في ظل الصعوبة رأى روبن دياس فرصة للجمال، وفي مباراة ساحرة، قبل بيب غوارديولا بسهولة فكرة خروج مانشستر سيتي ورأى أنه يستحق ذلك.
كانت المباريات السابقة بين مانشستر سيتي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني في ربع النهائي أو نصف النهائي، وفي كل من المواسم الثلاثة الماضية، فاز المنتصر منهما بدوري أبطال أوروبا، والآن يتجدد اللقاء بينهما في مباراة فاصلة، حيث لم يعتد سيتي على مواجهة ريال مدريد في مرحلة تضم أيضاً كلوب بروج وبريست.
يدرك سيتي الذي كان على بعد 45 دقيقة من الإقصاء من مرحلة المجموعة الموحدة (الدور الأول) أن البديل كان أسوأ، وقال مدربه غوارديولا، “عندما تنهي المرحلة في المركز الـ22 لا يمكنك طلب أي معروف”. وبالفعل لم يحصل مانشستر سيتي على أي شيء جيد من القرعة، حيث كان بديل ريال مدريد هو بايرن ميونيخ الألماني، ذلك لم يكن أي شيء ممكناً، وقال لاعب مانشستر سيتي روبن دياس، “دائماً ما أؤمن بما يحدث في كرة القدم، وعادة ما تستحق ما تحصل عليه ونحن لم نكن نستحق ذلك (التأهل)”.
بخاصة أن انتصاراتهم الوحيدة في دوري أبطال أوروبا هذا العام جاءت ضد أندية من سلوفاكيا وجمهورية التشيك وبلجيكا، وبالنسبة للمدافع دياس، الذي أنتجت مواسمه الأربع السابقة في مانشستر أربعة ألقاب في الدوري والوصول لنهائيين في دوري أبطال أوروبا وتحقيق ثلاثية تاريخية، كان هناك بعض التقليل من شأن ما مر به فريقه، حيث وصفه بأنه، “ربما يكون الموسم الأكثر صعوبة حتى الآن”.
خسر مانشستر سيتي 11 مباراة في ثلاثة أشهر ونصف، ومع ذلك يعتقد البرتغالي أنهم قادرون على الفوز بدوري أبطال أوروبا، وقال، “أنا مؤمن تماماً أنه حتى في السيناريو الأكثر صعوبة، والبداية الأكثر صعوبة، لا يزال بإمكانك تحقيق شيء جميل في النهاية، والآن، ما زلنا في هذا الموقف”.
وبالنظر إلى الطريقة التي لعب بها مانشستر سيتي منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فإن هذا يتطلب من غوارديولا تعطيل نظريته عن عدم التصديق.
لقد وصف غوارديولا فريقه لسنوات بأنه “آلة لا تصدق”، ولكن ليس الآن، فهو غير متأكد مما سيظهره فريقه، وقال، “الآن الأمر أشبه بعدم معرفتي بما سيحدث، هناك الكثير من الصعود والهبوط في المستوى”.
في الحقيقة، كان هناك هبوط أكثر من الصعود، لكن دياس يرى في زملائه نماذج للاعبين الفائزين مع أدلة مثبتة على ذلك، وقال، “أعتقد أن الأمر يتعلق بالإيمان بما لدينا في غرفة الملابس. لدينا الكثير من الأسلحة، نحتاج فقط إلى استخدامها بالطريقة الصحيحة”.
وبالنظر إلى هذه الأسلحة فقد تم إطلاق النار من قبل: تسع منها في مرمى ريال مدريد في آخر ثلاث زيارات له إلى ملعب “الاتحاد” وحده. لكن أكبر سلاح لمانشستر سيتي هو مهاجمه إيرلينغ هالاند الذي لم يسجل أي هدف ضد ريال مدريد، بينما أضاف بطل أوروبا 15 مرة إلى مدفعيته القناص كيليان مبابي الذي هو أسرع من قذيفة المدفع.
مبابي الذي كان مراهقاً في 2017 كان عنصراً فعالاً في إقصاء فريق آخر من فرق سيتي القديمة عندما تقدم فريقه السابق موناكو، لكن الفرنسي لم يسجل سوى هدف واحد في ثلاث مباريات مع باريس سان جيرمان ضد مانشستر سيتي.
