قبل بضعة أعوام تعرض ليفربول للسخرية لاعتماده شعار “هذا يعني مزيداً”، لكن الآن في مباراة كانت تعني كثيراً لمنافسه توتنهام فاز ليفربول بصورة قاطعة ليلخص حقائق الناديين.

توتنهام الساعي إلى الحصول على أول كأس له منذ عام 2008 تخلى عن مبادئ “كرة أنج” في محاولة منه لحماية تقدمه في النتيجة من مباراة الذهاب لكنه فشل، بينما ليفربول الذي يضع المباراة ضمن أولويات أكبر بكثير حجز موعداً مع نيوكاسل في المباراة النهائية، بعدما سجل كودي غاكبو ومحمد صلاح ودومينيك سوبوساي وفيرجيل فان دايك أهداف الفوز.

لقد اكتسح ليفربول ضيفه توتنهام من دون الحاجة إلى ذلك، وقال مدرب “الريدز” آرني سلوت “يجب أن يكون الوصول إلى النهائي أمراً خاصاً دائماً، حتى بالنسبة إلى هذا النادي”، ومع ذلك فإن رد فعله المبدئي المكون من كلمة واحدة لخص الأمر إلى حد ما، حينما قال مبتسماً “ممتع”.

قد تأتي أول بطولة لسلوت في إنجلترا عبر كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة “كاراباو”، والآن أصبح لدى المدير الفني لتوتنهام أنج بوستيكوغلو، الرجل الذي كان مصراً على أنه يفوز دائماً ببطولة ما في موسمه الثاني طريق واحد مغلق في سعيه إلى المجد.

وإذا كان من المقرر إنقاذ موسم توتنهام فيجب أن يكون ذلك عبر الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي أو الدوري الأوروبي، وقال بوستيكوغلو بأسف “لقد أتيحت لنا فرصة عظيمة، ولكن لسوء الحظ لم نستغلها”. وبدأ مشجعو توتنهام الليلة الماضية في الغناء عن الذهاب إلى ملعب “ويمبلي” لكنهم سيتوجهون بدلاً من ذلك إلى محيط ملعب “كرافن كوتيدج” الأكثر حميمية بالنسبة إليهم في الـ16 من مارس (آذار) المقبل.

يظل توتنهام أحد الفرق الثلاثة الوحيدة التي تغلبت على فريق سلوت بفضل مباراة الذهاب، وتظل الإصابات عاملاً مخففاً لقسوة الهزيمة، لكن هذا كان من جانب واحد، فقد فاز ليفربول في مباراة الإياب بنتيجة (4 – 0) في ملعب “أنفيلد” من قبل – يمكن سؤال برشلونة – لكن هذه المرة كانت أقل أهمية لكنها على رغم ذلك كانت احترافية للغاية.

وقال سلوت “لقد أظهرنا هذه العقلية من الثانية الأولى إلى الأخيرة”، لقد افتقر توتنهام إلى مثل هذا الإيمان، وبحلول نصف الساعة الأخيرة كانوا متأخرين في مجموع المباراتين، وأصبحت خطتهم الأولية غير ضرورية، ولم يكن رد فعل توتنهام قوياً وزادت النتيجة سوءاً، وعلق المدرب بوستيكوغلو “كنا سلبيين للغاية”.

لا يتهم توتنهام تحت قيادة بوستيكوغلو عادة بالدفاع المفرط، وأصر مدربهم على أن هذه ليست تعليماتهم، وقال المدرب الأسترالي “كانت نيتنا أن نخرج ونلعب بالطريقة نفسها التي نلعب بها كل أسبوع”، ولكن ربما بعد الهزيمة الساحقة بنتيجة (3 – 6) في ديسمبر (كانون الأول) 2024 بدا الأمر وكأنه وقت نادر حين لعب توتنهام من أجل التعادل السلبي، ومن غير المبالغة أن نقول إنهم لم يحصلوا على ذلك، فقد واجهوا أسوأ ما في العالمين حين استقبلوا كثيراً من الأهداف، ونادراً ما أظهروا أي بادرة لتسجيل هدف، وفي النهاية كانوا ضعفاء للغاية، واعترف بوستيكوغلو قائلاً “لم نمنح أنفسنا فرصة حقيقية بالأداء، لم نتمكن من السيطرة على المباراة”.

