جعلت شركة تيك توك تطبيقها على الإنترنت غير متاح في الولايات المتحدة أمس السبت، ونفذت بذلك تهديدها في غياب ضمانات من إدارة الرئيس جو بايدن، في حين لم يتمكن الرئيس المنتخب دونالد ترمب من التدخل قبل توليه منصبه غداً الإثنين.
ولدى محاولتهم الدخول إلى تيك توك، يتلقى المستخدمون الرسالة الآتية “لقد تم تطبيق قانون يحظر تيك توك في الولايات المتحدة. هذا يعني أنه لم يعد بإمكانكم استخدام تيك توك في الوقت الحالي”.
وكانت شركة تيك توك أعلنت في وقت سابق أنها ستوقف عمل تطبيقها في الولايات المتحدة اعتبارا من الأحد، بعد عدم حصولها على ضمانات من إدارة بايدن “بعدم تطبيق القانون” الذي يحظر المنصة في الولايات المتحدة ما لم يوافق مالكها الصيني على بيعها.
وأيدت المحكمة العليا الأميركية الجمعة قانوناً يحظر تطبيق تيك توك الخاص بمشاركة الفيديو في الولايات المتحدة، ما أدى إلى حرمان 170 مليون مستخدم منه.
وأفادت الشركة مساء الجمعة على منصة “اكس” بأنها “ستكون للأسف مضطرة” إلى وقف عمل تطبيقها في الولايات المتحدة الأحد، بينما لا يستطيع ترمب التدخل لوقف حظر التطبيق قبل توليه منصبه الاثنين.
وبعد صدور القرار، قالت إدارة بايدن المنتهية ولايتها أن الأمر متروك لترمب ليقرر إن كان سينفذ القانون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض كارين جان بيار في بيان الجمعة “نظرا لواقع التوقيت، تدرك هذه الإدارة أن الإجراءات اللازمة لتنفيذ القانون يجب أن تقع ببساطة على عاتق الإدارة المقبلة”.
ووصفت جان بيير في بيان أرسلته إلى العديد من وسائل الإعلام الأميركية إعلان “تيك توك” الأخير بأنه “مناورة”.
وقالت “لا نرى أي سبب يدعو تيك توك أو أي شركة أخرى للتصرّف قبل أن تتولى إدارة ترمب منصبها الإثنين”.
وقالت شركة “تيك توك” إن هذه التصريحات “لم تقدم التوضيح والضمان اللازمين لمزودي خدمات الإنترنت الذين يُعتبرون أساسيين في الحفاظ على توفر تيك توك لـ 170 مليون أميركي”.
وأعلنت وزارة العدل الأميركية أن تنفيذ القانون الذي صوت عليه الكونغرس بغالبية كبيرة في أبريل (نيسان) 2024، والذي يجبر الشركة الأم الصينية بايت دانس على بيع تيك توك تحت طائلة الحظر، سيستغرق وقتا، ما أثار تساؤلات حول تأثيره على المدى القصير.
وينص القانون نظرياً على إلزام مزودي خدمات الإنترنت ومتاجر التطبيقات بحظر تنزيل التطبيق وتحديثاته اعتباراً من منتصف ليل السبت الأحد.
ويعرض القانون متاجر التطبيقات لغرامة تصل إلى 5 آلاف دولار عن كل مستخدم يمكنه الوصول للتطبيق، أي 850 مليار دولار عن 170 مليون مستخدم تؤكد شركة تيك توك استخدامهم لتطبيقها.
وينص القانون على إمكانية تعليق الرئيس الأميركي تنفيذ القرار لمدة 90 يوما إذا تمكن البيت الأبيض من إظهار تقدم نحو صفقة قابلة للتطبيق، لكن شركة بايت دانس، مالكة تيك توك، رفضت بشكل قاطع أي بيع.
ونظرياً، لن يكون تعليق تطبيق القانون ممكناً إلا إذا برزت عناصر ملموسة تؤكد أن عملية بيع نشاط التطبيق في الولايات المتحدة ستتم فعلا.
من جانبه، أصر ترمب على أن قرار تأييد الحظر يجب أن يُحترم، لكن “يجب أن يكون لديه الوقت” لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سينفذ الحكم.
وقال ترمب السبت، إنه سيدرس المسألة من كثب بمجرد تنصيبه الإثنين، وإنه “من المحتمل الإعلان عن تأخير لمدة 90 يوما”.
وأضاف خلال مقابلة مع شبكة “إن بي سي”، “إذا قررت، فربما يكون ذلك يوم الإثنين”.
وكان ترمب بحث في ملف تيك توك مع الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة.
وحاول ترمب خلال ولايته الأولى حظر تيك توك من دون تحقيق نتيجة.
وفي حين كان العديد من أعضاء الكونغرس يعبرون عن عداء تجاه التطبيق قبل عام، يبدو أن الأوضاع تتغير إذ يظهر إجماع سياسي في الأيام الأخيرة لصالح إبقائه متاحاً.
وقدمت شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “بيربلكسيتي ايه آي” Perplexity AI السبت عرضاً لمجموعة “بايت دانس” الصينية يفضي إلى اندماجها مع الفرع الأميركي لتطبيق تيك توك، حسبما قال مصدر مطلع على القضية لوكالة الصحافة الفرنسية، وذلك قبل ساعات قليلة من حظر المنصة المحتمل.
وينص المشروع الذي كشفت عنه في البداية قناة “سي ان بي سي” الأميركية، على إنشاء كيان جديد يجمع أصول “بيربلكسيتي ايه آي” وتيك توك، حسبما أوضح المصدر.
كما قدم فرانك ماكورت، المالك السابق لفريق لوس أنجلس دودجرز، عرضا لشراء نشاط تيك توك في الولايات المتحدة وقال إنه “مستعد للعمل مع الشركة والرئيس ترمب لإتمام الصفقة”. وقال المستثمر الكندي كيفن أوليري الذي شارك في هذا العرض، لشبكة فوكس نيوز إن بايت دانس عُرض عليها 20 مليار دولار مقابل عمليات تيك توك في الولايات المتحدة.
وكانت المحكمة العليا قد قضت في قرارها، بأن قانون حظر التطبيق لا ينتهك حقوق حرية التعبير وأن الحكومة الأميركية عبرت عن مخاوف أمنية وطنية مشروعة بشأن امتلاك شركة صينية للتطبيق.
وقال القضاة “لا شك بأن تيك توك يوفر لأكثر من 170 مليون أميركي منفذا مميزا وواسعا للتعبير، ووسيلة للمشاركة، ومصدرا للمجتمع (…) لكن الكونغرس قرر أن بيعه ضروري لمعالجة مخاوفه الأمنية الوطنية المدعومة جيدا في ما يتعلق بممارسات تيك توك في جمع البيانات وعلاقتها مع خصم أجنبي”.
ورغم قرار المحكمة، شكر الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، شو تشو، “الرئيس ترمب على التزامه العمل معنا لإيجاد حل يسمح لتطبيق تيك توك بأن يبقى متاحا في الولايات المتحدة”.وأضاف أن ترمب “يفهم منصتنا حقا”. ومن المقرر أن يحضر تشو حفل تنصيب ترمب الاثنين.
وعلى التطبيق، نشر العديد من صناع المحتوى الأميركيين في الساعات الأخيرة، مقاطع فيديو تجمع بين لحظاتهم المفضلة في السنوات الأخيرة ورسائل وداع تدعو الناس إلى متابعتهم على منصات أخرى، ساخرين من مخاوف أعضاء الكونغرس.
نقلاً عن : اندبندنت عربية