انتشار نموذج «ديب سيك»
على الرغم من أن إطلاق نموذج «ديب سيك» لم يحظَ بقدر كبير من الاهتمام بدايةً، نظرًا لتزامنه مع تنصيب ترمب، فإن روبوت الدردشة الصيني المعتمد على الذكاء الاصطناعي حقق انتشارًا واسعًا، ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابعة لشركة «آبل» في الولايات المتحدة، متفوقًا على «تشات جي بي تي» الذي طورته شركة «أوبن أيه آي».
تكاليف منخفضة وتحديات جديدة
ما زاد من حدة المفاجأة هو إعلان «ديب سيك» أنها طورت نسختها الأخيرة «آر1» بتكلفة ضئيلة مقارنة بالتكاليف العالية التي تتكبدها الشركات الكبرى في تطوير الذكاء الاصطناعي، خصوصًا عبر شرائح «نفيديا». هذه التطورات تطرح تساؤلات مهمة حول ما إذا كان يتعين على كبرى شركات التكنولوجيا مواصلة إنفاق مبالغ ضخمة على استثمارات الذكاء الاصطناعي، بينما يبدو أن الشركات الصينية قادرة على إنتاج نماذج مماثلة بتكاليف أقل بكثير.
ترمب سارع إلى التعليق، موضحًا أن إطلاق «ديب سيك» يجب أن يكون حافزًا لصناعات الولايات المتحدة للتركيز على المنافسة. ورغم ذلك، أشار إلى أن هذه الصدمة قد تكون إيجابية بالنسبة لشركات التكنولوجيا الأمريكية، حيث قد تدفعها لتقليل إنفاقها مع السعي للوصول إلى حلول مماثلة.
ردود فعل من قادة الصناعة
من جهة أخرى، أعرب الرئيس التنفيذي لـ«أوبن أيه آي»، سام ألتمان، عن أن ظهور منافس جديد يعد محفزًا، مشيدًا بنموذج «آر1» لإنجازاته مقابل التكلفة المنخفضة. تأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه الحكومة الأمريكية لحظر تطبيق «تيك توك» الصيني، مما يزيد من الضغط على الشركات الأمريكية.
عبر مستشار ترمب في مجال الذكاء الاصطناعي، ديفيد ساكس، عن قلقه من أن نجاح «ديب سيك» يبرر قرار البيت الأبيض بإلغاء أوامر تنفيذية سابقة كانت قد وضعت معايير للسلامة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
إلى جانب ذلك، اعتبر مارك أندريسن، المستثمر في مجال التكنولوجيا، أن «آر1» يمثل لحظة تاريخية في مجال الذكاء الاصطناعي، مشابهة لإطلاق الاتحاد السوفيتي لأول قمر صناعي في عام 1957.
في ما يتعلق بالاستثمارات، تخطط شركة مايكروسوفت لاستثمار 80 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي هذا العام، بينما أعلنت «ميتا» عن استثمارات بقيمة 60 مليار دولار. ومع ذلك، تراجعت أسهم «نفيديا» بنسبة 17% بعد هذه التطورات.
في ختام الأحداث، حذر وزير العلوم الأسترالي إيد هاسيك من مخاوف متعلقة بالخصوصية، داعيًا المستخدمين للتفكير مليًا قبل تحميل تطبيق «ديب سيك»، مشيرًا إلى ضرورة الإجابة عن عديد من الأسئلة المتعلقة ببيانات المستخدمين وإدارة الخصوصية.
نقلاً عن : الوطن السعودية