تدقق الحكومة السورية الجديدة في إمبراطوريات الشركات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والمملوكة لحلفاء الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأجروا محادثات مع بعض هؤلاء الأثرياء في ما يقولون إنها حملة لاستئصال الفساد والنشاط غير القانوني.
وبعد توليها السلطة في ديسمبر (كانون الأول) 2024، تعهدت “هيئة تحرير الشام” التي تدير سوريا حالياً إعادة إعمار البلاد بعد حرب أهلية وحشية استمرت 13 عاماً، وكذلك بإنهاء النظام الاقتصادي شديد المركزية والفاسد الذي هيمن عليه أتباع الأسد.

لجنة لملاحقة رجال الأعمال المرتبطين الأسد

ولتحقيق هذه الأهداف، شكلت السلطة التنفيذية بقيادة الرئيس الجديد أحمد الشرع لجنة مكلفة بتحليل المصالح التجارية المتشعبة لكبار رجال الأعمال المرتبطين بالأسد مثل سامر فوز ومحمد حمشو، بحسب ما ذكرت ثلاثة مصادر لوكالة “رويترز”.
ووفقاً لمراسلات اطلعت عليها “رويترز” بين “مصرف سوريا المركزي” والبنوك التجارية، فإن الإدارة الجديدة أصدرت أوامر بعد أيام من السيطرة على دمشق تهدف إلى تجميد الأصول والحسابات المصرفية للشركات والأفراد المرتبطين بالأسد، وشملت في وقت لاحق على وجه التحديد أولئك المدرجين على قوائم العقوبات الأميركية.

تقديم أوراق اعتماد للحكم الجديد

وذكر مسؤول حكومي ومصدران سوريان مطلعان على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن حمشو وفوز عادا لسوريا من الخارج والتقيا بشخصيات بارزة في “هيئة تحرير الشام” في دمشق في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على حمشو وفوز منذ عامي 2011 و2019 على الترتيب.
وأوضحت المصادر الثلاثة أن الرجلين، اللذين يثيران استهجان عدد من السوريين العاديين بسبب علاقاتهما الوثيقة مع الأسد، تعهدا التعاون مع جهود تقصي الحقائق التي تبذلها القيادة الجديدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التربح من الحرب

وتتهم وزارة الخزانة الأميركية “مجموعة أمان القابضة” التي يملكها فوز بالتربح من الحرب في سوريا، وتتنوع أعمالها بين صناعة الأدوية وتكرير السكر والتجارة والنقل.
وبالمثل فإن مصالح حمشو التي تندرج تحت “مجموعة حمشو الدولية” واسعة النطاق، وتتراوح بين البتروكيماويات والمنتجات المعدنية إلى الإنتاج التلفزيوني.
ولم يستجب حمشو، الذي اتهمته وزارة الخزانة الأميركية بأنه واجهة لبشار الأسد وشقيقه ماهر، لطلب من “رويترز” للتعليق، ولم يتسن الوصول إلى فوز للتعقيب.
ولم يسبق إعلان إنشاء اللجنة، التي لا يعرف أعضاؤها، أو عن المحادثات بين الحكومة السورية الجديدة واثنين من رجال الأعمال اللذين ربطتهما صلات وثيقة بنظام الأسد ويسيطران على قطاعات كبيرة من الاقتصاد السوري.

تحديد مصير الاقتصاد السوري

ويقول محللون ورجال أعمال سوريون إن النهج الذي ستتبعه الحكومة السورية الجديدة تجاه الشركات القوية المرتبطة بالأسد، الذي لم يتضح بالكامل بعد، سيكون أساسياً في تحديد مصير الاقتصاد، في وقت تكافح فيه الإدارة لإقناع واشنطن وحلفائها برفع العقوبات.
وأكد وزير التجارة السوري ماهر خليل الحسن ورئيس هيئة الاستثمار السورية أيمن حموية لـ”رويترز” أن الحكومة على اتصال ببعض رجال الأعمال المرتبطين بالأسد، من دون تحديدهم أو الخوض في تفاصيل.
وأكد خلدون الزعبي الذي تعاون مع سامر فوز لفترة طويلة أن شريكه أجرى محادثات مع السلطات السورية الجديدة، لكنه لم يؤكد معلومة زيارته للبلاد.
وقال الزعبي من بهو فندق “فور سيزونز” في وسط دمشق، الذي تملك مجموعة فوز حصة غالبية فيه، “أبلغهم فوز أنه مستعد للتعاون مع الإدارة الجديدة وتقديم كل الدعم للشعب السوري والدولة الجديدة، وهو مستعد للقيام بأي شيء يطلب منه”.
وقال المصدران السوريان إن فوز الذي يحمل الجنسية التركية غادر دمشق بعد المحادثات، ولم يتسن لـ”رويترز” التأكد من مكان حمشو.

نقلاً عن : اندبندنت عربية