خلال الإحاطة الإعلامية في البيت الأبيض أمس الجمعة وجه السؤال الافتتاحي أحد مقدمي برامج الـ”بودكاست” السياسية الذي شغل مقعد “وسائل الإعلام الجديدة”، في إطار سياسة تسمح لصانعي المحتوى بالتقدم بطلبات للحصول على أوراق اعتماد صحافية على أساس التناوب.
وقالت المتحدثة الجديدة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الأخير تلقى أكثر من عشرة آلاف طلب لشغل هذا المقعد، بعد الكشف عن سياسة جديدة تسمح لمنتجي الـ”بودكاست” (المدونات الصوتية) وصانعي المحتوى على “تيك توك” وغيرهم بالتقدم للحصول على أوراق اعتماد صحافية على أساس التناوب.
وأوردت في إحاطة صحافية “قد نضطر إلى جعل هذه الغرفة أكبر قليلاً”، قبل أن تأذن بالسؤال الأول لمقدم المدونة الصوتية “روثليس” الذي وصفته بأنه أحد الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة.
وسارع جون آشبروك، مقدم الـ”بودكاست” الذي شغل مقعداً في مقدمة غرفة الإحاطة الضيقة، إلى اتهام وسائل الإعلام التقليدية بملاحقة إدارة دونالد ترمب حول مسعاها لترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
وسأل آشبروك بنبرة جامدة “هل تعتقدين بأنهم منفصلون عن واقع الأميركيين الذين يطالبون باتخاذ إجراءات في شأن أزمة الحدود لدينا؟”.
وسارعت ليفيت إلى الرد “من المؤكد أن وسائل الإعلام منفصلة عن الواقع”.
وظلت المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض حكراً على وسائل الإعلام الرئيسة التي عانت خلال الأعوام الأخيرة تراجع ثقة الجمهور بها في حين اكتسب مقدمو البرامج الصوتية عدداً كبيراً من المتابعين.
وانتقد ترمب مراراً وسائل الإعلام التقليدية ووصفها بأنها “عدو الشعب”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال حملته الانتخابية عام 2024، تجنب ترمب بعض شبكات التلفزيون الكبرى، واختار بدلاً من ذلك التحدث إلى مقدمي البرامج الصوتية اليمينيين وشخصيات الإنترنت الذين بدا أنهم يروجون لشعاره السياسي “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”.
وتعهدت ليفيت (27 سنة) أصغر متحدثة باسم البيت الأبيض محاسبة الصحافيين على ما وصفته بنشر “أكاذيب” حول ترمب.
وقالت إن الطلبات المقدمة لشغل هذا المقعد تدفقت من جميع أنحاء البلاد، من دون أن توضح كيف سيتم الاختيار أو من سيكون شاغل المقعد التالي.
وخلال الأيام الأخيرة، أعرب أنصار ترمب البارزون، بمن فيهم كثير من المتهمين بترويج نظريات المؤامرة، عن اهتمامهم عبر الإنترنت بالتقدم بطلبات للحصول على أوراق اعتماد صحافية في البيت الأبيض.
ويواصل الأميركيون إبداء “ثقة منخفضة قياسية” بوسائل الإعلام، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة “غالوب” في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2024.
ويؤكد متخصصون في مجال الإعلام أن الأميركيين، خصوصاً الشباب، تحولوا من الصحف التقليدية وشبكات التلفزيون إلى استهلاك الأخبار التي مصدرها وسائل التواصل الاجتماعي والـ”بودكاست” والمدونات.
ويقول واحد من كل خمسة أميركيين، كثر من بينهم دون الـ30 سنة من العمر إنه يحصل بانتظام على الأخبار من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لدراسة أجراها “مركز بيو للأبحاث” في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وفي مواجهة هذه الدينامية المتغيرة، ينبغي ألا يعترض أحد على تشريع غرفة الإحاطة في البيت الأبيض على المنافذ غير التقليدية، كما كتب الإعلامي توم جونز لـ”معهد بوينتر” الإعلامي غير الربحي.
لكن جونز حذر من “منح هذه الأماكن الجديدة في البيت الأبيض لمن هم مجرد متملقين لترمب ولشعار ’لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى‘، ولمن يسمون أنفسهم وسيلة إعلامية لمجرد أنهم يحملون ميكروفوناً أو حاسوباً نقالاً”، وأضاف أنه “إذا كانت هذه هي الحال، فإن فكرة مقعد وسائل الإعلام الجديدة لن تكون منتجة. في النهاية، هذه مؤتمرات صحافية وليست تجمعات حماسية”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية