استعاد برناردو سيلفا ذكرى الهدف ربما الأعظم في مسيرته مع مانشستر سيتي بينما كان مدربه بيب غوارديولا يمتدحه كأحد لاعبي كرة القدم المفضلين لديه.

ذات مرة كان بإمكانه الاستمتاع بتسديدة مذهلة في ملعب “فيلا بارك”، لكن الآن في ظل الهزيمة التي تعرض لها فريقه، كانت رغبة سيلفا في العمل وقدرته على التكيف هي أحدث أوجه عديد من الإشادات التي نالها، وقال غوارديولا، “برناردو لاعب مميز بالنسبة لي، كيف يضع قلبه في هذه المواقف، إنه مثال لا يصدق لنا، كيف يتصرف ويلعب كلاعب خط وسط مهاجم ولاعب خط وسط مدافع، ويبذل دائماً جهداً دفاعياً لا يصدق”.

لم يكن موسماً رائعاً لسيلفا، ولكن على عكس السنوات الماضية، فقد دخل تشكيلة السيتي في ثلاثة مراكز، فإلى جانب مركزه المعتاد على الجناح الأيمن، ربما يمثل أفضل خيار متاح في هذه المجموعة المنهكة والمهزومة كلاعب رقم “ثمانية”، وباعتباره المرشح الوحيد الذي يتمتع بالقدر الكافي من الحركة، كلاعب خط وسط مدافع، وإذا كان بوسع غوارديولا استنساخ البرتغالي، فمن المؤكد أنه سيفعل ذلك، ففي فترة أظهرت أن هناك حدوداً لسلطاته وجد أن لديه سيلفا واحد فقط وقد أرهقه، ويبدو الأمر أصعب بالنظر إلى أرض الملعب.

كان من الواضح أن سيلفا أنهى خسارة أول من أمس السبت بنتيجة (1 -2) من أستون فيلا باعتباره لاعب خط الوسط الأعمق في السيتي، وتم استبدال الرجلين اللذين شغلا هذا المركز بصورة عامة منذ إصابة رودري، وهما إلكاي غوندوغان وماتيو كوفاسيتش بعدما لم يتمكن أي منهما من التعامل مع يوري تيليمانس، وفي محاولة لمنعه من لعب تمريرات تخترق الدفاع، ولإيقاف انطلاقات مورغان روجرز الهجومية، ويمكن إرجاع كل هدف إلى الافتقار إلى لاعب خط وسط دفاعي حقيقي.

لقد ترك هذا الأمر غوارديولا يكرر قوله، “الحل هو عودة اللاعبين”، لكن الأهم لن يعود حتى الصيف، وبالنسبة إلى المدير الفني الذي أنفق ما يزيد على 1.2 مليار جنيه استرليني (1.51 مليون دولار) في فترته بملعب “الاتحاد”، يمكن أن يكون لدى غوارديولا نفور من الشراء.

لم تكن الخطة الأولية لمانشستر سيتي شراء بديل قصير الأمد لنجمه المصاب رودري، فقد أدركوا أن أي هدف تعاقدي محتمل ستثبط عزيمته احتمالية أن يكون الخيار الأول لمدة خمسة أشهر فحسب، وإذا كان هذا المنطق لا يزال قائماً، فقد تغير السياق.

لقد خسر سيتي تسع مباريات من أصل 12 مباراة، وقد علموا أن غياب رودري سيكون خسارة كبيرة لكن ليس بهذا الحجم الفادح، لكن كل شيء أصبح أسوأ مما توقعوا، وقال غوارديولا، “لأكون صادقاً، اعتقدت أنه سيكون موسماً صعباً، لكنني لم أتوقع ذلك”.

وهكذا ازدادت أسباب الشراء، فقد خسر سيتي أمام فيلا السبت الماضي، وخرج من المركز الخامس، آخر المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، والآن أصبحت حجة الشراء هي حماية دخل النادي الذي وصل إلى 715 مليون جنيه استرليني (897.01 مليون دولار) في الموسم الماضي، لكن هذا يشمل الأموال الناتجة من التأهل لربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

إذاً لقد أصبح من الغريب أن موقف سيتي الحالي هو أنهم غير مهتمين إما بمارتن زوبيمندي أو برونوغجيماريش، وهما لاعبان جذبا انتباههم في الماضي، ولدى زوبيمندي شرط جزائي يمكن تفعيله بسهولة، حتى لو كان ولاؤه لريال سوسيداد دفعه لرفض الانتقال إلى ليفربول الصيف الماضي. وكان لدى غيماريش شرط جزائي اختار سيتي عدم استخدامه في يونيو (حزيران) الماضي، ربما للشعور بأن مبلغ 100 مليون جنيه استرليني (125.46 مليون دولار) مبالغ فيه، وهو الرقم نفسه الذي دفعه النادي لضم جاك غريليش.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جزء من منطق سيتي هو أن لاعب خط الوسط الذي يمكن التعاقد معه حالياً سيجلس قريباً على مقاعد البدلاء عندما يعود رودري إلى الملعب.

ومع ذلك فإن غيماريش لاعب رقم “ستة” ورقم “ثمانية”، بالتالي قد يكون شريكاً محتملاً أو بديلاً، وتعني هذه المرونة أنه لو تغلب مانشستر سيتي على أرسنال لضم ديكلان رايس عام 2023، لكان بإمكانه أن يكون لاعب وسط متعدد الأوجه على نحو مماثل، ويتولى مهام مختلفة اعتماداً على التكتيكات ومدى توفر رودري، وعندما وصل كالفين فيليبس، كان مانشستر سيتي يأمل في أن يتمكن من اللعب في كلا المركزين لكن المفاجأة غير السارة هي أن غوارديولا قرر أنه لا يستطيع العمل في أي منهما.

يبدو أن غوارديولا يكون انتقائياً فيما يخص لاعبي خط الوسط المدافعين، فقد وصل رودري إلى النادي بعد بحث شامل عن بديل طويل الأمد لفيرناندينيو، حتى لو كان ذلك لإعادة النظر في بعض أهداف مانشستر سيتي خلال تلك الفترة مثل جورجينيو وفريد وفرينكي دي يونغ، مع إدراك مدى اختلافهم، وعلى رغم كل سماتهم، فإن كل منهم يفتقر إلى مزيج الإسباني من بناء الهجمات لفريقه وتدميرها للمنافسين.

وإذا أخذنا في الاعتبار الصعوبات التقليدية لنافذة الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) 2025 واحتمال أن تسمح محنة مانشستر سيتي للأندية البائعة برفع أسعارهم، فسيكون من الصعب الحصول على توقيع بعيد من نموج رودري، وإذا كان أي من لاعبي خط الوسط الدفاعي البارزين في اللعبة، سواء غيماريش أو زوبيمندي أو جوشوا كيميتش، الذي ينتهي عقده مع بايرن ميونيخ الصيف المقبل، متاحاً ومهتماً، فقد يكون ذلك مثالياً.

ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، ومع تلقي 27 هدفاً في 12 مباراة، ومع كل الدلائل على أن كوفاسيتش وغوندوغان لا يستطيعان حماية الدفاع وأن نظام غوارديولا لا يعمل من دون الاستقرار الذي فقدوه مع غياب رودري، فهل يستطيع سيتي أن يتحمل أن يكون انتقائياً الآن؟ قد تكون كرة القدم التي يقدمها المدرب الكتالوني معقدة للغاية بالنسبة إلى التعاقدات السريعة، لكن الحجة لمصلحة التعاقد مع لاعب وسط موقت تتزايد.

تمكن غوارديولا من الاعتماد على سيرجيو بوسكيتس وفيليب لام وتشابي ألونسو في مسيرته التدريبية، وتفوق رودري عليهم أيضاً بالفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، لكن الآن بالنسبة لمانشستر سيتي، يمكن لأي لاعب وسط دفاعي متخصص، مهما كانت حدوده، أن يكون أفضل من لا شيء، ومن دون وصول لاعب جديد، قد يضطر سيلفا إلى قضاء مزيد من الوقت في الركض أمام خط الدفاع.

نقلاً عن : اندبندنت عربية