حذر نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شياوشيانغ، من أن “حرباً تجارية عالمية لن تخلق أي فائزين”، وذلك بعد ساعات من تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وتهديدات بفرض عقوبات أميركية جديدة ضد بكين.

وقال دينغ في حديثه خلال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، “الصين ملتزمة بنظام تجاري عالمي يحقق المنفعة المتبادلة ويعمل على تقليص الرسوم الجمركية، بدلاً من زيادتها، مع شركائها التجاريين”.

وحذر نائب رئيس الوزراء الصيني من أن احتمال تقسيم الاقتصاد العالمي إلى كتل متنازعة سيكون له “عواقب لا يمكن تصورها”.

وقال، “سيكون من الصعب على البشرية معالجة التحديات المشتركة معاً. في أسوأ الأحوال، قد نعود إلى المواجهة. ستكون تلك حالاً لا يمكن لأي دولة أن تظل بمنأى عنها”.

ودعا إلى اتخاذ خطوات لتضييق الفجوات ومعارضة عقليات الألعاب الصفرية والحرب الباردة بصورة حازمة.

وقدم نائب رئيس الوزراء رسالة تصالحية تجاه الرئيس ترمب، مؤكداً أن الصين مستعدة للسعي وراء “التجارة المتوازنة” وترغب في “استيراد مزيد من المنتجات والخدمات ذات الجودة العالية”. ومن المعروف أن الصين تحقق فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة يتجاوز 100 مليار دولار، واتهمت من قبل الإدارة الأميركية بممارسات منافسة غير عادلة.

“لا يوجد فائزون في حرب تجارية”

وأضاف شيانغ في كلمته أمام الوفود الحاضرة، “العولمة ليست لعبة صفرية بمعنى ‘أنت تخسر، وأنا أفوز’، بل هي لعبة يمكن للجميع الفوز فيها معاً”.

وأوضح أن “الحمائية لا تؤدي إلى أي مكان… لا يوجد فائزون في حرب تجارية. نريد أن ندخل في مرحلة جديدة من العولمة تكون أكثر ديناميكية واستدامة، ولدينا القدرة على إيجاد عولمة تحقق المنفعة المتبادلة”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان الرئيس ترمب قد أصدر سلسلة من الأوامر التنفيذية بعد ساعات من تنصيبه، بما في ذلك تهديدات بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على كندا والمكسيك اعتباراً من الأول من فبراير (شباط) المقبل. ورغم أنه لم يعلن بعد عن فرض رسوم جمركية فورية على الصين، فقد جرى التلميح إلى تهديدات ضد ثاني أكبر اقتصاد في العالم إذا لم تصفِ الشركات الصينية حصصها في “تيك توك”. وكان ترمب وعد في حملته الانتخابية بفرض رسوم استيراد تصل إلى 60 في المئة على السلع الصينية التي تدخل أميركا.

ومن المقرر أن يخاطب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منتدى دافوس الاقتصادي العالمي من بعد، غداً الخميس، وأعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية والاتفاق العالمي لفرض ضريبة دنيا على الشركات متعددة الجنسيات التي جرى التوصل إليها من خلال منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

اقتصاد الصين يعاني “ألماً موقتاً”

في سياق منفصل، قال نائب رئيس الوزراء الصيني، إن الحزب الشيوعي الصيني سيقدم على مزيد من التيسير النقدي والمالي هذا العام، في محاولة لتحقيق معدل نمو سنوي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة خمسة في المئة، من خلال زيادة الصادرات والنفقات الاستهلاكية. وأضاف أن اقتصاد الصين يعاني “ألماً موقتاً” نتيجة جائحة كورونا، وأن البلاد لن “تتخذ تدابير مضادة للدورة الاقتصادية” في الوقت الراهن.

وقال نائب رئيس الوزراء الصيني، “سنكثف حزمة السياسات التدريجية لتعزيز قطاع العقارات وسوق الأسهم، واستعادة الثقة العامة. هذا العام، ستكثف الصين سياستها المالية التوسعية وسياسة النقد الميسرة، مع تعزيز الاستهلاك، وتسهيل الابتكار في الصناعة، وتطوير أسواق رأس المال”.

ويتوقع المحللون أن تكشف السلطات الصينية عن تدابير تحفيزية جديدة في وقت مبكر من مارس (آذار) المقبل، إضافة إلى ما يقارب 1.5 تريليون دولار من التسهيلات الائتمانية التي أعلن عنها العام الماضي.

نقلاً عن : اندبندنت عربية