كان الترقب يخيم بثقله على الأجواء داخل جدران نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، الساعي إلى عبور مرحلة المجموعة الموحدة في دوري أبطال أوروبا نحو دور الـ16 أو المرحلة الفاصلة المؤهلة له، لكن البطل الجديد للنادي الفرنسي عثمان ديمبيلي كان حاضراً في مواجهة مانشستر سيتي بطل إنجلترا، حين سجل هدفاً في الفوز بنتيجة (4 – 2) ليضمن اقتناص فريقه النقاط الثلاث، ثم حمل على عاتقه جلب النقاط الكاملة من آخر مباريات المرحلة حين سجل ثلاثة أهداف في شباك شتوتغارت الألماني ليقود فريقه للفوز بنتيجة (4 – 1)، مما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” إلى اختيار المهاجم الفرنسي الفتاك ضمن المرشحين لجائزة لاعب الجولة، وفتح أبواباً للتساؤل عن عودة ديمبيلي للمنافسة على أهم الألقاب الفردية في كرة القدم الأوروبية والعالمية بعد أعوام من المعاناة والسير في طرق شائكة.
في موسم (2016 – 2017) بزغ نجم الجناح الهجومي الفرنسي الدولي ديمبيلي مع فريق بوروسيا دورتموند الألماني ليصبح أحد الأسماء الأكثر جذباً لنخبة الأندية الأوروبية، حين انتقل الشاب البالغ من العمر 19 سنة آنذاك، من رين الفرنسي إلى دورتموند في الأول من يوليو (تموز) 2016 مقابل 35 مليون يورو (35.92 مليون دولار) ونجح في تسجيل 10 أهداف وتقديم 21 تمريرة حاسمة في 50 مباراة.
وسرعان ما انقض برشلونة الإسباني على تلك الموهبة الشابة التي أثارت انتباه كرة القدم الأوروبية وتعاقد النادي الكتالوني معه في الـ25 من أغسطس (آب) 2017 مقابل 135 مليون يورو (138.55 مليون دولار)، ليكون خير تعويض لرحيل النجم البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان في صفقة قياسية بلغت قيمتها 222 مليون يورو (227.84 مليون دولار)، لكن مسيرة ديمبيلي مع برشلونة كانت مزيجاً غير متكافئ من لحظات مميزة قليلة وفترات صعبة كثيرة.
وطوال خمسة أعوام في برشلونة، لعب الجناح الدولي الفرنسي 185 مباراة، سجل خلالها 40 هدفاً وصنع 43 تمريرة حاسمة، وكانت أعوامه الأولى صعبة جداً نظراً إلى الإصابات المتتالية والمتنوعة التي تعرض لها، وغيبته عن قرابة 141 مباراة، مما أبعده عن حلم التألق والمنافسة على مركز متقدم بين نجوم اللعبة.
لكن في موسميه الأخيرين مع برشلونة استعاد ديمبيلي بريقه تحت قيادة المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز، إذ شارك في 66 مباراة سجل خلالها 10 أهداف وقدم 22 تمريرة حاسمة، وبدا أنه استعاد بوصلة التألق وسيكون محور مشروع برشلونة المستقبلي، لكنه قرر فجأة الرحيل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، وتمت الصفقة في الـ12 من أغسطس 2023 مقابل 50 مليون يورو (51.32 مليون دولار).
وصل ديمبيلي إلى النادي الباريسي وسط محاولات تغيير مشروع الفريق الذي اعتمد على جمع أهم نجوم اللعبة مثل كيليان مبابي وليونيل ميسي ونيمار، وقد لجأت الإدارة العليا لتعيين المدير الفني الإسباني لويس إنريكي لبناء فريق شاب يمكنه المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا، الذي يعد الهدف الأكبر للنادي في الأعوام الأخيرة والقطعة الناقصة الوحيدة في دولاب بطولاته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء موسم ديمبيلي الأول في باريس سان جيرمان متذبذباً، إذ لعب 42 مباراة سجل خلالها ستة أهداف وقدم 13 تمريرة حاسمة، وكانت أفضل لحظاته حين سجل هدفين في شباك ناديه السابق برشلونة بواقع هدف في كل مباراة من مباراتي الذهاب والإياب من الدور ربع النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا، لكن ربما كان الحدث الأبرز هو إنهاء الموسم كاملاً بالغياب عن ثلاث مباريات فقط للإصابة.
وفي الموسم الحالي (2024 – 2025) الذي شهد تحول ديمبيلي إلى النجم الأول للفريق بعد رحيل كيليان مبابي إلى ريال مدريد الإسباني، وبفضل خوضه معظم المباريات انفجرت موهبة ديمبيلي، إذ سجل 19 هدفاً وقدم ست تمريرات حاسمة في 26 مباراة حتى الآن، ليكون قد شارك في 25 هدفاً في 26 مباراة بمعدل يقترب من هدف لكل مباراة.
ويتصدر ديمبيلي قائمة هدافي الدوري الفرنسي برصيد 14 هدفاً في 18 مباراة، وسجل أربعة أهداف في ست مباريات ببطولة دوري أبطال أوروبا وهدف فوز فريقه بكأس السوبر الفرنسية على حساب موناكو.
ولم يكن مشهد تسجيل ديمبيلي الثلاثية في شباك شتوتغارت الألماني قمة ما وصل إليه المهاجم الفتاك في الآونة الأخيرة، إذ تبع ذلك بثلاثية أخرى في مرمى بريست في الدوري الفرنسي، أول من أمس السبت.
وبفضل تحوله إلى ماكينة أهداف لا تتوقف أصبح ديمبيلي يتربع على عرش اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف في 2025 برصيد 11 هدفاً، متقدماً على الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز لاعب إنتر ميلان الإيطالي والفرنسي كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد الإسباني ولكل منهما ثمانية أهداف في العام الجديد.
نقلاً عن : اندبندنت عربية