دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الاثنين بعيد إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته، إلى ضم كندا لأراضي الولايات المتحدة.
وقال ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، “إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعرفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون كندا آمنة تماماً من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار”.
وأعلن جاستن ترودو استقالته من منصبه كزعيم للحزب الليبرالي الكندي، وسيظل رئيساُ لوزراء كندا حتى يختار الحزب خليفة له، وقال خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وسبق ذلك أن أفادت صحيفة “غلوب أند ميل” أمس الأحد أنه من المرجح أن يعلن جاستن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين.

كما رجحت الصحيفة وفقاً لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل موقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

عشر سنوات في السلطة

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل أن يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيس، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه، وتراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من عدة محاولات لحجب الثقة عنها ودعا معارضوه إلى استقالته.

مواجهة مع ترمب

واثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدد ترمب الذي يتولى منصبه رسميا في 20 يناير (كانون الثاني)، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 بالمئة على السلع الكندية والمكسيكية مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل، والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر ( تشرين الثاني) للاجتماع مع ترامب لتجنب حرب تجارية.

تراجع الشعبية 

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ تسع سنوات، تراجعا في شعبيته فهو يعتبر مسؤولا عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

وترودو الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزا مفاجئاً ليصبح رئيسا للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الاسبق بيار اليوت ترودو (1968-1979 و1980-1984) عدة مسارات قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنكليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيرا دخل معترك السياسة في 2007 وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الافقر والاكثر تنوعا اتنيا في كندا وانتخب نائباً عنها في 2008 ثم اعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، اصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله الى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم وأطلق تحقيقاً عاماً في نساء السكان الأصليين اللواتي فقدن أو قتلن ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.

نقلاً عن : اندبندنت عربية