سيول: جنود كوريا الشمالية لم يشاركوا بالقتال في كورسك منذ منتصف يناير

أفادت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية اليوم الثلاثاء بأن الجنود الكوريين الشماليين المتمركزين في منطقة كورسك الروسية لم يشاركوا في أي قتال منذ منتصف يناير (كانون الثاني) الجاري بعدما زعمت كييف انسحابهم من خط المواجهة لتكبدهم خسائر فادحة.

وقال جهاز الاستخبارات الوطني الكوري الجنوبي لوكالة الصحافة الفرنسية، “منذ منتصف يناير يبدو أن الجنود الكوريين الشماليين المنتشرين في منطقة كورسك في روسيا لم يشاركوا في أي قتال”. وأضاف أنه من المحتمل أن يكون ذلك مرتبطاً بسقوط عدد كبير من القتلى في صفوفهم.

المعادن مقابل المساعدات

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الإثنين أنه يريد التفاوض مع أوكرانيا على “اتفاق” تقدم فيه معادنها النادرة، وهي مواد أولية تستخدم على نطاق واسع في الإلكترونيات، “ضمانة” مقابل حصولها على مساعدات أميركية.

وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض إن أوكرانيا مستعدة لذلك، مضيفاً أنه يريد “تسوية” من أوكرانيا مقابل “ما يقرب من 300 مليار دولار” من الدعم المقدم من واشنطن.

وأضاف ترمب، “نقول لأوكرانيا إن لديها عناصر أرضية نادرة ثمينة جداً. نحن نتطلع إلى عقد صفقة مع أوكرانيا، حيث يمكنهم تغطية ما نقدمه لهم مقابل عناصر أرضية نادرة وأشياء أخرى”.

ولم يتضح بعد إذا كان ترمب يستخدم تعبير “العناصر الأرضية النادرة” للإشارة إلى جميع أنواع المعادن الحيوية أم فقط العناصر الأرضية النادرة.

وكان نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اقترح في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إبرام اتفاقات مع الدول الشريكة لأوكرانيا لاستغلال بعض المعادن الاستراتيجية. وقال، “نتطلع للتوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا يقدمون بموجبه معادن نادرة ومواد أخرى كضمانة مقابل ما نقدمه لهم”.

ضمانات

وسأل أحد الصحافيين، “هل تريد من أوكرانيا أن تعطي معادنها النادرة للولايات المتحدة؟”، فأجاب ترمب، “نعم، أريد ضمانات في شأن المعادن النادرة”.

وفي خطة سلام كشف عنها في أكتوبر الماضي اقترح زيلينسكي، من دون ذكر المعادن النادرة على وجه التحديد، “اتفاقاً خاصاً” مع شركاء بلاده يسمح بـ”الحماية المشتركة” و”الاستغلال الاستراتيجي المشترك لمواردها”.

وقدم على سبيل المثال “اليورانيوم والتيتانيوم والليثيوم والغرافيت وغيرها من الموارد الاستراتيجية ذات القيمة العالية”.

والعناصر الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 معدناً تستخدم في صناعة المغناطيس الذي يحول الطاقة إلى حركة للسيارات الكهربائية والهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. ولا توجد بدائل معروفة لهذه المعادن.

وتعتبر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن هناك 50 معدناً لها أهمية حيوية لاقتصاد البلاد ودفاعها الوطني، منها بعض من العناصر الأرضية النادرة والنيكل والليثيوم.

وتمتلك أوكرانيا مخزونات كبيرة من اليورانيوم والليثيوم والتيتانيوم على رغم من أن أياً منها لا يعد من بين أكبر خمسة مخزونات في العالم من حيث الحجم، كما أن الولايات المتحدة لديها احتياطياتها غير المستغلة من تلك المعادن وغيرها من المعادن المهمة.

والولايات المتحدة لديها منجم واحد فقط للعناصر الأرضية النادرة وقدرة معالجة ضئيلة جداً، على رغم من أن شركات كثيرة تعمل على تطوير مشروعات في البلاد. والصين هي أكبر منتج في العالم للعناصر الأرضية النادرة ولمعادن حيوية أخرى كثيرة.

شحنات الأسلحة الأميركية

قالت أربعة مصادر إن شحنات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا توقفت لفترة وجيزة في الأيام القليلة الماضية قبل استئنافها مطلع الأسبوع، إذ ناقشت إدارة ترمب سياستها تجاه كييف.

ووفقاً لاثنين من المصادر استؤنفت الشحنات بعدما تراجع البيت الأبيض عن تقييمه الأولي بوقف جميع المساعدات لأوكرانيا.

وقال أحد الأشخاص، وهو مسؤول أميركي، إن هناك أجنحة داخل الإدارة لها آراء مختلفة في شأن المدى الذي يجب أن تذهب إليه الولايات المتحدة في مواصلة دعم جهود كييف الحربية بالأسلحة من المخزونات الأميركية.

ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق.

ومن شأن وقف تدفق الأسلحة الأميركية أن يعوق قدرة كييف على القتال ويضعف موقفها في محادثات السلام. ومنذ تولي ترمب منصبه لم يعلن عن أية شحنات، ولكن يعتقد أن الشحنات التي أذن بها جو بايدن استمرت في التدفق، وستستمر لأشهر.

ومنذ بداية الصراع قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات، منها أنظمة مدفعية وذخيرة وصواريخ مضادة للدبابات.

وكان للمساعدات الأميركية تأثير كبير في الصراع، إذ استخدمت القوات الأوكرانية المعدات لإلحاق خسائر كبيرة بالقوات والمعدات الروسية.