انطلقت، الأربعاء، احتفالات رأس السنة الصينية الجديدة، إذ يتوقع إجراء مليارات من الرحلات في الأيام المقبلة، مع بلوغ ذروة الهجرة السنوية التي تمتد 40 يوماً، وهي أكبر حركة بشرية سنوية في العالم.

وتأتي عطلة رأس السنة الجديدة، التي تمثل بداية “عام الثعبان” الخشبي في التقويم القمري الصيني الذي يتكون من 12 شهراً، وعادة ما تخصص ليلة رأس السنة التي صادفت، أول من أمس الثلاثاء، للتجمعات العائلية وعروض الألعاب النارية التقليدية.

ويعد عام 2025 للصينيين هو “عام ثعبان الخشب” وتتباين الصور النمطية لثعبان الخشب في الثقافة الآسيوية والثقافات الأخرى، إذ يعد رمزاً إما للخير أو الشر، لكن في الأبراج الصينية، يرتبط الثعبان بصفات منها الحكمة والسحر والأناقة والتحول، وتقول الأسطورة إن المولودين تحت هذا البرج يتمتعون بالحكمة العالية والحدس والسحر وبصيرتهم الثاقبة وذكائهم الاستثنائي، ويعد الثعبان الأكثر عناداً بين حيوانات الأبراج الـ12، ويعتقد أيضاً أنه غامض.

وبدأ عديد من الصينيين في السفر منذ 14 يناير (كانون الثاني) الجاري، وستصل ذروة الازدحام خلال عطلة نهاية الاحتفال، وفي المجمل، يتوقع إجراء 9 مليارات رحلة، معظمها بالسيارات، خلال فترة الازدحام التي تمتد على مدار 40 يوماً.

ثمانية أيام عطلة رسمية

وأصبحت الرحلات الآن أكثر راحة مما كانت عليه في السنوات الماضية، عندما كان المسافرون غالباً ما يزحفون داخل عربات القطارات لرحلات قد تستغرق أياماً، إذا كانوا محظوظين بما يكفي لشراء تذكرة، والتي تباع الآن بصورة رئيسة عبر الإنترنت.

وتعد العطلة تقليدياً وقتاً للتجمعات العائلية، إذ يستخدم أفراد المجتمع العامل المهاجر في الصين جميع إجازاتهم السنوية للزيارة التي توفر لهم، بالنسبة إلى الكثيرين، الفرصة الوحيدة لرؤية الوالدين والأطفال.

ودفع الازدهار المتزايد وتراجع العادات العائلية في الأعوام الأخيرة أولئك الذين لديهم القدرة على السفر إلى الخارج، إذ توجه معظمهم إلى جنوب شرقي آسيا، وإلى اليابان وكوريا الجنوبية، ومن المتوقع أن ترتفع الرحلات عبر الحدود بنسبة تقارب 10 في المئة، بما في ذلك السياح الأجانب الذين هم مستعدون لتحمل الزحام للاستمتاع بهذا العرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتمنح الحكومة الصينية ثمانية أيام عطلة رسمية من 28 يناير الجاري إلى الرابع من فبراير (شباط) المقبل، وبينما قضي تقريباً على عروض الألعاب النارية في عهد الرئيس شي جينبينغ، ولكن لا تزال الفعاليات التقليدية مثل أسواق المعابد المزينة بالألوان الحمراء تجذب الزوار بالملايين.

أرقام سفر غير مسبوقة

ووفقاً لوزارة النقل الصينية، من المتوقع إجراء أكثر من 510 ملايين رحلة بالقطار و90 مليون رحلة جوية خلال فترة السفر، ويشكل هذا زيادة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة، مدفوعة بالطلب المكبوت، إذ يعاود قطاع السفر في الصين الانتعاش بعد الجائحة. واستجابت السكك الحديد لهذا الطلب من خلال نشر قطارات سريعة إضافية، بينما أضافت شركات الطيران رحلات إلى الطرق الرئيسة.

ووفقاً لموقع “ترافيل أند توروورلد”، حددت الشركة الوطنية للسكك الحديد، يوم السبت 25 يناير الجاري، باعتباره ذروة السفر قبل العطلة، ومن خلال استخدام البيانات المتقدمة من مبيعات التذاكر وقوائم الانتظار، نظمت الشركة السعة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الركاب بكفاءة.

وعبر مشاهد من المحطات والمطارات في محاور النقل الكبرى مثل محطة بكين الغربية، لوحظ الآلاف من المسافرين يتنقلون عبر الأرصفة وصالات المغادرة المزدحمة، إذ كان كثير منهم يرتدون ملابس دافئة وأقنعة الوجه لحماية أنفسهم في الظروف المزدحمة. وفي مدينة نانتونغ بشرق الصين، جرت مشاهد مماثلة، إذ كان أفراد العائلات يجهزون للقاءاتهم السنوية، وهو تقليد راسخ في الثقافة الصينية.

نقلاً عن : اندبندنت عربية