لم يعد بإمكان ملايين المستخدمين في الولايات المتحدة الوصول إلى مقاطع الفيديو على منصة تيك توك، بعد دخول حظر التطبيق حيز التنفيذ، حيث تم إزالة تطبيق الشركة مساء السبت من المتاجر الشهيرة مثل متجر أبل وجوجل. كما أبلغ الموقع الإلكتروني للمستخدمين بأن الخدمة لم تعد متاحة، وذلك قبل ساعات من سريان القانون.
تفاصيل إغلاق Tik Tok في أمريكا
في العاصمة واشنطن، كان المشرعون ومسؤولو الإدارة يعبرون عن قلقهم منذ فترة طويلة بشأن التطبيق، مشيرين إلى أنه يشكل تهديدًا للأمن القومي نظرًا لملكيته الصينية، حيث تعود ملكية تيك توك إلى شركة ByteDance التي تتخذ من بكين مقرًا لها، وهي نفس الشركة المالكة لتطبيقات مثل CapCut وLemon8، التي لم تكن متاحة أيضًا مساء السبت.
ينص القانون الفيدرالي على ضرورة قطع ByteDance علاقتها بتطبيق تيك توك بحلول يوم الأحد، أو مواجهة حظر على مستوى البلاد. وقد أقر الكونجرس هذا القانون في أبريل، بعد إدراجه في حزمة تقدر بـ 95 مليار دولار ذات أولوية، ووقعه الرئيس جو بايدن. لكن الشركة رفعت دعوى قضائية ضد القانون استنادًا إلى التعديل الأول للدستور الأمريكي.
وفيما دافعت إدارة بايدن عن القانون أمام المحكمة، أكدت أنها قلقة من جمع تيك توك كميات ضخمة من بيانات المستخدمين الأمريكيين، والتي قد تصل إلى الحكومة الصينية بالقوة. كما حذر المسؤولون من أن الخوارزمية التي تحدد المحتوى المعروض للمستخدمين قد تتعرض للتلاعب من قبل السلطات الصينية، مما قد يؤثر على المحتوى بطرق يصعب اكتشافها. ومع ذلك، لم تقدم الولايات المتحدة حتى الآن أدلة قاطعة على تسليم تيك توك بيانات المستخدمين إلى الصين أو التلاعب بالخوارزمية.
في يوم الجمعة، قررت المحكمة العليا بالإجماع أن خطر ارتباط تيك توك بالصين يشكل تهديدًا للأمن القومي، متفوقًا على المخاوف المتعلقة بحرية التعبير لمستخدمي التطبيق الذين يبلغ عددهم 170 مليونًا في الولايات المتحدة.
وفي ظل توقف الخدمة، انتقد البعض في الصين قرار الولايات المتحدة، متهمين إياها بقمع التطبيق. وكتب هو شي جين، رئيس التحرير السابق لصحيفة “جلوبال تايمز”، على منصة ويبو الصينية قائلًا: “إعلان تيك توك عن وقف خدماته في أمريكا يمثل اللحظة الأكثر قتامة في تطور الإنترنت”.
من جهة أخرى، قالت كل من السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير ونائبة المدعي العام ليزا موناكو، إن إدارة بايدن ستترك تنفيذ القانون للإدارة المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، نظرًا لأن تنصيبه سيتم في اليوم التالي لدخول الحظر حيز التنفيذ.
لكن تيك توك أكدت مساء الجمعة أنها ستضطر إلى التوقف عن العمل إذا لم تقدم الإدارة “بيانًا نهائيًا” للشركات مثل أبل وجوجل وأوراكل التي تقدم خدماتها في الولايات المتحدة. ورغم تصريحات البيت الأبيض، استمر الجدل حول مصير التطبيق حتى بدأت عملية حظر الخدمة.
بموجب القانون، يُحظر على متاجر التطبيقات تقديم تيك توك، وكذلك على خدمات استضافة الإنترنت توفير الخدمة للمستخدمين الأمريكيين. كما يفرض القانون غرامات تصل إلى 5000 دولار لكل مستخدم يستمر في الوصول إلى تيك توك، ما يعني أن الشركات التي تستمر في تقديم الخدمة قد تواجه عقوبات مالية ضخمة.
وبينما ينص القانون على أن تيك توك ليس ملزمًا بإغلاق منصتها، يظل الأمر غير واضح ما إذا كانت الشركة قد أغلقت الخدمة طواعية أو أن فقدان دعم الوصول من مزودي التكنولوجيا قد جعلها غير قادرة على الاستمرار. كما لم ترد الشركة على استفسارات حول خططها المستقبلية.
الجدير بالذكر أن القانون يتيح للرئيس الأمريكي تمديد الموعد النهائي لمدة 90 يومًا إذا كانت عملية بيع تيك توك جارية، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي مشترين محتملين. وكانت ByteDance قد أعلنت سابقًا أنها لن تبيع التطبيق.
وفي يوم السبت، قدمت شركة Perplexity AI الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي عرضًا إلى ByteDance لإنشاء كيان جديد يدمج Perplexity مع أعمال تيك توك في الولايات المتحدة، لكن لم يشمل العرض شراء خوارزمية ByteDance التي تحدد محتوى تيك توك.