أكد خبراء الأمراض المعدية في حديثهم لمجلة Newsweek أن عام 2025 قد يحمل تطورات إيجابية في خفض خطر فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) “الإيدز”. مع ظهور علاجات جديدة وإمكانية تطوير لقاح في المستقبل، تتزايد الآمال في تحسين حياة المصابين ومنع إصابات جديدة.
ما هو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)؟
فيروس نقص المناعة البشرية يدمر الجهاز المناعي للجسم، مما يعطل قدرته على مقاومة العدوى والأمراض. إذا لم يُعالج، قد يؤدي الفيروس إلى الإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وهي حالة قد تهدد الحياة. ينتقل الفيروس عبر سوائل الجسم، مثل أثناء العلاقات الجنسية، مشاركة الإبر، الرضاعة الطبيعية، أو من الأم إلى الجنين خلال الحمل.
لقاح محتمل ضد فيروس نقص المناعة البشرية
في عام 2024، أُجريت أبحاث حول لقاح مكون من جرعتين يُعطى خلال 7 أيام. ورغم النتائج الواعدة لدراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أكد عالم الفيروسات الجزيئية جوناثان بول أن احتمالات تطوير لقاح فعال ما زالت منخفضة، مما يبرز أهمية مواصلة الأبحاث.
تقدم في أدوية العلاج والوقاية
شهد عام 2024 تقدمًا كبيرًا في أدوية علاج فيروس نقص المناعة البشرية، خاصة مع ظهور عقار “ليناكابافير”، الذي يتم حقنه مرة كل 6 أشهر. أظهرت التجارب العلمية فعالية كبيرة للعقار في خفض انتقال الفيروس، مقارنة بالأدوية الفموية اليومية. يتوقع أن تراجع هيئة الأغذية والدواء الأمريكية (FDA) العقار في 2025، ما قد يمثل خطوة هامة نحو تقليل الإصابات.
تحديات ترجمة النجاح العلمي إلى الواقع
أكد البروفيسور كريستوف فريزر، عالم الأوبئة بجامعة أكسفورد، أن “ليناكابافير” قد يدفع وباء فيروس نقص المناعة البشرية إلى مستويات منخفضة غير مسبوقة. لكنه شدد على أهمية إجراء اختبارات دورية لرصد الحمل الفيروسي ومقاومة الأدوية، إلى جانب تعزيز التمويل والإرادة السياسية لدعم الجهود.
أمل في عالم خالٍ من الإيدز
أشار الدكتور روبرت هوبكنز جونيور إلى أن السنوات الأخيرة شهدت اعتماد ثلاثة أدوية للوقاية من الفيروس، لكنها لم تلق الإقبال المتوقع بسبب تحديات مثل التكلفة وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية. وأضاف: “العالم قد يقترب من القضاء على الإيدز، ولكن ذلك يتطلب التزامًا مستمرًا بتوفير الموارد اللازمة للأبحاث، التوعية، والعلاج.”
ختامًا، يحمل عام 2025 بارقة أمل في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، لكن النجاح يعتمد على التكاتف بين الحكومات، المجتمع العلمي، والجهات الصحية لتحقيق مستقبل خالٍ من الإيدز.