فاز الرئيس المنتهية ولايته زوران ميلانوفيتش في الانتخابات الرئاسية في كرواتيا الأحد حاصداً نحو 74 في المئة من الأصوات، ما يشكل نكسة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي اليميني المحافظ الذي يرأس الحكومة ويواجه فضائح عدة.

ويتقدم ميلانوفيتش الذي كاد أن يفوز بالانتخابات من الدورة الأولى بفارق كبير على خصمه المحافظ دراغان بريموراتس إذ لم يحصل الأخير سوى على 26 في المئة من الأصوات، بعد فرز أكثر من 90 في المئة من الأصوات، وفق نتائج رسمية.

وتشكل هذه النتيجة ضربة جديدة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي بزعامة رئيس الوزراء أندريه بلينكوفيتش المنافس السياسي لميلانوفيتش منذ فترة طويلة والذي طالته فضيحة فساد شغلت وسائل الإعلام في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وعلى رغم أن صلاحيات الرئيس محدودة، ينظر إليه الكرواتيون على أنه رمز للاستقرار وضامن للتوازن بين السلطات.

 

 

وجرت الانتخابات في وقت تعاني البلاد العضو في الاتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي (ناتو) والبالغ عدد سكانها 3,8 مليون نسمة من أعلى معدل للتضخم في منطقة اليورو، ومن تفشي الفساد، ونقص اليد العاملة.

ورئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وممثل كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) على الساحة الدولية. ورغم صلاحياته المحدودة، ينظر الكرواتيون إلى رئيسهم على أنه رمز للاستقرار وضامن للتوازن بين السلطات.

وعلى رغم المسائل الملحة التي يواجهها البلد، ركز المرشحان خلال مناظراتهما على تبادل الإهانات والانتقادات بدلاً من تقديم الحلول.

وقدم بريموراتس (59 سنة)، وهو طبيب أطفال ومتخصص في الطب الشرعي وعلم الجينات الطبي ويهوى التايكوندو، نفسه خلال حملته الانتخابية كسياسي قادر على توحيد البلاد، وركز على القيم العائلية والوطنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورأى ميلانوفيتش أن بريموراتس الذي يكبره بعام واحد “مُزور كعملة ورقية من فئة 13 يورو وممل كمباراة ودية”.

في المقابل، اعتبر بريموراتس أن ميلانوفيتش رئيس “لا قيمة لديه لأي شيء لا الوطن، ولا العمل”، متهماً إياه بأنه “يستيقظ عند الساعة 11.30”.

ويعد ميلانوفيتش من أكثر الشخصيات السياسية شعبية في كرواتيا، وقد شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2001 و2015، وكان زعيماً سابقاً للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي دعم مسعاه للفوز بولاية رئاسية جديدة.

وبعدما وعد في مستهل ولايته الرئاسية بجعل كرواتيا “تقدمية، حديثة، ومنفتحة”، اعتمد ميلانوفيتش في المرحلة اللاحقة خطاباً شعبوياً.

ودان ميلانوفيتش العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا اعتباراً من مطلع العام 2022، إلا أنه انتقد في الوقت عينه الدعم العسكري الغربي لكييف.

وقدمت زغرب إلى كييف مساعدات، غالبيتها عسكرية، بقيمة 300 مليون يورو.

وفي ضوء ذلك، اتهمه رئيس الوزراء أندريه بلينكوفيتش بأنه “مؤيد لروسيا” ويقوم بـ”تدمير” صدقية كرواتيا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وشدد ميلانوفيتش على أنه يريد تجنب “جر” بلاده إلى الحرب في أوكرانيا. وأوضح “طالما بقيت رئيساً، لن يخوض أي جندي كرواتي حروب الآخرين”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية