يترقب اللبنانيون جلسة التاسع من يناير (كانون الثاني) عام 2025 التي سيذهب خلالها النواب إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية بعد أكثر من سنتين على فراغ في سدة الرئاسة.

وفيما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري مراراً أن هذه الجلسة ستبقى مفتوحة لحين انتخاب رئيس، عكس الجلسات السابقة التي كانت تنتهي بفقدان نصاب النواب الحاضرين، ترتفع أسماء وتختفي أخرى في بورصة المعركة الرئاسية.

قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون يُعتبر من أكثر الأسماء المتداولة اليوم لمنصب الرئيس، على رغم عدم الاتفاق الداخلي التام عليه، إنما يُهمس في كواليس السياسة اللبنانية بأن واشنطن وعواصم أخرى تريد وتعمل لإيصاله إلى قصر بعبدا.

وفيما أعلنت شخصيات لبنانية عدة ترشحها رسمياً قبل الجلسة المرتقبة، خرج الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه الوزير السابق وليد جنبلاط ليعلن رسمياً تبنيه ترشيح عون للمعركة الرئاسية، مما شكل مفاجأة سياسية.

أسئلة كثيرة طرحت عن سبب هذا الدعم العلني، إذ اعتبره بعضهم جسّ نبض أو مناورة سياسية، فيما قال البعض الأخر إن هذا الدعم سيكون بداية “بوانتاج” أي بمثابة عدّ مسبق لعدد الأصوات التي قد يحصل عليها عون خلال الجلسة الانتخابية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول الكاتب والمحلل السياسي سام منسى في مقابلة صوتية مع “اندبندنت عربية” إنه من الصعب جداً أن نعلم ماذا يدور في رأس الوزير السابق وليد جنبلاط وإن له حساباته وأسلوبه في معرفة ماذا تريد الأوساط المقررة في هذا البلد، فيما الانتخابات الرئاسية اليوم في لبنان لا تتم بمساعٍ لبنانية صرفة، بل في النهاية هناك أكثر من لاعب إقليمي ودولي في هذه الانتخابات لا سيما في هذه المرحلة، ولبنان إلى حد كبير بات تحت رقابة دولية أميركية- فرنسية، وبصورة عامة أطلسية، تحديداً بعد سقوط النظام السوري الذي كان له أزلامه في الداخل اللبناني.

ويضيف أن كلام الوزير جنبلاط لعله يعكس رغبة واضحة وجدية لدى واشنطن تحديداً وباريس وبقية العواصم الأوروبية، في وصول عون إلى الرئاسة، على رغم أن جنبلاط لديه موقف من وصول شخصية عسكرية إلى السلطة، بخاصة بعد تجربتي الرئيسين السابقين إميل لحود وميشال عون.

ويتوقف منسى عند توقيت إعلان هذا التأييد الذي أتى بعد اجتماع جنبلاط مع بري، وكان تردد عن الاجتماع وجود تباين بين موقف الشخصيتين، ويقول “ممكن أن يكون إعلان التأييد نوعاً من المناورة السياسية إنما ليست بالضرورة موجهة ضد ترشيح العماد عون للرئاسة”.

ويختم بالتأكيد على أن الرئيس المقبل ستكون أولى مهماته تطبيق القرار الأممي 1701 كاملاً وكذلك تصويب دور لبنان العربي وانتشال الاقتصاد الوطني من الوضع الذي يعيشه.

Listen to “سام منسى – هل يقود وليد جنبلاط مناورة رئاسية في لبنان؟” on Spreaker.

نقلاً عن : اندبندنت عربية