شهر رجب هو من الأشهر الحرم فكان إذا جاء شهر رجب نُزِعت الأسنة من الرماح ووضعت الأسلحة وحُقنت الدماء، فكانت له حرمة لا يجوز أن تنتهك، ولهذا السبب تم تسمية شهر رجب بالأصم فكان لا يُسمع فيه أصوات السلاح ولا القتال.

ويقول المسعودي في كتابه “مروج الذهب” : إنّ رجب كان يسمّى بالأصمِّ، وهو أحد الأشهر الأربعة التي قال الله فيها: (إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهَرًا فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ مِنْها أرْبعَةٌ حُرُمٌ) (سورة التوبة : 16) وهذه الأشهر الحُرُم قد عيّنها النبي ـ ﷺ ـ بأسمائها في خُطبته في حجّة الوداع، وقال عنها : ثلاثة سَرد وواحد فرد: والثلاثة السّرد هي ذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم، والفرد هو رجب.

ووصف رجب بالأصم مأخوذ من السكوت ، يقول القرطبي في تفسيره: كانت العرب ـ تُسمّيه ـ أي رجب ـ منصِلَ الأسنة، أي مُخرجها من أماكنها، كانوا إذا دخل رجب نزعوا أسنّة الرّماح ونِصال السِّهام إبطالاً للقتال فيه، وقطعًا لأسباب الفتن لحُرمته، وقد ورد ذِكْر ذلك في البخاري عن أبي رجاء العطاردي، واسمه عمران بن ملحان، قال: كنا نعبُد الحجَر، فإذا وجدنا حجَرًا هو خير منه ألقينَاه وأخذنا الآخَر، فإذا لم نجد حَجَرًا جمعنا حثوةً من تُراب ثم جِئنا بالشّاء فحلبْنا عليه ثم طُفنا به، فإذا دخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنّة فلم ندع رمحًا فيه حَديدة، ولا سهمًا فيه حَديدة إلا نزعناه فألقيناه.

وقال الدكتور عصام الروبي الداعية الإسلامي، وأحد علماء الأزهر الشريف عبر فيديو نشره عبر صفحته الشخصية علي فيسبوك، إن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال أيها الناس إن لربكم في أيام دهركم لنفحات إلا فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة منها فلا يشقى بعدها أبدا.

وأضاف الروبي: من هذه النفحات هو شهر رجب وهو شهر الله الأصم أو الأصب، مشيرًا الى معنى الأصم وقال لأنه من الأشهر الحرم التي لم يوقع العرب فيها قعقعة للسلاح، ولذلك سمي بشهر الله الأصم.

نقلاً عن : الوفد