هذه طريقتهم في اللعب يا صديقي، من (3 – 4) إلى (1 – 1) إلى (5 – 0) إلى (4 – 3) إلى (3 – 6)، يتقدم توتنهام ثم يتخلى عن تقدمه، ويعزز موقفه بعد عودة المنافس، ويسجل في الدقيقة الأولى ويستقبل في أي نقطة من المباراة تقريباً، وغالباً بطريقة كارثية، فلا توجد نتيجة آمنة تقريباً، ولا يوجد أي متفرج يشعر بالملل.

بعضهم مسرور والبعض الآخر مستاء، وإذا كان مدرب توتنهام أنج بوستيكوغلو يمكن أن يندرج ضمن الفئة الأخيرة، فإن انزعاجه موجه إلى محققيه، وليس فريقه المتقلب بصورة صاخبة.

لقد تقدموا (5 – 0) وتأخروا (1 – 5) في أسبوع واحد، وحتى وفقاً لمعاييرهم الخاصة تبدو هذه معارك ضارية.

ولكن بعد خسارة توتنهام بنتيجة (3 – 6) من ليفربول، لم يأتِ التحدي من فريق تعرض لضربات موجعة مراراً وتكراراً، بل من مدرب يصر على التمسك بفلسفته، وقال، “أعتقد بأنني كنت صبوراً حقاً طوال الـ18 شهراً الماضية وأنا أجلس هنا وأجيب عن الأسئلة نفسها مراراً وتكراراً، وإذا أراد الناس مني أن أغير أسلوبي فلن أغيره”.

وعلى رغم أنه لم يتنازل حتى النهاية، فإن بوستيكوغلو يبدو أحياناً وكأنه يحشر نفسه في الزاوية، وربما كان هذا غير مفيد نظراً إلى الاتهام المنتظم بأن توتنهام لا يستطيع الدفاع كلما كان في الزاوية، حتى لو نجح في إحراز ستة أهداف من اللعب المفتوح ضد ليفربول بدلاً من ذلك، فهو مدرب متعصب ومثالي، وهو الرجل الذي يتبنى موقفاً راديكالياً ربما يؤدي إلى اتهامات بأنه واهم، فهو مدرب رائع عندما ينجح، لكن المشكلة هي أنه لا ينجح في كثير من الأحيان.

فاز توتنهام في ثلاث مباريات خارج أرضه ضمن الدوري هذا الموسم بنتائج (3 – 0) و(4 – 0) و(5 – 0)، وحقق أربعة انتصارات ضد أندية مانشستر، وهزيمة على أرضهه أمام إيبسويتش تاون.

إنهم أفضل هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أنهم في النصف السفلي من الجدول، وسجلوا ثلاثة أهداف مرتين بينما خسروا في المرتين، لذلك فإن “كرة أنج” مقنعة لكنها غريبة أيضاً.

وقال بوستيكوغلو، “نحن نفعل ذلك لسبب، لأننا نعتقد بأنه سيساعدنا على النجاح”. وهناك أدلة متناقصة على أنهم سينجحون، فبعد أن أنتجت مبارياته الـ10 الأولى الرائعة في الدوري 26 نقطة، أسفرت في آخر 45 مباراة عن 63 نقطة، بمعدل 1.4 نقطة فقط في المباراة.

وقال بوستيكوغلو الشهر الماضي إنه لن يكون أحد سعيداً إذا احتل توتنهام المركز الـ10 في عيد الميلاد، وبدلاً من ذلك، هم في المركز الـ11 حالياً، وتابع، “إذا كنت تقول إن المركز الـ10 أو الـ11 يعني أنني لا أقوم بعمل جيد وربما يجب أن أشعر بعدم الارتياح بطريقة ما، فهذا من حق الآخرين، لهم الحكم”.

لقد صدر الحكم بالفعل، فكانت هناك بعض صيحات الاستهجان في نهاية المباراة، وعلى رغم مزيد من الاحتجاجات والهتافات أخيراً ضد رئيس النادي دانييل ليفي، قال بوستيكوغلو، “للمشجعين الحق في الشعور بما يحدث بطريقتهم، لكن من يدري فربما يفهم بعضهم الموقف الذي نحن فيه اليوم، لكن يبدو أن كثيرين لا يفهمونه”. ولم تكُن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها بوستيكوغلو بعضاً من سلوكه السلبي والعدواني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في تخفيف لحدة الكلمات، قد يكون للغيابات الحالية تأثيراً في الفريق، ربما في دفاعهم القوي وليس فقط بيدرو بورو، فربما في وجود الرباعي الدفاعي الأول وحارس المرمى الأساسي، لم يكُن ليفربول ليحقق أعلى معدل أهداف متوقعة على الإطلاق ضد توتنهام في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، أو ليهدد بتسجيل 10 أهداف، ومع ذلك فإن أحد أوجه الإدانة في مخطط بوستيكوغلو هو أن بورو وديستني أودوجي وكريستيان روميرو وميكي فان دي فين وغولييلمو فيكاريو، قدموا أداءً رائعاً خلال الموسم الماضي، ومع ذلك استقبلوا ستة أهداف، وكان ذلك بمثابة تحذير بأن التكتيكات غير آمنة تجاه الفرص.

وجزء من ذلك هو الخط الدفاعي العالي، وأدت الهزيمة الممتعة الرائعة بنتيجة (1 – 4) من تشيلسي خلال الموسم الماضي إلى تأكيد سمعة بوستيكوغلو السيئة في الدفاع والاستحواذ في خط الوسط، كما أن خطته لا تحمي الظهيرين، ولا تسهم في إيقاف الهجمات المرتدة.

ربما يكون أسلوب اللعب طموحاً للغاية لدرجة أنه يستغرق وقتاً، ويمكن أن تكون المكافآت كبيرة جداً كما أظهروا في الفوز بنتيجة (4 – 0) على مانشستر سيتي، وقال بوستيكوغلو، “ما زلنا ننمو كفريق وقد مضى 18 شهراً على بناء فريق جديد بطريقة جديدة للعب”.

ولكن في غياب ثبات المستوى ومع حصيلة النقاط التي جمعها فريق في منتصف الجدول، هل هم في طور البناء والنمو أم أنهم يسيرون على الطريق نفسه الذي سلكه بوستيكوغلو ويتأرجحون صعوداً وهبوطاً مع كل الإثارة والانفعالات بينما على أرض الواقع لم يصل الفريق إلى أي مكان؟.

قد يكون من الصعب القول الفصل، إنها وصفة للمتعة بالنسبة إلى الغرباء، لكن المدرب الأسترالي لا يستمتع بالانتقادات وبعض المشجعين لا يستمتعون بالهزائم.

وكان الانتقاد بأن جوزيه مورينيو ونونو إسبيريتو سانتو وأنتونيو كونتي لم يفهموا توتنهام جيداً، وربما يفهمهم بوستيكوغلو جيداً أو ربما تفوق على توتنهام، وأثبت أنه أكثر تطرفاً من النادي في الهوية التي تبناها، مما خلق سيناريو  إذ يسعى بعضهم إلى شيء أكثر طبيعية قليلاً.

ربما بدأ بعض أنصار توتنهام يتوقون إلى بعض الاعتدال وبعض البراغماتية، والفوز بهدف نظيف بدلاً من الهزيمة (3 – 6) لكن هذا كما هو واضح دائماً، ليس أسلوب بوستيكوغلو.

نقلاً عن : اندبندنت عربية