وعلى رغم التحدي الذي أبداه الفريق في البداية فقد استسلم في النهاية، وقد تعاقد توتنهام مع كيفن دانسو في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية المنتهية ليشكل شراكة جديدة في مركز قلب الدفاع مع بن ديفيز.

وفي البداية كان أداء الفريق جيداً بفضل كثير من الحماية التي وفرها الدفاع، ومع ذلك كان الضغط يتزايد من المنافس حتى قبل أن يسجل غاكبو، إذ أُلغي هدف لسوبوسلاي بداعي التسلل، ثم أرسل صلاح عرضية بالوجه الخارجي لحذائه الأيسر، ومع تشتيت انتباه توتنهام ربما بسبب محاولة داروين نونيز تنفيذ ركلة خلفية، وصلت الكرة إلى غاكبو عند القائم البعيد ليسجل الهولندي الآن في آخر سبع مباريات له على ملعب “أنفيلد”، ويمكن أن يخفي أداء صلاح مدى غزارة أهدافه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان غاكبو اللاعب الأكثر تميزاً في المباراة، وقال عنه سلوت “يعيش كودي موسماً خاصاً، لكنه لا يسقط من السماء”، لكن عندما ارتقى غاكبو إلى الأعلى كان على بعد بوصات تسجيل من الهدف الثاني، حين ضرب القائم من زاوية حادة، وكان أنتونين كينسكي جيداً في لمس الكرة.

وبالنسبة إلى حارس المرمى التشيكي كان أول لقاء مع ليفربول بمثابة حلم، إذ خرج منه بشباك نظيفة وفوز بعد أيام قليلة من توقيعه للنادي، لكن مباراة الإياب لم تكن أقل متعة، إذ تصدى كينسكي بشكل جيد لتسديدة صلاح عندما أبعد تسديدة مرت فوق العارضة، ومع ذلك كان مذنباً عندما تسبب في ركلة جزاء.

لقد أغرى صلاح حارس المرمى للخروج من مرماه بتمريرة مميزة وسمح لنونيز بالحصول على اللمسة الأولى، ونفذ صلاح ركلة الجزاء بتسديدة قوية في سقف المرمى محرزاً الهدف السابع في مباراتين ضد توتنهام.

وسرعان ما هدد رايان غرافينبيرش مرمى توتنهام عندما قلد غاكبو من خلال ضرب الكرة في القائم بعد تعاون ذكي مع أليكسيس ماك أليستر، الذي كان على مقاعد البدلاء، ثم تبع ذلك تمريرة ذكية من كونور برادلي إلى سوبوسلاي الذي وضع الكرة في مرمى الحارس كينسكي، ثم أفلت فان دايك، صاحب هدف الفوز في نهائي العام الماضي، من مراقبة ديفيز ليحول برأسه كرة الركلة الركنية من ماك أليستر إلى داخل المرمى.

لقد بدأت ليلة فان دايك بإمساك ريتشارليسون بمرفقه ولم يُتخذ أي إجراء تجاهه، وربما اعتبر ليفربول أن الأمر عدالة شعرية، بعدما أحرز لوكاس بيرغفال هدف الفوز في مباراة الذهاب بينما كانوا يعتقدون أنه يستحق الطرد، وأدى التمثيل المبالغ فيه من ريتشارليسون إلى تلقيه القليل من التعاطف من الغالبية عندما خرج مصاباً قبل نهاية الشوط الأول، وقد أدى هذا الخروج المفاجئ بعد الإصابة في ربلة الساق إلى ظهور ماتيس تيل للمرة الأولى مع استبعاد المهاجمين الآخرين من قائمة المباراة، مما زاد من أهمية تعاقد توتنهام مع المراهق من بايرن ميونيخ الألماني.

لكن في ظل تراجع تيل افتقر الفريق إلى القدرة على التهديد، وجاءت تسديدتهم الأولى بعد 41 دقيقة من طريق ديان كولوسيفسكي، لكنها كانت تسديدة بعيدة من المرمى ومجنونة، ثم سدد سون هيونغ مين الكرة في العارضة.

وبينما كان توتنهام متأخراً بثلاثة أهداف ولم يتمكن من تهديد مرمى منافسه ولو بتسديدة واحدة على المرمى لم يكن بإمكانه ملاحظة غياب الحارس الأول لـ”الريدز” أليسون بيكر، الذي غاب عن نهائي البطولة في 2022 و2024 وفاز ليفربول باللقب في المرتين، وهو ما يمكن لتوتنهام أن يحسد ليفربول عليه.

نقلاً عن : اندبندنت عربية