أعرب وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا اليوم الأربعاء، عن “مخاوف جدية” حيال الأنشطة العسكرية الصينية أثناء اجتماع عقده مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين، بحسب ما أعلنت طوكيو.

وفي أول زيارة له إلى الصين منذ تولى منصب وزير الخارجية في وقت سابق هذا العام، قال إيوايا لنظيره الصيني، إن طوكيو “تراقب من كثب الوضع في تايوان والتطورات العسكرية الأخيرة”، بحسب وزارة الخارجية اليابانية.

وذكرت طوكيو أنه أعرب خلال لقائه مع وانغ في قصر دياويوتاي للضيافة الرسمية عن “قلقه البالغ حيال الوضع في بحر الصين الشرقي بما في ذلك في محيط جزر سينكاكو والنشاط العسكري الصيني المتزايد”.

كما دعا إلى “الإفراج العاجل” عن المواطنين اليابانيين المعتقلين لدى السلطات الصينية، وحذر من أن “الغموض في شأن قانون مكافحة التجسس يدفع اليابانيين للتفكير مرتين قبل زيارة الصين”.

لكن الوزيرين اتفقا أيضاً على العمل باتجاه قيام وانغ بزيارة إلى اليابان “في أقرب وقت ممكن عام 2025”.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إن الزيارة “ستجري في الوقت المناسب”، من دون الإشارة إلى مناقشة المناورات العسكرية التي تقوم بها بكين أو المواطنين اليابانيين المحتجزين.

وأفادت وكالة الأنباء اليابانية “كيودو” بأن الوزير الياباني التقى كذلك رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وتوافق الجانبان على العمل لإقامة علاقة “بناءة ومستقرة”.

والشراكة التجارية بين الصين واليابان على قدر كبير من الأهمية، لكن عوامل عدة خصوصاً الخلافات التاريخية والتوترات المتصلة بتنازع السيادة في بحر الصين الجنوبي والنفقات العسكرية المتزايدة، وترت العلاقات في الأعوام الأخيرة.

في الأثناء اتجهت طوكيو لتعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى بمواجهة الصين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أغسطس (آب) الماضي، قامت طائرة عسكرية صينية بأول اختراق معروف للمجال الجوي الياباني، في خطوة تلاها بعد أسابيع إبحار سفينة حربية يابانية في مضيق تايوان للمرة الأولى.

كما احتجت اليابان على إجراء الصين في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي تجربة نادرة لصاروخ باليستي أطلق نحو المحيط الهادئ، مشيرة إلى أن بكين لم تخطر طوكيو مسبقاً بنيتها إجراء التجربة.

وشهدت العلاقات الثنائية توترات إضافية عام 2023 إثر قرار اليابان تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية في المحيط الهادئ، وهي خطوة عدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة آمنة.

وأثار الإجراء انتقادات حادة من الصين التي عدته خطوة “أنانية” وحظرت جميع واردات منتجات البحر اليابانية، قبل أن تعلن في سبتمبر الماضي أنها ستعود “تدريجاً” إلى استيراد المأكولات البحرية من اليابان.

واليوم الأربعاء، أكد الوزيران دعمهما هذه الخطة.

وبحسب بيانات الجمارك، استوردت بكين من طوكيو مأكولات بحرية تفوق قيمتها 500 مليون دولار خلال عام 2022.

تعود جذور التوتر بين البلدين إلى عقود مضت، خصوصاً احتلال اليابان لأجزاء من الصين قبل وخلال الحرب العالمية الثانية، وتتهم بكين طوكيو بالفشل في التعويض عن ممارساتها الماضية.

وغالباً ما تنتقد الصين زيارات مسؤولين يابانيين إلى ضريح ياسوكوني في طوكيو المخصص لتكريم الموتى بمن فيهم مجرمو الحرب المدانين.

نقلاً عن : اندبندنت عربية