ظل نشاط الدماغ في اللحظات الأخيرة قبل الوفاة أحد الألغاز التي حيرت العلماء على مدار قرون، وما زال يحمل العديد من التساؤلات الغامضة، إلا أن التقدم العلمي الحديث أتاح للباحثين فرصة استثنائية لفهم ما يحدث داخل الدماغ خلال تلك الثواني الحاسمة، في تجربة علمية غير مسبوقة تمكن فريق من علماء الأعصاب من تسجيل أول نشاط دماغي لشخص أثناء احتضاره، وهو إنجاز أثار دهشة العلماء وأعاد طرح تساؤلات حول طبيعة الوعي والإدراك في اللحظات الأخيرة من الحياة، فكيف تمت هذه التجربة؟ وما الذي كشفه هذا التسجيل الفريد؟

تسجيل أول نشاط دماغي لشخص خلال لحظاته الأخيرة

نجح فريق من العلماء في تنفيذ تجربة فريدة لمراقبة نشاط الدماغ في اللحظات الأخيرة قبل الوفاة، وذلك باستخدام جهاز متطور يتم تثبيته على رأس المريض، وكشفت نتائج التجربة أن بعض الأشخاص الذين مروا بهذه الحالة أبلغوا عن شعورهم بومضات سريعة وكأنهم يسترجعون ذكريات حياتهم، وهو ما أوردته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

ومن بين الحالات التي تمت دراستها، كان هناك رجل يبلغ من العمر 80 عامًا كان يخضع للعلاج من الصرع، لكنه تعرض لسكتة قلبية مفاجئة أثناء العملية، وبفضل الأجهزة المتصلة برأسه، تمكن الباحثون من تسجيل النشاط الدماغي لديه خلال الثواني الأخيرة قبل وفاته، ما ساعد في تقديم بيانات علمية غير مسبوقة حول العمليات العقلية التي تحدث عند اقتراب الموت.

ماذا رأى العلماء قبل ثوان من الموت؟

تمكن العلماء من تسجيل أكثر من 800 ثانية من النشاط الدماغي في اللحظات القريبة من الوفاة، ما أتاح لهم فرصة تحليل ما يحدث خلال 30 ثانية قبل توقف قلب المريض عن النبض، وكذلك بعد توقفه.

وكشفت البيانات أن المناطق المسؤولة عن الذكريات واسترجاع الأحداث في الدماغ ظلت نشطة حتى بعد توقف القلب عن العمل، مما يشير إلى احتمال استمرار الدماغ في أداء بعض وظائفه لفترة قصيرة بعد الوفاة، وهو اكتشاف قد يغير نظرة العلماء إلى عملية الموت وما يحدث خلالها على المستوى العصبي.