تزامنًا مع فعاليات الدورة الـ21 من ملتقى قراءة النص، تم تكريم الأديب محمد عبدالرزاق القشعمي تقديرًا لإنجازاته الأدبية وجهوده في التوثيق والتدوين، وخصوصًا اهتمامه بتقييد الأدب الشفاهي وتدوينه في مؤلفات مقروءة. وقد أعرب القشعمي عن شكره لاختياره الشخصية المكرمة في ملتقى 2025 تحت عنوان «التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية». تحدث القشعمي عن بداياته في الكتابة والتأليف، وكذلك عن انطلاقته مع برنامج التاريخ الشفوي والتسجيل مع كبار السن. وأشار إلى أبرز الداعمين له والأندية الأدبية التي أسهمت في نشر كتبه. في ختام حديثه، ذكر أنه كان يعتزم التوقف عن الكتابة عند بلوغه الثمانين، لكنه استلهم من أمثلة مثل معالي الشيخ محمد العبودي وعابد خزندار، مما زاد من عزيمته على مواصلة المسيرة.

حضور الندوة

انطلقت ندوة التكريم تحت عنوان «محمد عبدالرزاق القشعمي – ذاكرة الثقافة وعرّاب التدوين»، بمشاركة محمد عبدالكريم السيف، وعدنان العوامي ومحمد صالح الهلال، وأدارها محمد عبدالرحمن الربيع، وسط حضور مميز من الأدباء والمثقفين، يتقدمهم فهد السماري، المستشار بالديوان الملكي، والوزيرين الدكتور عبدالعزيز خوجه وإياد مدني. وفي كلمته، أوضح رئيس مجلس إدارة «أدبي جدة» عبدالله عويقل السلمي أن النادي استقبل أكثر من 70 ورقة، ولكنه اعتذر عن عدم قبولها جميعًا نظرًا للوقت المحدود. وأكد أنه سيتم تضمين كافة البحوث في كتاب سيصدر بعد الملتقى. وأشار السلمي إلى أهمية القشعمي باعتباره شخصية لها تأثير كبير في الأدب والثقافة، مؤكدًا أن وجوده في المشهد الثقافي مستمر وله أثر واضح.

الجامع للموروث الشفاهي

شهد الحفل تنظيم ندوة عن الأديب القشعمي بعنوان «محمد عبدالرزاق القشعمي.. ذاكرة الثقافة وعرّاب التدوين»، حيث بدأ الدكتور محمد السيف الحديث بوصف القشعمي بـ«الجامع للموروث الشفاهي»، مشيرًا إلى وطنيته وحسه الوطني. وأعرب عن تقديره لجهود القشعمي في توثيق التراث الشفاهي. فيما تناول عدنان العوامي جهود القشعمي من خلال مسيرته التوثيقية، مشيرًا إلى علاقاته الواسعة في معارض الكتاب داخليًا وخارجيًا. وأشار إلى أن القشعمي كان له السبق في العديد من عناوين كتبه، مما يعكس إبداعه وتميزه في هذا المجال.

أما محمد الهلال، فقد استذكر بداية تعرفه بالقشعمي عبر إذاعة الرياض، وكتابته عن شخصيات معروفة مثل عبدالرحمن منيف، موضحًا أن كل مشاريعه الثقافية تبدأ من عند القشعمي، الذي أدهشه دائمًا باهتمامه بالمشاريع الثقافية.

حفظ التراث الوطني

كما أكد فهد السماري، أهمية الذاكرة الثقافية وما تحتويه من تحولات. وأشاد بعمل القشعمي في مجاله، معتبرًا إياه مثالًا للعمل الشفاهي، وأثنى على مكتبة الملك فهد الوطنية لدورها في حفظ التراث الوطني. في ختام الحفل، تم عرض فيلم وثائقي عن حياة القشعمي، وكُرّم أيضًا المستشار فهد السماري وراعي الحفل سعيد العنقري.

نقلاً عن : الوطن السعودية