يعد الحديد عنصرًا غذائيًا مهمًا لنمو الأطفال وتطورهم، ومع ذلك يظل نقص الحديد مصدر قلق عالمي، حيث يؤثر على ملايين الأطفال الصغار، وأحيانًا حتى دون التسبب في فقر الدم، هذه الحالة، المعروفة باسم نقص الحديد دون فقر الدم، هي مشكلة صحية يمكن أن تؤثر بهدوء على النمو البدني والإدراكي للطفل.


لماذا الحديد ضروري لنمو الأطفال؟


وفقا لموقع ” OnlyMyHealth “، يلعب الحديد دورًا محوريًا في العديد من العمليات التنموية التي تعد ضرورية خلال مرحلة الطفولة المبكرة، أهمية الحديد في نمو الأطفال:


قد يعيق نقص الحديد قدرة طفلك على العمل بشكل فعال، ويعد انخفاض مخزون الحديد في السنوات الأولى من الحياة مصدر قلق شائع، حيث يؤثر على نموه وتطوره بشكل كبير.


أثناء النمو، يحتاج الأطفال إلى الحديد لتغذية العمليات مثل:


النمو البدني: يعتبر الحديد ضروريًا لنمو العضلات والعظام.


المناعة: يدعم الحديد نظام المناعة الصحي، مما يساعد الأطفال على محاربة العدوى.


وظيفة الدم: يساعد الحديد على تكوين الهيموجلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.


تطور الدماغ: تعتبر مستويات الحديد الكافية ضرورية للتطور المعرفي وصحة الدماغ بشكل عام.


مراحل نقص الحديد


لا يحدث نقص الحديد لدى الأطفال بين ليلة وضحاها، بل يتطور عبر ثلاث مراحل: استنفاد الحديد، ونقص الحديد دون فقر الدم، وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.


نقص الحديد: في هذه المرحلة، تبدأ مخزونات الحديد في الجسم في الانخفاض بسبب عدم كفاية الحديد الغذائي، وتتميز هذه المرحلة بانخفاض الفيريتين، وهو البروتين الذي يخزن الحديد، مما يشير إلى أن الجسم يستخدم احتياطياته من الحديد.


نقص الحديد دون فقر الدم: في هذه المرحلة، تكون مستويات الحديد غير كافية لتلبية احتياجات الجسم، على الرغم من أن مستويات الهيموجلوبين قد تظل طبيعية، غالبًا ما يمر نقص الحديد دون أن يُلاحظ، إلا أنه يؤثر على طاقة الطفل ومزاجه وقدرته على التركيز.


فقر الدم الناجم عن نقص الحديد : في المرحلة النهائية والأكثر شدة، تكون مخزونات الحديد منخفضة للغاية بحيث يضعف إنتاج الهيموجلوبين، مما يؤدي إلى فقر الدم.


يتميز فقر الدم الناجم عن نقص الحديد بانخفاض مستويات الهيموجلوبين، مما يؤثر على نقل الأكسجين ويؤدي إلى التعب والضعف وأعراض أخرى، من المهم التعرف على هذه المراحل لأن كل مرحلة تتطلب نهجًا علاجيًا مختلفًا، يمكن أن يساعد التدخل المبكر في منع تطور المرض إلى فقر الدم.


أعراض نقص الحديد عند الأطفال


على الرغم من أن نقص الحديد دون فقر الدم قد لا يؤدي إلى ظهور جميع أعراض فقر الدم، إلا أنه لا يزال من الممكن أن يسبب:


– الضعف والتعب: قد يعاني الأطفال من انخفاض الطاقة والتعب بسهولة.


– شحوب الجلد: نقص الحديد يمكن أن يسبب شحوب الجلد أو شحوبه.


– التغيرات السلوكية: يمكن أن يؤثر نقص الحديد على الحالة المزاجية، مما يؤدي إلى الانفعال، وصعوبة التركيز، أو انخفاض الأداء الإدراكي.


– تأخر النمو: قد يتباطأ النمو إذا لم تكن مستويات الحديد كافية.


– العدوى المتكررة: يؤدي ضعف جهاز المناعة بسبب نقص الحديد إلى زيادة قابلية الإصابة بالعدوى.


ما هي كمية الحديد التي يحتاجها الأطفال؟


الأطفال يولدون بمخزون من الحديد، لكنهم يحتاجون إلى كميات إضافية من الحديد من نظامهم الغذائي لمواكبة نموهم، وفي الواقع، فإن الكمية الغذائية الموصى بها من الحديد خلال مرحلة الطفولة المبكرة تعادل تقريبًا الكمية الغذائية الموصى بها للبالغين.


يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 12 شهرًا إلى 11 مليجرامًا من الحديد يوميًا.


يحتاج الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و3 سنوات إلى 7 مليجرام من الحديد يوميًا.


ويحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات إلى 10 مليجرامات، بينما يحتاج الأطفال الأكبر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا إلى 8 مليجرامات.


يجب أن يحصل الذكور المراهقون على 11 مليجرامًا من الحديد يوميًا، بينما يجب أن تحصل الفتيات المراهقات على 15 مليجرامًا.


عوامل تزيد من خطر نقص الحديد عند الأطفال


هناك عوامل معينة تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للإصابة بنقص الحديد:


  • الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة .

  • العدوى المزمنة أو القيود الغذائية.

  • نقص الأطعمة الغنية بالحديد.

  • الوزن الزائد أو السمنة.

  • التأثيرات طويلة المدى لنقص الحديد على نمو الدماغ.


أحد أكثر التأثيرات المقلقة لنقص الحديد هو التأثير على التطور الإدراكي والعصبي، حيث إن الأطفال في مرحلة النمو معرضون لنقص الحديد، مما قد يؤثر على وظائف المخ.

نقلاً عن : اليوم السابع