء، قال مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للصحافيين إن قيادة التحالف العسكري في مدينة فيسبادن الألمانية، والتي أُنشئت بهدف دعم أوكرانيا وتوفير تدريب لقواتها، بدأت العمل، وأضاف “القيادة التابعة لحلف شمال الأطلسي في فيسبادن للمساعدة الأمنية والتدريب لأوكرانيا تعمل الآن”.

السيطرة على قريتين

وكانت روسيا أعلنت سيطرتها على قريتين قرب مدينة كوراخوفي في شرق أوكرانيا حيث تتراجع قوات كييف يومياً أمام تقدم القوات الروسية التي تتفوق عليها على صعيد العتاد والعديد.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أوردته وكالات الأنباء المحلية أن جنودها سيطروا على ستاري تيرني، وترودوفي القريبة من مدينة كوراخوفي المنجمية التي تتعرض لهجمات روسية منذ أسابيع عدة.

في المقابل، أعلن القائد الأعلى للجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي أن موسكو كثفت هجماتها على القوات الأوكرانية التي تقاتل للاحتفاظ بجيب في منطقة كورسك الروسية وزادت الضغط في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

ومع اقتراب الحرب من عامها الثالث، أصبحت القوات الأوكرانية منهكة وتعاني نقصاً عددياً على امتداد خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1170 كيلومتراً.

وقال سيرسكي لمسؤولين حكوميين وإقليميين في خطاب عبر الإنترنت أمس الثلاثاء، “لليوم الثالث، يشن العدو هجمات مكثفة في منطقة كورسك”. وأضاف أن روسيا تستخدم “بنشاط” قوات كوريا الشمالية التي تكبدت خسائر كبيرة.

وأشار الجيش الأوكراني في تقرير في وقت متأخر من مساء أمس إلى أن قواته صدت 42 هجوماً روسياً في كورسك. وذكر تقرير سابق أن عدد الاشتباكات القتالية ارتفع إلى 68 على مدار 24 ساعة، ارتفاعاً من حصيلة يومية قاربت 40 في الأسبوع الماضي.

وبدأت أوكرانيا توغلاً في منطقة كورسك في أغسطس (آب)، لكنها خسرت منذ ذلك الحين أكثر من 40 في المئة من الأراضي التي تسيطر عليها. ويقول المحللون العسكريون إن التوغل زاد الضغط على القوات الأوكرانية.

وقال سيرسكي إن القتال تصاعد أيضاً في منطقة دونيتسك الشرقية حيث تتقدم القوات الروسية بأسرع وتيرة لها هذا العام. وأضاف أن القوات الروسية واصلت تركيز هجماتها على المراكز اللوجستية في بوكروفسك وكوراخوف.

وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها استولت على قرية هانيفكا شمال بوكروفسك، موقع منجم الفحم الوحيد في أوكرانيا الذي ينتج فحم الكوك لصناعة الصلب.

ولم تشر هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني إلى القرية، لكنها قالت في تقرير في وقت متأخر من الليل إن قواتها صدت 23 من 35 هجوماً روسياً في المنطقة.

“مئات” القتلى

وأعلن مسؤول عسكري أميركي كبير الثلاثاء أن القوات الكورية الشمالية تكبدت “مئات” الضحايا بين قتيل وجريح في القتال ضد قوات كييف في منطقة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا.

وقال المسؤول الأميركي مشترطاً عدم نشر اسمه إن “تقديرنا الأخير للضحايا الذين تكبدتهم كوريا الشمالية هو مئات عدة”. وأضاف أن هذا العدد “يشمل كل شيء من… المصابين بجروح طفيفة إلى القتلى في الميدان”، ويشمل عسكريين من “كل الرتب”.

وأرجع المسؤول العسكري الأميركي سبب هذه الخسائر الكبيرة إلى افتقار القوات الكورية الشمالية إلى خبرات قتالية بالدرجة الأولى. وقال “هؤلاء ليسوا جنوداً متمرسين في المعارك. لم يسبق لهم أن شاركوا في القتال”، مشيراً إلى أن هذا الأمر أسهم على الأرجح في “سبب تكبدهم الخسائر التي لحقت بهم على أيدي الأوكرانيين”.

 

وعززت بيونغ يانغ وموسكو علاقاتهما العسكرية في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا. ودخلت اتفاقية دفاعية تاريخية بين بيونغ يانغ وموسكو حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا الشهر. ويقول خبراء إن زعيم كوريا الشمالية، الدولة المسلحة نووياً، كيم جونغ-أون، يسعى بكل ما أوتي من قوة للحصول من روسيا على تكنولوجيا متطورة وخبرة قتالية لقواته.

مبعوث ترمب يعتزم زيارة كييف

يعتزم مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التوجه إلى أوكرانيا إلى كييف وعدد من العواصم الأوروبية الأخرى في أوائل يناير (كانون الثاني) في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة المقبلة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا سريعاً.

