كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، تفاصيل جديد بشأن نهر النيل، مؤكدا النيل تعرض لحالة من الجفاف لمدة 7 سنوات في ثمانينات القرن الماضي، ورغم ذلك لم يشعر أي مواطن مصري بالجفاف بسبب السد العالي.
السد العالي
وأضاف شراقي، أن إثيوبيا خزنت 60 مليار متر مكعب في سد النهضة، ولكن لم يشعر المواطن المصري بهذا الأمر بسبب السد العالي، مشيرًا إلى أن المياه التي خُزنت في السد النهضة مياه استقطعت من حصة مصر، وهي مياه مصرية في الأساس.
سد النهضة حمى مصر من كارثة
وأشار إلى أن إنشاء إثيوبيا لسد النهضة من حقها، ولكن لا يجب أن يقترن هذا بالحاضر بدول المصب، مشيرًا إلى أن مصر كادت أن تتعرض لكارثة محققة إذا لم يكن السد العالي موجود، حيث كان من المتوقع أن تتعرض 70% من الأراضي المصرية للجفاف.
الولايات المتحدة المتسببة في بناء سد النهضة
وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إن المشروعات التي تحدث على مجرى الأنهار الدولية يجب أن تحدث بالتوافق بين دول النيل، مشيرًا إلى أن مصر تكلفت مليارات لتعويض المياه التي نقصت من حصة مصر بسبب بناء سد النهضة، حيث أعادت تنقية مياه الصرف الزراعي بصورة كبيرة.
ولفت شراقي، أن مصر حددت زراعة الأرز بسبب سد النهضة، وهذا ألحق بمصر خسائر تُقدر بمليارات الدولارات، كما أن تبطين الترع كلف الدولة المصرية 20 مليار جنيه، وهذا الأمر حدث لتقليل الآثار السلبية من إنشاء سد النهضة.
ولفت إلى أن فكرة إنشاء سد النهضة بدأت بالتزامن مع إنشاء السد العالي، مشيرًا إلى أن مصر في السابق اتفقت مع الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي على بناء السد العالي، ولكن أمريكا انسحبت من هذا الاتفاق، فقامت مصر بتأميم قناة السويس، وهذا أدى لحالة من الغضب في الغرب، وحدث العدوان الثلاثي، وقامت الولايات المتحدة بدراسة إنشاء سد يمنع من وصول المياه إلى السد العالي كنوع من العقاب لمصر.
حسني مبارك حاول إفشال بناء سد النهضة
وأكد عباس شراقي، إن الولايات المتحدة الأمريكية سلمت إثيوبيا إنشاء أكثر من 33 مشروع سدود على مجرى نهر النيل، وأحد هذه المشاريع سد النهضة، مشيرا إلى أن أديس أبابا بدأت في تنفيذ هذه المشاريع في عام 2010، فذهب الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى إيطاليا لحث روما على عدم مساعدة إثيوبيا في إنشاء السدود، خاصة وأن نهر النيل مجرى دولي، ومن الضروري أن يحدث التشاور.
ولفت إلى أن إثيوبيا توسعت في إنشاء سد النهضة بصورة سريعة خاصة مع أحداث 2011، مشيرًا إلى أن سد النهضة في الدراسة الأمريكية كانت سعته لا تزيد عن 11 مليار متر مكعب، ولكن الرئيس الإثيوبي في هذا الوقت “زيناوي” أراد أن يُزيد من حجم السد، لكي يُكرر تجربة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع السد العالي، وقام بزيادة سعة السد للحجم الحالي.
سد النهضة مُعرض للانهيار في هذه الحالة
وأكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن هناك تعنت إثيوبي كبير في التوصل لاتفاق حول تشغيل سد النهضة، مشيرًا إلى أن بناء السد انتهى بصورة كاملة، وخزنت أديس أبابا 60 مليار متر مكعب، وهذه السعة هي الحد الأقصى للسد.
وأضاف شراقي، أن سد النهضة كان مصمما لحجز 11 مليار متر مكعب، ورغم ذلك تم زيادة سعته لـ60 مليار متر مكعب، وهذا يثير الكثير من المخاوف، خاصة وأن إثيوبيا دولة تتعرض للزلازل.
ولفت إلى أن إثيوبيا تحتوي على أكبر قدر من البراكين خلف مرور أكبر أخدود في العالم بأديس أبابا، ويبعد هذا الأخدو 500 كيلو متر ، وهذا يؤثر على السد، خاصة إذا كانت الزلازل قوية.
حل أزمة سد النهضة في 24 ساعة
شدد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، على ضرورة العمل على الوصول إلى اتفاق لحل أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على حل أزمة سد النهضة والوصول إلى اتفاق حول تشغيل وملء السد، معقبًا: “امريكا قادرة على حل أزمة سد النهضة خلال 24 ساعة”.
وتابع أن المشكلة الرئيسية أن إثيوبيا لا تعترف بحصة مصر المائية التي تُقدر بـ55 مليار متر معب، ولذلك ترفض الاتفاق على أي سد النهضة، مشيرًا إلى أنه لا توجد أي أزمة في كمية المياه، خاصة وأن هذه المياه تكفي 4.5 أضعاف السكان الموجودين في دول حوض نهر النيل.
وأوضح أنه مطئمن على أمن مصر المائي طالما يوجد السد العالي، ولكن هذا لا يعني التساهل مع أديس أبابا في أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن حصة مصر لم تزيد رغم تضاعف عدد السكان أكثر من مرة.