يواصل رجال الإطفاء بولاية كاليفورنيا في غرب الولايات المتحدة مكافحة الحرائق التي دمرت مساحات واسعة من لوس أنجليس، وإلى جانب الخسائر المادية في المنازل والممتلكات التي أتت عليها النيران قتل 10 أشخاص في الأقل، ومع أن الرياح التي تؤجج الحرائق هدأت بعض الشيء اليوم الجمعة، فإن النيران ما زالت مشتعلة، مما يعني احتمال زيادة الخسائر.

وما بين يومي أول من أمس الأربعاء وأمس الخميس تضاعفت تقديرات خسائر شركات التأمين على المنازل والممتلكات في المنطقة لتصبح أكثر من 20 مليار دولار مع احتمال زيادتها نتيجة استمرار الحرائق والتدمير، بحسب تقديرات المحللين في المؤسسات المالية.

إلى ذلك قدر بنك “جيه بي مورغان” الاستثماري أمس الخميس تقديراً جديداً لمدفوعات شركات التأمين للمتضررين من الحرائق عند أكثر من 20 مليار دولار، بينما كانت تقديرات البنك أول من أمس الأربعاء بتعويضات في حدود 10 مليارات دولار فحسب.

وأرجع البنك مضاعفة التقديرات لخسائر شركات التأمين خلال يوم إلى بطء التقدم في مكافحة الحرائق وامتدادها إلى مناطق أخرى.

وفي مذكرة للعملاء، كتب محللو البنك أمس الخميس “تضاعفت تقديرات الخسائر نتيجة الحرائق منذ أمس لتصل إلى أكثر من 50 مليار دولار، لذا نتوقع أن تكون خسائر شركات التأمين نتيجة التعويضات أكثر من 20 مليار دولار، وربما أكثر من ذلك إذا لم تُحتو الحرائق بسرعة”.

تعويضات بالمليارات

الى جانب تقديرات بنك “جيه بي مورغان” هناك تقديرات أخرى من شركات التصنيف وغيرها، إذ ذكرت مؤسسة “موديز” للتصنيف الائتماني أمس الخميس أنها “تتوقع أن تصل خسائر شركات التأمين من تعويضات أضرار الحرائق إلى مليارات الدولارات بسبب القيمة العالية للبيوت والأعمال في المنطقة المتضررة”.

وتوقعت شركة “مورنينغ ستار دي بي آر أس” للتصنيف أيضاً، ألا تقل خسائر شركات التأمين عن 8 مليارات دولار.

وبحسب المسؤولين في ولاية كاليفورنيا وما نقلت صحيفة “فايننشيال تايمز” في عددها الصادر اليوم الجمعة دمرت الحرائق ما يصل إلى 10 آلاف بيت ومبنى. وأشارت مذكرة بنك “جيه بي مورغان” إلى أن شركات التأمين التي تستهدف البيوت غالية السعر ستواجه القدر الأكبر من مدفوعات التعويضات للمتضررين.

ومن الأمثلة على ذلك شركات “أول ستيت” و”ترافلرز” و”تشب” من بين شركات التأمين في كاليفورنيا، ويتركز عملاء شركة “نشب” بين العقارات الأعلى قيمة في الولاية.

يذكر أن شركتي “أول ستيت” و”ستيت فارم” توقفتا أخيراً عن التأمين على العقارات في الولاية، مرجعتين ذلك إلى التعقيدات البيروقراطية والقيود التنظيمية التي تمنع رفع سقف أسعار التأمين، مما يعرض الشركات للخسارة نتيجة التعويضات الكبيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت “ستيت فارم” للتأمين العام الماضي أنها لن تجدد عقود التأمين لنحو 72 ألف بيت في ولاية كاليفورنيا، بما في ذلك نسبة 69 في المئة من كل عقود التأمين على البيوت في منطقة “باسيفيك بالسيداس” التي دمرتها الحرائق الأخيرة.

وأدى توقف بعض شركات التأمين عن تجديد العقود التأمينية على البيوت أو عدم قبول عملاء جدد في كاليفورنيا إلى لجوء السكان لشركة التأمين المدعومة حكومياً “فير بلان” أو شركات تأمين غير خاضعة لقواعد التنظيم الرسمية تماماً.

وتوفر “فير بلان” تغطية تأمينية للبيوت بحد أقصى 3 ملايين دولار، وحتى سبتمبر (أيلول) الماضي كانت تبعات انكشاف الشركة على تعويضات الخسائر نتيجة الحرائق في منطقة “باسيفيك بلاسيداز” وحدها في حدود 6 مليارات دولار.

خسائر قياسية

ويقدر المحللون في شركات التأمين والبنوك الاستثمارية ومؤسسات التصنيف أن تصل الخسائر والتعويضات المستحقة على شركات التأمين نتيجة الحرائق الحالية إلى مستوى قياسي يفوق ما نجم عن أكبر الحرائق تدميراً في الأعوام الأخيرة.

يذكر أن الحرائق التي دمرت منطقة “بوتي كاونتي” بولاية كاليفورنيا عام 2018 أدت إلى خسائر على شركات التأمين نتيجة التعويضات وصلت إلى 10 مليارات دولار.

وتزيد قيمة البيوت في منطقة “باسيفيك بلاسيداز” التي تعرضت للحرائق الحالية بكثير على قيمة البيوت في “بوتي كاونتي”، فمتوسط أسعار البيوت فيها 3 ملايين دولار، مقابل 500 ألف دولار في منطقة حرائق 2018، مما يعني أن التعويضات على شركات التأمين ستكون أضعافاً هذه المرة.

لأن ولاية كاليفورنيا دائماً عرضة للحرائق فإن كلفة التأمين فيها عالية، في وقت تطالب فيه شركات التأمين بزيادة الأقساط لتتمكن من مواجهة أعباء تعويضات الخسائر المرتفعة.

وترى “مورنينغ ستار دي بي آر أس” أن تكرار الحرائق “يعزز ضرورة رفع أقساط التأمين على البيوت في كاليفورنيا بصورة كبيرة”، مستدركة “لكن في الوقت نفسه التأمين على البيوت في كاليفورنيا يحتمل أن يظل تحدياً كبيراً، مما يؤدي إلى أن يبقى كثير من أصحاب البيوت من دون تأمين على عقاراتهم أو بتأمين غير كاف بسبب ارتفاع الأقساط”.

تبقى التقديرات السابقة بخسائر تزيد على 50 مليار دولار وكلفة تعويضات على شركات التامين بأكثر من 20 مليار دولار تقديرات أولية، وستكون كلفة الخسائر النهائية محكومة بالوقت المتبقي للسيطرة على الحرائق ووقف امتدادها إلى مناطق أخرى.

نقلاً عن : اندبندنت عربية