انتخب الديمقراطيون كين مارتن زعيماً جديداً لهم، أمس السبت، وهو سيكلف إعادة بناء حزب لا يزال يتعافى من هزيمة رئاسية ساحقة ويتساءل عن أفضل السبل لمعارضة دونالد ترمب.
وقال في بيان بعد انتخابه “الحزب الديمقراطي هو حزب العمال، وقد حان الوقت لنشمر عن سواعدنا وننتصر في كل مكان، وفي كل انتخابات. نحذر دونالد ترمب وحلفاءه من أصحاب المليارات: سنحاسبهم على سرقة العائلات العاملة، وسنتغلب عليهم في صناديق الاقتراع”.
في اجتماع عقد في فندق كبير قرب العاصمة الأميركية واشنطن، عملت قيادة الحزب على تفنيد هزيمتها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، واختيار من سيضع الاستراتيجية الجديدة للحزب.
في مواجهة خيبة الأمل، قال حاكم ولاية ماريلاند ويس مور في الجمعية العامة، الجمعة الماضي، إن “وظيفتنا لا تقتصر على تدبير أمورنا”.
وأكد هذا النجم الصاعد في الحزب الديمقراطي أن مهمة الحزب ستكون “عدم الاختباء حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
وقدمت رئيسة الحزب الديمقراطي في ولاية واشنطن شاستي كونراد ملاحظة مماثلة، وقالت لوكالة “الصحافة الفرنسية” “لا نستطيع الانتظار حتى الأشهر الأخيرة من الدورة الانتخابية التي تستمر أربعة أعوام”، معربة عن رغبتها في استمرار النشاط “طوال العام”.
ودعت المرشحة لمنصب نائب رئيس الحزب إلى إظهار “جرأة”، في وقت لم يعد عديد من الأميركيين “يثقون بقدرتهم على تحسين الأمور”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان من بين المرشحين الأوفر حظاً بن ويكلر وكين مارتن، رئيسا فرعي الحزب المحليين في ولايتي ويسكونسن ومينيسوتا المتجاورتين في منطقة البحيرات العظمى.
والمرشحان غير معروفين نسبياً لعامة الناس، وينبثقان من حركات تقدمية. وهما يؤكدان الحاجة إلى إعادة ربط الديمقراطيين بالطبقات العاملة ونقل المعركة الانتخابية إلى جميع الولايات الأميركية الـ50، حتى تلك التي ترتكز بقوة على اليمين.
وقال كين مارتن (51 سنة) في بيانه، “إذا أردنا أن نكون حزباً وطنياً، فيتعين علينا التنافس في كل مكان”.
وأكد بن ويكلر (43 سنة) الذي حصل على دعم عديد من زعماء الحزب مثل نانسي بيلوسي وتشاك شومر أن “روح الحزب الديمقراطي تتمثل في النضال من أجل العمال”.
وفي مواجهة ترمب الذي عاد إلى الاستفزازات والتجاوزات التي شهدتها ولايته الأولى، أصبحت المعارضة تدرك الآن أنها يجب أن تختار بصورة أفضل معاركها مع الرئيس الجمهوري.
رأت شاتسي كونراد أنه يجب “توخي الحذر” موضحة “علينا أن نكون قادرين على التمييز بين الخطاب الوهمي وما يشكل سياسات عنيفة”.
وهذا ينطبق خصوصاً على المشهد السياسي المستقطب.
وأوضحت أن البعض يرغب “في الاعتقاد بأن السياسة الحالية لا تزال كما كانت قبل 30 سنة، وأن إمكان التوصل إلى توافق بين الحزبين لا يزال قائماً”.
وشددت على أن ذلك لا ينطبق “على هذا الحزب الجمهوري تحديداً. فهو لا يهتم، ولا يهتم بالمعايير، ولا يهتم بالمؤسسات”.
عدت المسؤولة في الحزب الديمقراطي في ولاية كارولاينا الشمالية كاثرين جينز أنه يجب على الحزب السعي إلى “استعادة الناخب المتوسط” الذي كان على استعداد للتصويت لمرشحين يستخدمون “خطاباً ملؤه الكراهية” مع “الإبقاء على قيمنا الأساسية”.
وأوضحت أن الوتيرة المحمومة للإعلانات الصادمة التي تصدرها إدارة ترمب تشكل أيضاً تحدياً على حزبها أن يتعامل معه، بحيث أصبح عديد من أعضائه “مستنزفين” بعد الحملة الانتخابية الأخيرة.
وأشارت الناشطة (25 سنة) إلى أن الأمر “ليس لعبة شطرنج” بل “حرب عصابات تتخذ شكلاً سياسياً”.
وبحسب شاتسي كونراد فإن أحد مفاتيح التواصل الأكثر فاعلية للحزب يكمن في الوصول إلى أماكن جديدة، أي “الحضور في أماكن كانت في بعض الأحيان غير مريحة” بالنسبة إلى الديمقراطيين.
وقالت جينز، إنه عام 2024 “عرفنا في وقت متأخر جداً أننا في دائرة مغلقة ونعمل فقط على تعبئة قاعدتنا النشطة”، مشيرة إلى توجه الناخبين الشبان من الذكور لمصلحة اليمين المتطرف.
ورأت أنه للخروج مما وصفته بـ”الفقاعة”، يتعين على الحزب الديمقراطي نقل رسالته عبر “البودكاستات الرياضية، وألعاب الفيديو، ومحاولة التأكد من وصولنا إلى المساحات غير السياسية”.
نقلاً عن : اندبندنت عربية