ليس من طبيعة دياس أن يبدو قلقاً حيث قال، “لقد لعبنا ضده عدة مرات من قبل وحتى في ذلك الوقت لم يكن مبابي هو التهديد الرئيس فقط، كان نيمار في مرحلة ما، ثم ليونيل ميسي أيضاً”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والآن قد لا يكون مبابي هو التهديد الرئيس من ريال مدريد، فهناك بعد إضافي لعودة ريال مدريد إلى ملعب “الاتحاد” بعد أن تفوق رودري على فينيسيوس جونيور في الفوز بجائزة الكرة الذهبية، وقاطع النادي الإسباني الحفل احتجاجاً، لكن رودري غائب الآن، وبدلاً من الذهاب إلى ليتون أورينت لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، زار نيو أورلينز لحضور مباراة “سوبر بول”.
في غضون ذلك، كانت الورقة الرابحة لمانشستر سيتي ضد فينيسيوس تأتي في شكل كايل ووكر، الذي واجه البرازيلي في سلسلة من الركض السريع، لكن الآن أصبح ووكر في ميلان الإيطالي، لذلك قد يفتقد سيتي أحد أركان دفاعه، وأضاف دياس، “من الواضح أنه كان شخصية كبيرة، بخاصة عندما يتعلق الأمر بأوقات مثل هذه، كان دائماً من يظهر ويظهر وجهه ويكون حاضراً من أجل الفريق، لذا فقد حان الوقت الآن للاعب آخر ليتقدم”. قد يكون مانويل أكانجي هو المرشح الأكثر ترجيحاً بعد أن عانى ماتيوس نونيس من وقت مؤلم في الظهير الأيمن ضد لاعب باريس سان جيرمان برادلي باركولا.
وانضم إلى مبابي وفينيسيوس، الجناح البرازيلي الآخر ودريغو، الرجل الذي حرمت ثنائيته المتأخرة سيتي من مكان في نهائي نسخة 2022، وجود بيلينغهام، الذي كان أيضاً على منصة الكرة الذهبية، وقال غوارديولا، “أعتقد أنه من المستحيل السيطرة على هؤلاء اللاعبين الأربعة لمدة 90 دقيقة أو 180 دقيقة أو 200 دقيقة – الأمر يعتمد على الوقت الإضافي”. بخاصة بالنظر إلى سجل مانشستر سيتي الدفاعي، حيث استقبل 12 هدفاً في آخر خمس مباريات في دوري أبطال أوروبا و41 هدفاً في 22 مباراة في جميع المسابقات.
لذا يبدو الأمر وكأن ميزان القوة بين الناديين تحول بشكل كبير في اتجاه مدريد، ففي آخر ثلاث مباريات، كانت نقطة خلافية حول من هو المرشح للفوز، والآن لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن مانشستر سيتي هو الأضعف.
ومع ذلك، استشهد غوارديولا بسجله الأخير، وقال متأملاً ثماني مباريات، آخرها انتهت بهزيمة بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1، “حققنا نتائج جيدة ونتائج سيئة. لقد فزنا بأربع مباريات وتعادلنا في ثلاث وخسرنا واحدة، ولكن في النهاية، يتعين علينا التأهل”.
وهو ما حدث منذ عام 2020، حيث فعلوا ذلك مرتين على حساب ريال مدريد، وأضاف غوارديولا، “ليس من الطبيعي أن نلعب ضد نفس المنافسين طوال الوقت”. وقد التقى سيتي وريال مدريد كثيراً لدرجة أن كارلو أنشيلوتي قال، “يبدو الأمر وكأنه كلاسيكو”. ومع ذلك، فهذا يعني اجتماع القوى العظمى، وبينما بدأ هذان الفريقان الموسم باعتبارهما المرشحين للفوز بالمسابقة، فإن أحدهما فقط سيكون في دور الـ16.
وقال غوارديولا، “هذا العام سقطنا أكثر من المعتاد. لقد عانينا كثيراً”. ويظل ريال مدريد هو ريال مدريد، وعندما خسروا بنتيجة (0 – 4) في ملعب “الاتحاد” في مايو (أيار) 2023، كان هناك إغراء للتساؤل عما إذا كانت هذه نهاية حقبة بالنسبة لهم، لكن بدلاً من ذلك، فازوا بدوري أبطال أوروبا في العام التالي، والآن لدى ريال مدريد الفرصة للتأكد من أن هذه هي النهاية لفريق سيتي الحالي.
نقلاً عن : اندبندنت عربية