قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين، إن البرنامج النووي الإيراني يقترب من نقطة اللاعودة، مضيفاً أن الشركاء الأوروبيين في الاتفاق النووي المتعثر مع طهران يتعين عليهم النظر في إعادة فرض العقوبات إذا لم يتحقق أي تقدم.
وفي كلمته خلال مؤتمر سنوي مع سفراء فرنسا لتحديد أهداف السياسة الخارجية في 2025، وصف ماكرون إيران بأنها “التحدي الاستراتيجي والأمني” الرئيس لفرنسا وأوروبا. وقال إن “تسريع البرنامج النووي يقودنا إلى نقطة اللاعودة تقريباً”.
وتقول إيران، إنها تخصب اليورانيوم لأهداف سلمية، وكثفت نشاط البرنامج منذ أن قرر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015 خلال ولايته الأولى وأعاد فرض العقوبات الأميركية المشددة على طهران.
وذكرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الشهر الماضي أن تصرفات إيران أدت إلى إفراغ الاتفاق من مضمونه بصورة أكبر وأنها ستزيد مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب من دون “تبرير مدني موثوق”.
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافايل غروسي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن طهران تسرع عمليات التخصيب “بشدة” إلى ما يقارب مستوى 90 في المئة تقريباً، وهو المستوى اللازم لصنع الأسلحة.
وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا من بين الدول الموقعة على اتفاق 2015 الذي وافقت إيران بموجبه على الحد من تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الدولية.
ومن المتوقع أن يعقد دبلوماسيون من الدول الثلاث اجتماعاً آخر مع نظرائهم الإيرانيين في 13 يناير (كانون الثاني) الجاري، بعد لقاء عقد الشهر الماضي لمناقشة إمكانية إجراء مفاوضات جادة في الأشهر المقبلة لنزع فتيل التوتر مع طهران مع اقتراب عودة ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الجاري.
إعادة تفعيل العقوبات
وقال ماكرون، “خلال الأشهر المقبلة، سيتعين أن نسأل أنفسنا ما إذا كان ينبغي علينا استخدام آلية إعادة فرض العقوبات على إيران”، مشيراً إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2025، وهو الموعد الذي تنتهي فيه اتفاق 2015 رسمياً. وأضاف ماكرون أن الصواريخ الباليستية الإيرانية ودعمها روسيا يشكلان أيضاً تهديدات لأوروبا، وسيكونان من المسائل الرئيسة التي سيتم تناولها خلال النقاشات الدبلوماسية مع ترمب بعد توليه منصبه.
ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين، أن إيران تشكل “التحدي الاستراتيجي والأمني الرئيس” في الشرق الأوسط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التورط الإيراني في حرب أوكرانيا
كما ندد ماكرون بتورط طهران “في حرب روسيا ضد أوكرانيا” وبـ”دعمها المجموعات التي تشكل خطراً في جميع مناطق المواجهة في الشرق الأوسط” وحتى “محاولاتها الانتشار في أفريقيا”.
وأوضح أنه “في هذا السياق، فإن المسألة الإيرانية هي بلا شك واحدة من القضايا الرئيسة في الحوار الذي سنقيمه مع الإدارة الأميركية الجديدة”.
عدم التخلي عن أكراد سوريا
كما دعا الرئيس الفرنسي إلى “النظر إلى تغير النظام في سوريا من دون سذاجة”، متعهداً عدم التخلي عن المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الغرب في حربه ضد الإرهاب.
وأكد أن فرنسا ستدعم “على المدى الطويل” العملية الانتقالية من أجل “سوريا ذات سيادة، حرة وتحترم تعدديتها الإثنية والسياسية والدينية. وتتعهد البقاء وفية للمقاتلين من أجل الحرية مثل الأكراد” الذين يحاربون الإرهاب، لا سيما تنظيم “داعش”.
وتراقب فرنسا من كثب الخطوات التي يتخذها قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، زعيم “هيئة تحرير الشام” التي قادت فصائل متحالفة معها هجوماً انتهى بالسيطرة على دمشق.
والتقى وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا، جان نويل بارو وأنالينا بيربوك الزعيم الجديد للبلاد الجمعة الماضي ودعيا إلى انتقال سلمي وجامع للسلطة.
وهذ اللقاء هو الأول لمسؤولين غربيين على هذا المستوى مع الشرع الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
نقلاً عن : اندبندنت عربية