ترتقب العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الخميس وصول وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في أول زيارة يقوم بها أكبر دبلوماسي سعودي إلى لبنان منذ 15 عاماً، في مسعى إلى الحصول على تعهد بالإصلاح، إذ تحاول الرياض تعزيز نفوذها في وقت يتضاءل فيه النفوذ الإيراني في البلاد.
وتعكس زيارة الوزير السعودي التحولات السياسية الهائلة في لبنان منذ الضربات القوية التي تلتقتها جماعة “حزب الله” المدعومة من إيران خلال العام الماضي، ومنذ أطاحت المعارضة المسلحة برئيس النظام السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
عون وسلام
ومن المتوقع أن يلتقي الأمير فيصل بالرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام، وتولى عون وسلام منصبيهما هذا الشهر، مما يمثل بداية لمرحلة جديدة في بلد غارق في أزمة مالية منذ عام 2019، ويواجه الآن فاتورة إعادة إعمار بمليارات الدولارات.
وكان الرئيس عون دعا أمام المجلس الدستوري برئاسة القاضي مشلب الذي زاره أمس الأربعاء في قصر بعبدا إلى “الترفع عن الصغائر كافة، كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل وإعادة الإعمار”، مضيفاً “بدأنا بإعادة الثقة بين الشعب والدولة وسنقوم تباعاً بمد جسور الثقة مع العالمين العربي والغربي”.
الرئيس عون امام المجلس الدستوري برئاسة القاضي مشلب: للترفع عن كافة الصغائر كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل وإعادة الاعمار pic.twitter.com/jHFSkTVrLQ
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) January 22, 2025
الإصلاح الحقيقي
في السياق قال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أول من أمس الثلاثاء إن السعودية تعتبر انتخاب رئيس لبناني بعد فراغ دام أكثر من عامين شيئاً إيجابياً للغاية، وأعرب عن أمله في تشكيل حكومة لبنانية جديدة “في المستقبل المنظور”، وأضاف “يتعين أن نرى عملاً حقيقياً وإصلاحاً حقيقياً، والتزاماً بلبنان يتطلع إلى المستقبل، وليس إلى الماضي، حتى نتمكن من زيادة مشاركتنا”.
ومضى يقول “أعتزم زيارة لبنان هذا الأسبوع، وأعتقد أن ما أسمعه هناك وما نراه سيفيد نهج المملكة بالمعلومات”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مساهمات سعودية
وأنفقت السعودية مليارات الدولارات في لبنان، فأودعت الأموال في البنك المركزي، وساعدت في إعادة بناء الجنوب بعد حرب “حزب الله” وإسرائيل في عام 2006.
وقال الصحافي اللبناني البارز نبيل بو منصف إن “لبنان عاد مرة أخرى لقائمة الأولويات السعودية، في إطار اهتمامها بسوريا المجاورة التي تلعب الرياض فيها دوراً قيادياً في التواصل مع الحكومة الجديدة”.
لكنه لا يتوقع أن “يقدم السعوديون ذاك الدعم غير المشروط الذي كان يتدفق إلى لبنان في السابق”، وأضاف بو منصف أن السعوديين “لكي يدعموا لبنان بمساعدات كبيرة من جديد، سينتظرون رئيس الحكومة المكلف سلام، وأية حكومة سيشكل، أي يجب أن تكون حكومة إصلاحية بالمعنى الحقيقي، وأن تكون مؤتمنة على المساعدات التي ستأتي، كي يرسلوا مساعدات”.
تطورات إيجابية
وأدت التطورات في الأشهر القليلة الماضية إلى ارتفاع سندات لبنان الدولية المتدهورة بشدة منذ عام 2020، مما أحيا الأمل في أن تشرع الحكومة الجديدة في إصلاحات طال انتظارها.
وقادت الطبقة السياسية في لبنان البلاد إلى كارثة اقتصادية في عام 2019، حين انهار النظام المالي تحت وطأة ديون الدولة الهائلة، مما أدى إلى حبس الودائع في النظام المصرفي وإفقار كثيرين من اللبنانيين.
وقال سلام في تصريحات للصحافيين أمس الأربعاء إنه ملتزم بتشكيل حكومة تلبي تطلعات الشعب اللبناني، وإنه يريدها أن تكون حكومة تعاف وإصلاح.
وغالباً يطول أمد محادثات تشكيل الحكومة في لبنان، نتيجة مقايضات الجماعات الطائفية على الحقائب الوزارية.
نقلاً عن : اندبندنت عربية