أظهرت دراسة حديثة أن سمادًا زراعيًا جديدًا يعتمد على سيليكات الكالسيوم يمكنه احتجاز ثاني أكسيد الكربون مع تحسين صحة التربة. وتشير الدراسة إلى أن هذه الطريقة قد تكون وسيلة فعّالة لتقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، حيث يمكن استخدام المعادن المحددة لتسريع عملية تعدين الكربون الطبيعية، وهو ما يعد بمثابة تطور مهم في جهود إزالة الكربون.
سماد زراعي جديد يحارب التغير المناخي
وتوضح الأبحاث أنه من خلال تعديل بعض المعادن، يمكن امتصاص ثاني أكسيد الكربون وحبسه في مركبات مستقرة بشكل أسرع من الطرق التقليدية، مما قد يساعد في احتجاز مليارات الأطنان سنويًا. ويعتقد العلماء أن هذه الابتكارات قد تدعم استراتيجيات التخفيف من تأثيرات تغير المناخ مع الاستفادة من الممارسات الزراعية.
في دراسة نُشرت في مجلة Nature، أكد الباحثون أن سيليكات الكالسيوم تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون بكفاءة أكبر من سيليكات المغنيسيوم التقليدية، مما يجعلها خيارًا واعدًا لإزالة ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع. وأضافت الدراسة، التي قادها الكيميائي ماثيو كانان من جامعة ستانفورد، أن دمج هذه المواد في التربة يمكن أن يحقق فائدة مزدوجة: تحسين جودة التربة مع إزالة ثاني أكسيد الكربون الجوي.
ويتم تصنيع سيليكات الكالسيوم عن طريق تسخين خليط من أكسيد الكالسيوم وسيليكات المغنيسيوم في درجات حرارة مرتفعة، وهو ما يجعل عملية التفاعل أسرع بكثير من العمليات الطبيعية. وفي حديثه مع مجلة ساينس، أشار كانان إلى أن سيليكات المغنيسيوم تتوفر بكثرة، لكن سيليكات الكالسيوم أقل توفراً وتحتاج إلى معالجة. كما تحدد الدراسة طريقة لإنتاج أكسيد الكالسيوم من الحجر الجيري، رغم أن التقاط الانبعاثات من هذه العملية لا يزال يشكل تحديًا.
على مستوى الزراعة، يستخدم المزارعون حاليًا كربونات الكالسيوم لتقليل حموضة التربة، ويطبقون حوالي مليار طن منها سنويًا. ومن الممكن أن يحل استبدال كربونات الكالسيوم بسيليكات الكالسيوم وأكسيد المغنيسيوم محل هذه العملية مع احتجاز ثاني أكسيد الكربون في الوقت نفسه. وقد بدأت التجارب الميدانية في لويزيانا ونيوجيرسي لتقييم التأثيرات المحتملة على صحة التربة، بينما يجري فحص المخاوف بشأن الشوائب المعدنية قبل التطبيق على نطاق واسع.