تتردد الآلاف من النساء على محاكم الأسرة، كلٌ منهن تحمل قصة عاشتها جعلتها لا تطيق رفقة زوجها، وبالرغم من اختلاف جميع الأسباب، تجلس الزوجات في جنباتها يروين تفاصيل قصصهن، التي يعشنها بكل حسرة في بيوت أزواجهن، وكانت معظم هذه القصص تتسم بالقهر، فمن بينهن جاءت دلال، صاحبة الـ48 عامًا، بسبب زفاف ابنتها الصغرى، وفقًا لروايتها، لتطلب الخلع والخلاص من زوجها بعد أن أجلت هذه الخطوة لمدة 30 عامًا؛ فما التفاصيل؟

الخلع بسبب زفاف ابنتها

كانت دلال في عمر الـ17 عندما طرق زوجها باب منزلها طالبًا القرب من والدها، بعد أن رآها أكثر من مرة خلال ترددها على بيت خالتها وأُعجب بها، ولم تقلق في البداية، إذ توقعت رفض والدها بسبب سنها الصغيرة؛ لكن والدتها تصدرت المشهد حينها وأجبرت والدها على الموافقة، لتخرج دلال من المنزل باكرًا وتتفرغ لرعاية شقيقاتها الخمس، وتبدأ معاناتها الحقيقية، وفقًا لحديثها مع «الوطن».

في بداية تعارفهما، اكتشفت دلال أن زوجها بخيل للغاية، لكنها كانت تعتقد أنه غير ميسور الحال، ولم يكن بيدها خيار الرفض. وبعد الانتقال للعيش معه، جعلها تكره حياتها خلال أيام قليلة، وتشاجر معها بعد الزواج، لكن دهشتها لم تكن في الشجار بل في سببه، الذي جعلها تتوقع حياتها القادمة دون أن تعيشها؛ «من تاني يوم قالي إحنا اتنين بس الأكل بيروح فين؟ ومع مرور المواقف، اتسببلي في أزمة نفسية من كتر بخله»، على حد حديثها عن بداية الخلافات بينهما منذ 30 عامًا.

لم يكن البخل السبب الوحيد في عدم حب دلال لزوجها، فبالرغم من شدة حبه لها، على حد وصفها؛ لم يقوَ أي شيء في الحياة على تغيير طباعه، التي جعلت المنزل جحيمًا لا يطاق، لكنها أنجبت ثلاثة أولاد وبنتين، وأكملت حياتها تأخذ نصيبها من بخل وعنف، ومنذ إنجابهما طفلهما الأول، تفاجأت بأنه لا يود الإنفاق على المنزل عدا الطعام الأساسي ويحاسبها عليه، وأي شيء يحتاجه الطفل كان يُعدّ رفاهية، وفقًا لروايتها.

الزوج محتال ومراوغ

بصوت تملكه الحزن من كثرة بكائها على حالها، روت الزوجة تفاصيل حياتها الحزينة، التي قصتها وهي تحاول الحفاظ على أسرتها من أجل بناتها. قالت: «مكنش هاممني أسيب الولاد، بس كان مين هيربي بناتي؟ أهلي اللي جوزوني له من 30 سنة؟ عشت في قهرة وحسرة ومبطلعش كلمة من بيتي برة، وهو قرر إنه يرد ليا الجميل إني صونته»، إذ بدأ يفتعل مشكلات معها، ويصدر صورة سيئة عنها أمام أولادهم منذ طفولتهم، مدعيًا أنها تحرمهم من كل شيء، بينما يتظاهر بأنه مثالي.

تزوج أبناؤها الأربعة، وتحملت حتى تطمئن على ابنتها الصغرى. لكن صبرها نفد، إذ استيقظت منذ 7 أشهر على صوت شجار ابنتها معها، وهي تتهمها بأنها تحرض والدها على عدم تجهيزها، وأنها أخذت الأموال ولا تريد ردها لها، وفقًا لرواية والدها. كادت دلال تفقد عقلها في تلك اللحظة، وحلّ عليها الذهول من الكلمات التي تسمعها من ابنتها، التي لم تُعطِها فرصة لتبرير موقفها أو تكذيب والدها، طالبة منها مغادرة المنزل، ولم يرد زوجها بكلمة.

شعرت دلال حينها أنها في ورطة كبيرة، وتركت المنزل بناءً على رغبة ابنتها وزوجها. وبعد معرفة أبنائها، بدأوا في معاتبة شقيقاتهم ووالدهم، لكن دلال لم توافق على حل الخلاف، وقررت الطلاق. وبرفض الزوج وأولادها، توجهت لمحكمة الأسرة في الكيت كات، وأقامت دعوى خلع حملت رقم 5323، لأنها كانت متأكدة من أنه لن يوافق على دفع قرشٍ واحدٍ لها.



نقلاً عن : الوطن