في مشهدٍ استثنائي أرعب سكان كندا وأبهر العلماء، اخترق نيزك ضخم طبقات الغلاف الجوي، محطمًا سكون الليل بصوت مدوٍ، وظهر غبار متطاير. ورصدت كاميرا مراقبة هذا الحدث النادر، الذي يُعدّ الأول من نوعه في تاريخ جزيرة الأمير إدوارد.

هرع الدكتور كريس هيررد، كبير أمناء مجموعة النيازك في جامعة ألبرتا، لدراسة بقايا النيزك التي كشفت في التحليل الأولي عن مفاجآت مذهلة، إذ تبين أنّ هذه الصخرة القادمة من الفضاء تحمل أسراراً عمرها 4.5 مليار سنة، لتفتح الباب أمام حقبة جديدة من الاكتشافات الفلكية.

اصطدام صخرة بالأرض

«الصوت المرعب الذي صدر نتيجة اصطدام الصخرة بالأرض كان المرة الأولى التي يحدث بها ذلك خاصة أنه لم يتم توثيق سقوط نيزك آخر بهذه الطريقة من قبل» بحسب حديث هيررد، الذي نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، مشيرًا إلى أنّه مجرد النظر للعينات أدرك أنّ هذه الصخرة لم تكن عادية.

«لحسن الحظ أنّها لم تسبب أي أضرار لسكان المنطقة فهي المرة الأولى التي يحدث فيها هكذا»، وفق «هيررد»، الذي أظهرت نتائجه أنّ الصخرة، التي يطلق عليها الآن اسم نيزك شارلوت تاون، نسبة إلى عاصمة جزيرة الأمير إدوارد، كانت مصنوعة من الكوندريت، المادة الأكثر شيوعًا في النيازك.

بقايا نيازك تشكل النظام الشمسي

والنيازك الكوندريتية، هي بقايا من تشكل النظام الشمسي منذ نحو 4.5 مليار سنة، وظلت مختبئة منذ ذلك الحين دون أن يمسها أحد في المناطق البعيدة من الفضاء، ومن المحتمل أن تكون هذه الصخرة قد بدأت رحلتها الطويلة إلى كندا في حزام الكويكبات بين كوكبي المشتري والمريخ، على بعد نحو 204 ملاين ميل من الأرض.

وكان هذا مثيرًا بشكل خاص لأنّ النيزك الوحيد المسجل في تاريخ الجزيرة اصطدم بها «باعتباره النيزك الأول والوحيد من مقاطعة جزيرة الأمير إدوارد، أعلن نيزك شارلوت تاون عن وصوله بطريقة مذهلة» وفق الدكتور هيررد، موضحًا أنّ الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن هذه هي المرة الوحيدة التي تم فيها تسجيل صوت اصطدام نيزك.




نقلاً عن : الوطن