أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية الحديثة، حيث تجذب ملايين المستخدمين حول العالم بفضل تطورها المستمر وأفكارها المبتكرة. ومع ذلك، يبقى التساؤل الأهم: هل يلعب أطفالنا بشكل معتدل أم أنهم يعانون من إدمان الألعاب الإلكترونية؟ في هذا المقال، نسلط الضوء على الفرق بين الاستخدام المعتدل للألعاب والإدمان، مع استعراض أسبابه وتأثيراته وطرق تحقيق التوازن، كما أوضح الدكتور نور الرمادي، عميد كلية الطفولة المبكرة سابقًا بجامعة الفيوم.
مفهوم إدمان الألعاب الإلكترونية
وفقًا للدكتور نور الرمادي، أدرجت منظمة الصحة العالمية عام 2018 “اضطراب الألعاب” ضمن التصنيف الدولي للأمراض. ويُعرَّف هذا الاضطراب كنمط سلوكي يتمثل في عدم قدرة الفرد على التحكم في وقت اللعب، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على حياته اليومية. إدمان الألعاب الإلكترونية هو حالة نفسية وسلوكية تجعل الفرد غير قادر على التوقف عن اللعب، ما يؤثر على الأداء اليومي والاجتماعي.
علامات إدمان الألعاب الإلكترونية
حدد الدكتور الرمادي عددًا من السمات والعلامات التي تشير إلى إدمان الألعاب الإلكترونية، أبرزها:
- قضاء ساعات طويلة في اللعب دون القدرة على التوقف.
- إهمال الأنشطة اليومية والواجبات.
- العزلة الاجتماعية، مما يؤثر على تفاعل الطفل مع محيطه.
- آثار نفسية وصحية، مثل القلق، الاكتئاب، وانحناء العمود الفقري.
- التوتر وصعوبة النوم.
- الكذب والعصبية، مع فقدان السيطرة أثناء اللعب.
سمات الاستخدام المعتدل للألعاب الإلكترونية
يشير الدكتور الرمادي إلى أن الاستخدام المعتدل يعني استمتاع الأطفال بالألعاب الإلكترونية كوسيلة ترفيهية ضمن إطار زمني محدد، دون التأثير على الدراسة أو العلاقات الاجتماعية. ومن أبرز سمات الاستخدام المعتدل:
- تحديد وقت محدد للعب لتحقيق التوازن بين الأنشطة اليومية.
- اختيار أهداف واضحة من الألعاب، سواء للترفيه أو التعلم.
- تجنب الإجهاد النفسي الناتج عن اللعب المفرط.
خطوات تحقيق التوازن في استخدام الألعاب الإلكترونية
لتحقيق التوازن في استخدام الألعاب الإلكترونية، قدم الدكتور الرمادي النصائح التالية:
- تحديد جدول زمني للعب والالتزام به بصرامة.
- اختيار الألعاب التعليمية التي تضيف قيمة إيجابية للطفل.
- تشجيع الأنشطة البديلة مثل ممارسة الرياضة أو تنمية الهوايات.
- تعزيز التواصل الأسري من خلال الجلسات العائلية التي تسهم في تقوية الروابط.
استشارة طبيب نفسي عند الضرورة إذا ظهرت علامات الإدمان على الطفل.
التعامل بحكمة مع التجاوزات، حيث أن الشدة المفرطة قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
دور الأسرة في حماية الأطفال
أكد الدكتور الرمادي أن دور الوالدين محوري في مراقبة سلوك الأطفال وتوجيههم نحو استخدام إيجابي للألعاب الإلكترونية. تحقيق التوازن بين الترفيه والمسؤوليات اليومية يُعد السبيل الأمثل لتجنب الوقوع في شرك الإدمان.