تمكن فريق من العلماء من رصد نوع نادر من الجليد يُعرف باسم “الجليد البلاستيكي”، وهو حالة هجينة تجمع بين صفات المواد الصلبة والسائلة، وذلك في ظروف معملية تحاكي البيئات القاسية في أعماق الكواكب الخارجية. ونُشرت الدراسة في مجلة Nature، حيث يُعتقد أن هذا النوع من الجليد قد يكون موجودًا في باطن كواكب مثل نبتون وأقمار مثل أوروبا التابع لكوكب المشتري.

خصائص الجليد البلاستيكي وظروف تشكله

يتكون الجليد البلاستيكي عند تعرض الماء لضغط يزيد عن 30 ألف بار ودرجات حرارة تفوق 177 درجة مئوية، مما يؤدي إلى احتفاظه ببنية بلورية صلبة شبيهة بالجليد السابع، مع السماح لجزيئات الماء بالحركة الدورانية داخل الشبكة البلورية دون أن تفقد موقعها. وأوضحت عالمة الفيزياء ليفيا بوف من جامعة سابينزا في روما أن هذه البنية تمنح الجليد مرونة غير معتادة، مما يجعله أشبه بالمادة اللدنة القابلة للتشوه مع الحفاظ على تركيبها الأساسي.

التجارب العلمية وتأكيد الاكتشاف

أُجريت التجارب في معهد لاو-لانجيفين في فرنسا، حيث تم استخدام أشعة نيوترونية لدراسة الحركة الجزيئية داخل الجليد تحت ظروف ضغط وحرارة مرتفعة. وقدمت النيوترونات المتناثرة أدلة قاطعة على وجود الجليد البلاستيكي السابع، مع كشف سلوك جزيئات الماء التي تتحرك بطريقة متقطعة بدلاً من الحرة، وهو ما يخالف التوقعات النظرية السابقة.

أهمية الاكتشاف في دراسة الكواكب الخارجية

يعتقد الباحثون أن هذا النوع من الجليد قد لعب دورًا مهمًا في تشكل الهياكل الداخلية للأقمار الجليدية مثل أوروبا وتيتان أثناء مراحل تكوينها الأولى. وصرّح عالم الكواكب بابتيست جورنو من جامعة واشنطن في سياتل أن وجود الجليد البلاستيكي ربما أثر على كيفية احتباس المياه داخل هذه الأجرام السماوية، مما قد يكون له تداعيات مهمة على دراسات إمكانية الحياة خارج الأرض.