كانت مباراة قمة كرة القدم في مدينة مانشستر التي أقيمت في الـ15 من ديسمبر (كانون الأول) 2024 بين صاحب الأرض مانشستر سيتي وضيفه مانشستر يونايتد ضمن منافسات الجولة الـ16 من الدوري الإنجليزي الممتاز تسير نحو تحقيق السيتي فوزاً متوقعاً، بخاصة بعدما ظل متقدماً بهدف منذ الدقيقة الـ36 عبر مدافعه يوشكو غفارديول وحتى الدقيقة الـ87، ولكن بعد ذلك في لحظة ستظل في الأذهان لأعوام، قدم اللاعب الإيفواري الدولي أماد ديالو أداءً أسطورياً قلب المباراة رأساً على عقب وجلب ليونايتد الفوز في أول قمة للمدرب البرتغالي روبن أموريم.

تمكن ديالو (22 سنة) الذي بدا كأنه يطارد قضية خاسرة بحثاً عن الكرة قرب خط التماس، من تحقيق انطلاقة مبهرة تحدت الاعتقاد العام وبفضل عناده وموهبته حصل يونايتد على ركلة جزاء حولها صانع الألعاب البرتغالي برونو فيرنانديز ببرودة أعصاب إلى هدف التعادل.

وعندما بدا التعادل حتمياً عاد ديالو مجدداً ليسجل هدف الفوز بنفسه هذه المرة مستغلاً فرصة شبه مستحيلة لإيداع الكرة في مرمى “المواطنين”، ليضمن فوز مانشستر يونايتد بنتيجة (2 – 1).

ولم يكتف ديالو بإسقاط مانشستر سيتي في ملعبه وسط جماهيره لكنه كرر تألقه وتسجيله أهدافاً حاسمة لإيقاف قاطرة انتصارات ليفربول متصدر ترتيب الدوري الممتاز، إذ سجل هدف تعادل فريقه في الدقيقة الـ80 من مواجهة “الريدز” في ملعب “أنفيلد” ضمن الجولة الـ20 ليعزز سمعته كرجل المرحلة في نادي “أولد ترافورد” تحت إشراف المدرب البرتغالي أموريم الذي لا يزال يضع لمساته الأولى على الفريق.

وبعيداً من المشاهد الكبرى والأهداف المؤثرة التي كانت عنواناً لتألق ديالو قدم الإيفواري الشاب المتعدد الاستخدامات التكتيكية كل شيء ممكن لإنقاذ حظوظ “الشياطين الحمر” مما دفع إدارة النادي إلى مكافأته الآن بعقد جديد لمدة خمسة أعوام يربطه بالنادي حتى نهاية يونيو (حزيران) 2030.

وكان ديالو قد انتقل إلى يونايتد من أتالانتا الإيطالي عام 2021 مقابل 19 مليون جنيه استرليني (23.39 مليون دولار)، إضافة إلى 18.2 مليون جنيه استرليني (22.4 مليون دولار) من الإضافات المتعلقة بمكافآت الأداء.

وخلال 49 مباراة بقميص مانشستر يونايتد سجل ديالو تسعة أهداف وقدم تسع تمريرات حاسمة، من بينها ستة أهداف وسبع تمريرات حاسمة في 28 مباراة بالموسم الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حديثه عن عقده الجديد، أعرب ديالو عن امتنانه وطموحه القادم وقال “أنا فخور حقاً بتوقيع هذا العقد الجديد، لقد مررت ببعض اللحظات الرائعة مع هذا النادي بالفعل، ولكن هناك كثير في المستقبل، لدي طموحات ضخمة في اللعبة، وأريد تحقيق التاريخ في مانشستر يونايتد، لقد تعلمت كثيراً منذ وصولي إلى هنا قبل أربعة أعوام.

“أنا ممتن للغاية للمدربين والموظفين الذين ساعدوني على التطور، وللجماهير لدفعي إلى الأمام كل يوم”.

وأضاف “لقد كان موسماً صعباً على الجميع، لكنني أعتقد تماماً أننا على الطريق الصحيح وأن المستقبل سيكون مميزاً حقاً، وأنا مستعد لتقديم كل ما لدي لمساعدة الفريق وجعل أنصارنا فخورين مرة أخرى”.

وقال المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد جيسون ويلكوكس مسلطاً الضوء على أهمية ديالو لمستقبل النادي “الجميع مسرورون بتطور أماد، فجودته في التعامل مع الكرة وتعدد استخداماته وأسلوبه تجعله جزءاً أساساً من مستقبل مانشستر يونايتد، هذه أفضل أعوام حياته المهنية وينتظره مزيد، ونتطلع جميعاً إلى مساعدته في الوصول إلى إمكاناته الهائلة وتحقيق النجاح في النادي في المواسم المقبلة”.

ولم تكن رحلة ديالو خالية من التحديات، فبعد بداية محبطة في يونايتد وفترة إعارة متذبذبة المستوى في رينجرز الاسكتلندي خلال موسم (2021 – 2022) وجد أول خيوط التألق في سندرلاند خلال الموسم التالي وسجل 14 هدفاً في 42 مباراة.

وأعاقت الإصابة عودته إلى يونايتد، لكنه ظهر تدريجاً كشخصية محورية في الرسم الخططي (3 – 4 – 3) الذي يتبعه المدرب الجديد أموريم ليصبح حجر الزاوية في استراتيجية الهجوم في يونايتد.

وكانت ثقة أموريم في ديالو ثابتة، إذ استخدم المدرب البرتغالي، المعروف ببراعته التكتيكية، ديالو إما كظهير أو في أحد موقعي الهجوم خلف المهاجم، وبعد أداء بارز ضد إيفرتون، حين قدم ديالو تمريرتين حاسمتين في الفوز بنتيجة (4 – 0) أشاد أموريم بموهبة الجناح الشاب وأخلاقيات العمل لديه، قائلاً “يمتلك موهبة كبيرة حقاً بينما هو صغير الحجم، كان جيداً حقاً في الدفاع والهجوم، يجب أن يستمر في اللعب بهذه الطريقة وتحسين قدرته البدنية، إنه ذكي ومتفجر”.

وبالنسبة إلى جماهير مانشستر يونايتد، فإن تألق ديالو في “ديربي” مانشستر ثم قمة “أنفيلد” وصعوده المستمر تحت قيادة أموريم يشيران إلى مستقبل مشرق قد يمتد حتى 2030 أو ربما أكثر.

نقلاً عن : اندبندنت عربية