وقال مصدران مطلعان طلبا عدم الكشف عن هويتهما إن اللفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوغ الذي سيشغل منصب المبعوث الخاص لترمب إلى أوكرانيا وروسيا، لا يعتزم زيارة موسكو في هذه الرحلة، وفق “رويترز”.

وأضاف المصدران أن المبعوث سيزور كبار القادة في كييف، وسيعمل فريقه على ترتيب اجتماعات مع زعماء في عواصم أوروبية أخرى، مثل روما وباريس. وحذر أحد المصدرين من أن التخطيط للرحلة لم يكتمل بعد وقد يتغير مسارها.

وقال المصدران إنه من المتوقع أن تركز الاجتماعات على “تقصي الحقائق” لمصلحة إدارة ترمب المقبلة، وليس على مفاوضات نشطة. وتوضح الرحلة المزمعة مدى أولوية إنهاء الحرب في أوكرانيا لدى الرئيس الأميركي المنتخب.

ووعد ترمب بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، إن لم يكن قبل ذلك. وعبر مسؤولون سابقون في الاستخبارات والأمن القومي عن شكوكهم في إمكانية تحقيق هذا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لا يكون لديه سبب وجيه للجلوس إلى طاولة المفاوضات، على الأقل بشروط مقبولة لدى كييف.

ولم يرد بعد ممثل فريق ترمب الانتقالي على طلب التعليق على تلك الزيارة، كما لم يرد ممثلو السفارتين الأوكرانية والإيطالية في واشنطن ولم يتسن بعد الوصول إلى ممثل للسفارة الفرنسية في واشنطن.

نشر قوات حفظ سلام أجنبية

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إن فكرة نشر قوات حفظ سلام أجنبية في أوكرانيا قد تطرح في اجتماع لزعماء أوروبيين في بروكسل اليوم الأربعاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت مصادر إن الاجتماع الذي سيناقش الدعم لأوكرانيا، بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على الهجوم الروسي الشامل، سيضم زعماء ألمانيا وفرنسا وبولندا وحلف شمال الأطلسي إلى جانب دول أخرى.

وطرح الرئيس الأوكراني علناً في اجتماع مع سياسي ألماني في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) فكرة نشر قوات أجنبية إلى أن تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

 

وأثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه الفكرة للمرة الأولى في فبراير (شباط) الماضي، لكن لم يتم التوصل إلى إجماع بين الزعماء الأوروبيين في هذه المسألة.

وفي رده على أسئلة الصحافيين عن احتمال مناقشة الفكرة في بروكسل، قال زيلينسكي “كل من سيحضر الاجتماع له الحق في إثارة هذه القضية أو تلك”.

وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في لفيف “لن تكون هناك أسئلة عن القوات (الأجنبية) فحسب، بل أيضاً أسئلة ستطرحها أوكرانيا”. 

وأضاف زيلينسكي أن التعزيز العاجل لقوة أوكرانيا سيكون الموضوع الرئيسي للنقاش. ونوه إلى قدرات الدفاع بعيدة المدى، واستثمارات الحلفاء في إنتاج الأسلحة الأوكرانية وضمانات الأمن من بين قضايا أخرى.

ويأتي الاجتماع في وقت حاسم حيث تحث أوكرانيا حلفاءها على دعمها في ساحة المعركة ودبلوماسياً قبل أي محادثات محتملة مع روسيا.

وأكد توسك أن بولندا لا تفكر في إرسال قوات لكنه قال إن بلاده، وهي واحدة من أقوى المؤيدين لأوكرانيا، ستبذل كل ما في وسعها لجعل عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي احتمالاً حقيقياً. وقال “يتعين علينا جميعاً التركيز على ضمان عدم إجراء أي محادثات لوقف إطلاق النار من موقف قوة في الجانب الروسي، مما يعني أن أوكرانيا يمكن أن تكون واثقة من الدعم الكامل من كل البلدان المشاركة في مساعدتها”.

تنسيق المساعدات العسكرية

وأشار مصدر أمس الثلاثاء إلى أن حلف شمال الأطلسي تولى مهمة تنسيق المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا بدلاً من الولايات المتحدة مثلما كان مقرراً في خطوة اعتبرت على نطاق واسع أنها تستهدف حماية آلية الدعم في مواجهة ترمب الذي يهاجم الحلف.

وتمنح هذه الخطوة التي تأخرت بضعة أشهر حلف الأطلسي دوراً أكثر مباشرة في المساعي المناهضة للهجوم الروسي لكنها لا تصل إلى حد إرسال قواته الخاصة.

لكن دبلوماسيين يعترفون بأن تسليم المهمة للحلف قد يكون محدود التأثير نظراً لأن الولايات المتحدة في عهد ترمب ما زالت قادرة على إلحاق ضرر كبير بأوكرانيا من خلال خفض كبير في دعمها لأنها القوة المهيمنة في الحلف وتوفر غالبية الأسلحة لكييف.

ويقع مقر المهمة الجديدة لحلف الأطلسي لأوكرانيا في قاعدة أميركية في مدينة فيسبادن الألمانية.

نقلاً عن : اندبندنت عربية